تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


راية التحرير

شؤون سياسية
الأثنين 17/11/2008
عماد خالد رحمة

أكدت الحركة التصحيحية رؤيتها وفلسفتها تجاه القضية الفلسطينية باعتبارها قضية مركزية للصراع العربي- الصهيوني, وأن الشعب العربي لا يمكن أن يرضى بالاستكانة

وأن لا بد من التسليم بمطلبه كمنطلق لا بد منه لتحرير الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة, وإن مطلب الدولة الفلسطينية قد تجاوز مرحلة التبشير منذ أمد طويل واستطاع أبناء فلسطين بنضالهم المستمر العنيد وصمودهم البطولي الفذ أن يجعلوا من مطلبهم قضية جمع أبناء فلسطين من مختلف ديار إقامتهم.,‏

وقد أعطت الحركة التصحيحية هذا الموضوع حيزاً كبيراً في العمل العربي وبالتالي أدى نضال أبناء الشعب الفلسطيني ودعم الحزب لتطوير آليات عمل منظمة التحرير الفلسطينية , كما يسعى القادة في سورية إلى رأب الصدع بين الفلسطينيين من خلال إتمام الحوار الفلسطيني - الفلسطيني في القاهرة, فقد كانت سورية سباقة لإجراء ذلك الحوار وعلى قاعدة التفاهمات الفلسطينية- الفلسطينية (اتفاق مكة , واتفاق عدن, وحوارات القاهرة).‏

فمنذ اللحظة الأولى أدرك الحزب خطورة التآمر الصهيوني فحمل راية التحرير والصمود منبهاً إلى الأخطار التي تهدد عروبة فلسطين وعدها قضية العرب الأولى, ففي أيار عام 1946 دعا الحزب في بيان له إلى الإضراب بسبب السماح ل (100) ألف مهاجر صهيوني بالدخول إلى فلسطين, ودعا الجماهير العربية لإنقاذ فلسطين من خلال تشكيل كتائب مسلحة ومدها بالسلاح والمال والرجال, وفي عام 1954 حذرت حركة البعث العربي في رسالة احتجاج إلى الوزير الأميركي المفوض في سورية من أن السلام لا يمكن أن يتم على حساب حقوق العرب وأعلنت رفضها لأي اتفاقية تجيز اغتصاب فلسطين واستنكرت وضعها ضمن المزايدات الانتخابية الأميركية لكسب أصوات اليهود بعد الحرب العالمية الثانية كما جاء في بيان مجلس الحزب الصادر بتاريخ 11/10/1947, وتوضيحاً للخطوط الأساسية لسياسة الحزب تجاه القضية الفلسطينية والتي تمثلت في رفض تقسيم فلسطين وضرورة تبني طريق المقاومة والنضال من أجل تحريرها لأن ما يتهددها يتهدد الأمة العربية جمعاء موجهاً الانتقاد إلى الحكومات العربية لعدم جديتها في خوض المعركة داعياً إلى التعبئة للقوى التحريرية العربية لمواجهة الخطر ومحاربة المصالح الاقتصادية والثقافية والعسكرية المعادية , ولتفعيل هذا الدور تم إنشاء مكتب فلسطين الدائم وشكلت كتائب البعث ضمن جيش الإنقاذ العربي عام 1948 واستشهد العديد من المناضلين على أرض فلسطين لكن تخاذل الحكومات العربية أدى إلى وقوع الكارثة بإقامة الكيان الصهيوني .‏

أمام هذا الوضع كرست الحركة التصحيحية إمكاناتها السياسية والمادية لحث العرب على الوقوف صفا واحداً في وجه المخططات التآمرية التي استهدفت تصفية القضية الفلسطينية , ودعت إلى تحقيق الوحدة العربية وحشدت الطاقات لمعركة التحرير المصيرية وجددت العهد على متابعة النضال حتى النصر لتعطي القضية الفلسطينية بعداً قومياً أكبر مؤكدة ضرورة تلافي الخلافات العربية والتوجه لزج الطاقات المادية والبشرية ووضعها في خدمة المعركة فكانت حرب تشرين التحريرية صفحة ناصعة في تاريخ التضامن العربي, تلك الحرب التي أثبتت للعالم أن العرب أمة واحدة, وأن ما يهدد فلسطين يتهدد الأمة العربية من المحيط إلى الخليج وأعادت هذه الحرب للإنسان العربي ثقته بنفسه وعزته وكرامته وأعطته الأمل بالنصر مهما بلغت التحديات, واستمرت الحركة التصحيحية في تكريس النضال مؤكدة مبادئها على تلازم النضال الوطني والقومي في وجه المخططات الصهيونية مهما كلف ذلك من تضحيات, هكذا بدأ نضال الشعب وما زال مستمراً في مسيرته النضالية والتحررية التي تعمقت على يد القائد الخالد حافظ الأسد عبر حركة التصحيح التي يتابع منهجها الثوري والقومي السيد الرئيس بشار الأسد مؤكداً أن القضية الفسطينية كانت وما زالت قضية العرب الأولى.‏

نعم إن عروبة فلسطين وشعب فلسطين ما زالا في فكر وعقيدة حزبنا حزب البعث العربي الاشتراكي وحركته التصحيحية وضمير ووجدان أحرار هذه الأمة وستبقى فلسطين عنواناً للصمود والمقاومة حتى يعود الحق لأصحابه وتتحرر الأراضي العربية المحتلة رغم المعتدين.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية