تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


إلغاء جائزة الإليزيه... إثر مطالبة «لاكوست» استبعاد فنانة فلسطينية

صحيفة الغارديان
فضاءات ثقافية
الثلاثاء 27-12-2011
إعداد وترجمة: ليندا سكوتي

نهج متحف الإليزيه في مدينة لوزان السويسرية على إقامة مسابقة دولية للفن اعتبرها الفنانون من المسابقات ذات الأهمية في أوروبا، وقد تصدت شركة «لاكوست» الفرنسية،

ذات السمعة العالمية بإنتاج مختلف أنواع الملابس التي تضع «التمساح» شعارا لها، لرعاية تلك المنافسات والتبرع بجائزة للفائز مقدارها 24000 يورو. بيد أنها بشكل مفاجئ عمدت إلى الطلب من إدارة المتحف استبعاد الفنانة والمصورة لاريسا صنصور من الاشتراك في المنافسة تحت طائلة التخلي عن الرعاية وبالتالي الإحجام عن دفع ما اتفق عليه من جوائز للفائزين، مدعية أن ما تقدمت به الفنانة صنصور يخرج عن الفكرة المستهدفة من المنافسة ألا وهي التعبير عن «متعة الحياة». لكن الواقع يؤكد بأن الاستبعاد قد جاء لأسباب سياسية، خاصة أن الفنانة قد تقدمت بمشروع متعدد الوسائط تحت عنوان «مبنى الدولة» الذي وصفته بأنه يعبّر عن أحلامها بانبعاث دولة فلسطين من رماد عملية السلام.‏‏

‏‏‏

استهجنت إدارة متحف الإليزيه ما طلبته شركة لاكوست من استبعاد صنصور التي كانت من المرشحين الثمانية الذين وردت أسماؤهم على القائمة القصيرة واستنكرته لأن هذا التصرف مخالف لتوجهات المتحف، لذلك عمدت إلى إلغاء الجائزة ولم يتوان القائمون على المتحف بالإعلان عن دعمهم وتأييدهم لصنصور وتقدموا ببيان قالوا به إن متحف الإليزيه قد اتخذ قراراً بإلغاء الجائزة لأن الشريك الرئيس الممول لها قد أصر على استبعاد لاريسا صنصور وهي أحد المرشحين لنيل الجائزة. واستطرد البيان القول «إننا نؤكد مجددا دعمنا وتأييدنا للفنانة صنصور لما تقدمت به من عمل فني ذي جودة عالية مؤكدة قدراتها وتفانيها في العمل».‏‏‏

رأت إدارة المتحف عرض أعمال صنصور في المتحف خارج إطار رعاية لاكوست وتوجهاتها. وفي هذا السياق، ذكرت الفنانة صنصور في بريد إلكتروني أرسلته إلى صحيفة الغارديان: «إني سعيدة بما اتخذ من إجراء، وانتابني الكثير من الغبطة والسعادة عندما شعرت بأن إدارة المتحف قد وقفت إلى جانب الفن دون أن تتأثر أو تنصاع لرغبة الممولين له». وأشارت إلى البيان الذي أصدرته إدارة المتحف مع شركة لاكوست الذي أعلن به انفصام عرى العلاقة بينهما. مبدية ترحيبها بتلك الخطوة التي أظهرت التزاما من المتحف بالأعمال الفنية دون النظر إلى ما يسفر عنها من عواقب مادية.‏‏‏

جاء في رسالة صنصور الالكترونية «إن ما صدر في بيان لاكوست يشير إلى أن رفضاً عملياً قد جاء لأسباب تتعلق بتباينه مع فكرة الجائزة القائمة حول «متعة الحياة»، تلك الأقوال التي تفتقر للصحة والموضوعية حيث لم يذكر أي شخص بأن العمل يتناقض أو لا يتلاءم مع الفكرة الأساسية للمنافسة، ذلك لأنه في البريد الإلكتروني الأولي تم التأكيد على ترشيحي كما وأن المتحف قد أشار إلى أن كل فنان لديه الحرية المطلقة في شرح ما لديه من أفكار حول فكرة الجائزة المتعلقة ب»متعة الحياة» بأسلوبه وطريقته الخاصة».‏‏‏

من دواعي الدهشة والاستغراب، أن تقوم الشركة التي طلبت من أندروز بريفيك (الذي قتل 77 شخصا في النرويج خلال شهر تموز) عدم ارتداء قمصان تحمل شعار لاكوست لأنه ظهر عند اقتياده من قبل الشرطة مرتديا واحدا منها عليه العلامة التجارية المميزة للشركة وهي «التمساح» بينما تتصرف على هذا النحو مع صنصور.‏‏‏

ومازالت شركة لاكوست مصرة على موقفها حيث أصدرت بيانا أكدت به أن مشاركة صنصور أمر غير مشروع وجاء رفضها لأسباب موضوعية حيث تم استبعاد مشروع «مبنى الدولة» لكونه لا يدخل ضمن سياق الموضوع الذي حددت لأجله جائزة الإليزيه التي ترعاها، وإن الشركة تأسف لإعطاء تفسير سياسي لقرارها.‏‏‏

وفي بيان نشرته على موقعها الالكتروني، قالت شركة لاكوست «إن سمعة الشركة قد تأثرت لأسباب واهية وادعاءات خاطئة وإنها لم يدر في خلدها أبدا استبعاد أي عمل فني لأسباب سياسية».‏‏‏

ومما يجدر ذكره في هذا المقام، بأن الفنانة لاريسا صنصور ولدت في القدس عام 1973 من أم روسية وأب فلسطيني، وعاشت طفولتها في بيت جالا إلى أن بلغت الخامسة عشر عاما، ثم تابعت دراستها في لندن وانتقلت بعدها إلى الولايات المتحدة حيث انتسبت إلى معهد ميريلاند، ونالت عام 2000  شهادة الماجستير في الفنون من جامعة نيويورك وشاركت في معارض مختلفة. وقد بدأت العمل على مشروع «مبنى الدولة» الذي تم ترشيحه للفوز بالجائزة عقب تقديم السلطة الفلسطينية طلب العضوية من الأمم المتحدة.‏‏‏

 بقلم: روزي سواش‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية