تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


كتاب عن نجيب محفوظ يكشف رأيه في عبد الناصر

فضاءات ثقافية
الثلاثاء 27-12-2011
في كتاب يضم آراء نجيب محفوظ: وطرفاً من سيرته، يقول نجيب محفوظ إن الرئيس المصري الأسبق جمال عبد الناصر «أكثر من أنصف الفقراء، وحين لم يستطع تحقيقه أعطاهم أملاً لذلك فالناس لا تنساه أبداً لأن الأمل لا يموت, وربما كان هذا هو السبب الذي يجعل اسم عبد الناصر وصوره ترتفع في كل مظاهرة شعبية.»

ولكن محفوظ (1911-2006) في كتاب جديد عنوانه (في حضرة نجيب محفوظ) يقدم تفسيراً لارتباط الجماهير في مصر بعبد الناصر، قائلاً إن: «لعبد الناصر حساباً آخر مع الجماهير لا يعتمد على المعارك السياسية أو العسكرية التي خاضها وما كسبه فيها أو ما خسره.».‏

 والكتاب الذي ألفه رئيس اتحاد كتاب مصر محمد سلماوي صدر هذا الأسبوع عن (الدار المصرية اللبنانية) في القاهرة ويقع في 399 صفحة متوسطة القطع تشمل ملحقاً بالصور لمحفوظ منها أول عيد ميلاد حين بلغ الخمسين بحضور أم كلثوم وتوفيق الحكيم ومحمد حسنين هيكل وآخر عيد ميلاد عام 2005، إضافة إلى صور له مع بعض الحاصلين على جائزة نوبل مثل نادين غورديمر وأحمد زويل وصورة من حفل تسلمه الدكتوراه الفخرية من جامعة القاهرة التي تخرج فيها من قسم الفلسفة بكلية الآداب.‏

محاولة اغتيال محفوظ‏

 وقال المؤلف إن محفوظ منذ تعرض لمحاولة اغتيال في تشرين الأول 1994 وعلى مدى 12 عاماً ظل يجري معه حواراً أسبوعياً ينشر في صحيفة الأهرام نظراً لعجزه عن الكتابة. ومحفوظ الذي نال جائزة نوبل في الآداب عام 1988 اختص سلماوي بأن يكون ممثله الشخصي في احتفالات تسلم الجائزة، حيث ألقى كلمته في الأكاديمية السويدية.‏

وسجل سلماوي أن عضو اللجنة الاستشارية لجائزة نوبل لارس ريدكويست مدير مكتبة نوبل بالأكاديمية السويدية في ستوكهولم زار محفوظ ووجه إليه خمسة أسئلة بهدف وضع إجاباته عنها في الموقع الالكتروني الخاص بجائزة نوبل, وإن أحد هذه الأسئلة كان حول ما حدث له منذ فوزه بالجائزة، فقال محفوظ إن أبرز ما حدث له بسبب الجائزة هو محاولة اغتياله «ثم أشار إلى رقبته.».‏

 وفي فصل عنوانه: (هل هادن محفوظ السلطة؟) يقول المؤلف إن المشير عبد الحكيم عامر وزير الحربية اتصل عام 1966 بعبد الناصر وحثه على اتخاذ إجراء عقابي ضد محفوظ بسبب روايته (ثرثرة فوق النيل) التي تناولت الأوضاع البوليسية في مصر آنذاك، ولكن عبد الناصر رفض قائلاً: «احنا عندنا كام نجيب محفوظ؟».‏

ويعلق سلماوي «لولا تدخل عبد الناصر شخصياً لكانت قد اتخذت بعض الإجراءات العقابية ضد نجيب محفوظ على الموقف الجريء الذي اتخذه في نقد دولة المخابرات»، مرجحاً إن أمراً باعتقال محفوظ «صدر بالفعل» وإن اتصال عامر بعبد الناصر تم «بغرض إخطاره بالقرار وليس استئذانه قبل التنفيذ» إلا أن رفض عبد الناصر كان صريحاً.‏

 ويروي أيضاً أن عبد الناصر قام بحماية محفوظ من تشدد «بعض شيوخ الأزهر» بعد نشر رواية (أولاد حارتنا) مسلسلة في صحيفة الأهرام عام 1959 وقال عبد الناصر: «لن أتخذ أي إجراء ضد نجيب محفوظ».‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية