تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


روايات تعكس معاناة المجتمع الغربي المعاصر

عن: F.magazine
ثقافة
الثلاثاء 27-12-2011
ترجمة: مها محفوض محمد

تحتل واجهات المكتبات الأنغلوساكسونية مع نهاية هذا العام مؤلفات سبق لها أن حققت نجاحاً ومبيعاً ضخماً على امتداد القرن العشرين.

وهي تعود الآن مع أجزاء إضافية لها وللمسلسلات التي أخرجت عنها كرواية «ذهب مع الريح» للأميركية مرغريت ميتشل ومغامرات جيمس بوند للبريطاني إيان فيليمنك، وقد عرفت هذه الروايات البوليسية إقبالاً منقطع النظير ليس فقط لدى قراء هذا النوع الأدبي إنما أيضاً لدى جيل شباب يتوق للخروج اليوم من دوامة أعمال الخيال العلمي التي لم تعد تشبع نهمه للمعرفة.‏

وها هو كتاب «منزل الحرير» للكاتب والسينارست البريطاني أنطوني هور فيتس ينضم إلى قافلة تلك الروائع متخذاً من مغامرات شارلوك هولمز للروائي البريطاني كونان دويل منصة لمخاطبة المراهقين والراشدين معاً إضافة لقراء الرواية البوليسية بشكل عام.‏

وقد صدرت رواية «منزل الحرير» باللغة الانكليزية قبل أيام لتترجم مباشرة إلى عشرات اللغات الحية بغلافين مختلفين، أحدهما يتوجه للناشئة والآخر للبالغين.‏

أيضاً رواية مغامرات «شارلوك هولمز» للأديب أندرولين ورواية «سر الفرعون» للفرنسية كارولين غيزيل عن مطبوعات الشبيبة.‏

وللمرة الأولى منذ عام 1930 أي عام وفاة مبدع هذه الشخصية البوليسية كونان دويل يكلف ورثة هذا الأخير الأديب البريطاني أنطوني هوروفيتس البالغ من العمر 55 عاماً متابعة أعمال دويل الذائع الصيت.‏

ومن أبرز أعمال هوروفيتس المعروف عنه بأنه روائي الناشئة «هرقل بوارو.. المفتش برنابي» وهي روايات تحولت إلى مسلسلات تلفزيونية ذات شهرة واسعة.‏

ويأتي اختيار انطوني هذا لاستكمال مسيرة دويل الشهير وذلك بإقامة جسر بين التحقيقات البوليسية على طريقة هولمز وبين الشبيبة المعاصرة.‏

ذلك أن هوروفيتس حقق شهرة كبيرة في الآداب العالمية لأنه يتقن نسج الحبكة الروائية وتصعيدها ويكشف تقنيات التحقيقات الجارية في كواليس اسكوتلنديارد.‏

أما رواية «منزل الحرير» فهي تستقطب اليوم ليس فقط أنظار التلفزيون البريطاني واستديوهاته إنما أيضاً هوليوود التي بدأت تفتش عن مخرج يتقن لغة التحقيقات البوليسية. فهذه الرواية ليس تحقيقاً بوليسياً بالمعنى الضيق للكلمة إنما هي مرآة للمشاكل التي يعاني منها المجتمع الغربي المعاصر.‏

حيث تنطلق الحبكة فيها من جريمة بشعة يسعى وتسون صديق تشارلوك هولمز لكتمانها والتعتيم عليها حتى تندلع الحرب العالمية الأولى.‏

من هنا تأتي أهمية هذه الرواية التي تسقط ما جرى عشية تلك الحرب على ما يحدث في المناطق الساخنة من العالم كما أن الأحداث التي تتناولها الرواية تهدد الحكومة البريطانية حيث صرح هوروفيتس أنه فكر ملياً في الجرائم التي من شأنها أن تنشر الفوضى وتهز العالم من شماله إلى جنوبه.‏

ليتساءل النقاد هل هناك قواسم مشتركة بين «منزل الحرير» و«البيت الخالي» التي يفتتح بها دويل مجموعته «عودة شارلوك هولمز» التي صدرت عام 1903 بعد أن ضغط القراء والناشرون على دويل مستهجنين موت شارلوك على يد مبدعه في شلالات ريخن باخ علماً أن هوروفيتس جاء بأفكار حديثة خلال مجريات أحداث «منزل الحرير».‏

ويستدعي أنطوني شخصيات من معارف هونزو ومساعده واطسون على غرار ميكروفت ومورياتي والمفتش ليستراد.‏

ليضيف بصمته الخاصة إلى هذه الرواية بالعودة إلى الروحانيات والسحرة وما تتقنه شبيبة عبدة الشيطان والايمو.‏

وهي ظاهرة تهدد المجتمع الغربي من الداخل.‏

ويستعد هوروفيتس لكتابة الجزء الثاني من مغامرات شارلوك هولمز بعد أن استدعته جمعية هولمز ليتم تتويجه ضيف شرف في البرلمان ولانعلم إذا كان هوروفيتس يلتزم بوصايا دويل المعروفة وهي:‏

دون أكشن، دون نساء ودون مخدرات، وصايا مطلوب التقيد بها لتصبح الرواية ذات طابع هولمزي.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية