|
مجتمع الآخر بالسعادة فلابد أن يضحي ويتنازل الشريك من أجل الشريك الآخر لأن الطرفين لن يشعرا بالسعادة إلا إذا تخلت المرأة عن عنادها وتخلى الرجل عن كبريائه ضمن حدود المنطق وخاصة أن من يمتلكون المحبة والتضحية في هذه الأيام هم قلة لذا إذا وجد الإنسان الشريك الذي يعرف كيف يحب فعليه أن يتمسك به، وخاصة إذا كانت فتاة الأحلام واعية مثقفة حنون لذلك يجب أن يتمتع الزواج بالتوازن كي ينجح، فالزواج الناتج عن الحب قد يؤدي إلى ارتباط شريكين أحدهم بالآخر غير مهيأ لتحمل المسؤولية، أما من تزوج استناداً إلى قرار عقلاني فيشعر بالملل ولو بعد حين لذا فالزواج يجب أن يتخذ بواسطة القلب والعقل. والبيت المثالي هو الذي تعيش فيه عائلة سعيدة «مهما كان المكان جميلاً سيحله المرء لكن لن يمل وجود إنسان رائع إلى جانبه» فالبيوت بناسها لا بجدرانها. والحياة المشتركة بين الزوجين تبدل الكثير من الأمور تزول بعض الصفات من شخصياتهما وتضاف إليها صفات جديدة فتتشارك بعض الأفكار وطريقة الحياة. ولعل أهم مافي الحب والزواج هي الفسحة أو المسافة التي يتركها الزوجان بينهما التي تضاعف الشوق الذي ينتاب أحدهما تجاه الآخر وتمنع كل منهما من الهيمنة على الآخر، وهذا ما تحدث عنه جبران خليل جبران في كتاباته الحب الحقيقي هو ما يمنح من دون مقابل وبلا حدود ويتمثل بحب الأم لأولادها الذي لا مثيل له ولا نظير «السعادة التي يورثنا إياها الحب هي التي تعطينا دفعاً للأمام». |
|