تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


كاتبة اسبانية تتوقف عن الكتابة بسبب القرصنة

عن مجلة اكسبريس
فضاءات ثقافية
الثلاثاء 27-12-2011
ترجمة: دلال ابراهيم

أعلنت الكاتبة الإسبانية لوسيا اتكسباريا قرارها بالتوقف عن الكتابة وعدم نشر أي كتاب لها إلا بعد مضي زمن طويل, وذلك احتجاجاً على عمليات القرصنة الشاملة التي تعرضت لها روايتها الصادرة مؤخراً بعنوان: ( El contenido del silencio.)

وقد أعلنت الكاتبة الإسبانية على صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك قائلة بغضب ( كفى, هذا يكفي!) وإنها ستلقي بالقلم جانباً على خلفية عملية السرقة التي تعرضت لها آخر رواياتها الصادرة. وهذا ما كتبته في صحيفة الموندو الإسبانية في مقال لها شرحت الأسباب قائلة بإسهاب: «نظراً لأنني اكتشفت الآن أنه جرى تحميل نسخ من كتابي بشكل غير مشروع عن الشبكة العنكبوتية أكثر مما تم بيعه, أعلن رسمياً أنني لن أنشر بعد الآن روايات جديدة قبل مضي وقت طويل.»‏

قرار شخصي اتخذته الكاتبة ولكنه يحمل خلفيات سياسية, حيث تشرح الكاتبة لوسيا اتكسباريا لصحيفة الغارديان أن الأدباء الإسبان يواجهون مستقبلاً مظلماً لأن القرصنة على كتبهم تزداد نسبتها, مضيفة أن اسبانيا هي إحدى الدول الثلاث التي تشهد تحميلاً للنتاج الأدبي غير المشروع إلى جانب الصين وروسيا. وتنتقد الكاتبة التي تتمتع بشهرة عالمية تقاعس حكومة خوسيه لويس زاباتيرو في التصدي لتلك العمليات غير المشروعة, لأن هذه الحكومة وفق وجهة نظرها «لا تجرأ على سن القوانين الناظمة». وتؤكد الروائية المولودة في مدينة فالنسيا أن وصول المحافظ ماريانو راخوي إلى السلطة, عقب الانتصار الساحق الذي حققه الحزب الشعبي في الانتخابات التشريعية التي جرت مؤخراً في 20 تشرين الثاني المنصرم لن يحمل بشائر الخير لحل هذه القضية.‏

وعقب إعلان الكاتبة لوسيا اتكسباريا ( قرار استقالتها المفاجئة) من مهامها ككاتبة, لم يتأخر الرد من جانب القراء على قرارها الذي غزا صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي وقد أعرب العديد من الإسبان عن دهشتهم واستغرابهم من تصريحات الكاتبة, وجاءت التعليقات تحمل غالباً انتقادات وحتى كانت في أحيان كثيرة جارحة ومسيئة لها. في حين اعترف بعض من متصفحي الانترنت بأنه لم يكن لديهم ما يكفي من المال لشراء روايتها الأخيرة التي كانت تباع بقيمة 20 يورو على موقع أمازون وأشارت إحدى المتصفحات التي أطلقت على نفسها اسم كيلي سانشيز في معرض ردها على الكاتبة قائلة: «الأدب ليس عملاً لغايات ربحية, بل هو عاطفة وشغف»، مضيفة: «أنه وفي حال كانت الكاتبة لوسيا اتكسبريا تمتلك نداء داخلياً فإنها لن تتوقف عن الكتابة.» والبعض الآخر تساءل ببساطة كيف أنفقت الكاتبة الإسبانية مبلغ 601 ألف يورو الذي حصلت عليه عام 2004 قيمة جائزة بريميو بلانيتا التي فازت بها أرفع جائزة أدبية في اسبانيا وأكثرها ربحية في العالم عن روايتها ( معجزة في حالة توازن )‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية