|
شؤون سياسية وأمتنا العربية بعامة وقطرنا العربي السوري بخاصة يواجهان تحديات خطيرة بهدف القضاء على وجودهما وهويتهما وحضارتهما واستكمال نهب ثرواتهما واستتباعها بشكل كامل للهيمنة الامبريالية الأمريكية وأعوانها في ظل واقع عربي مترد, فمنذ فجر التصحيح كانت جماهير الأمة العربية على موعد للنهوض من كبوتها مع القائد الخالد حافظ الأسد, لترمم ما أصابها من انكسارات ولتعلي صرح التقدم والنهوض والتنمية الشاملة لبناء سورية الحديثة قلعة الصمود العربي, وركيزة المواجهة, فحققت لسورية الاستقرار والمنعة, واعطتها الدور الكبير في الساحة العالمية, رغم أنف الاعداء وأعادت للأمة هيبتها من خلال حرب تشرين التحريرية في السادس من تشرين الأول عام 1973 التي أسست للمقاومة العربية التي أضحت اليوم قوة يحسب حسابها وألحقت الهزائم بالأعداء في لبنان وفلسطين والعراق. ولقد برهنت الحركة التصحيحية على قدرتها على التجدد الدائم, والعطاء المستمر من خلال قيادة السيد الرئيس بشار الأسد, التي زادت المبادئ رسوخاً وأصالة وقدرة وأثبتت للعالم أن سورية قوية وقادرة وتمتلك القيادة الاستراتيجية القادرة على قيادة الأمة ووضعها في مسارها الصحيح لمواجهة العواصف مهما اشتدت, ولتبرز أهمية وجود القائد في حياة الأمم والشعوب فكما يشهد تأريخ البشرية أن دولاً عديدة, قد تهاوت أو تساقطت أو اضمحل دورها رغم تميزها الجغرافي وامتلاكها للثروات والاقتصاد وذلك بسبب افتقادها لأحد الأركان الرئيسية لقوة الدول واستمرارها وتقدمها ألا وهو وجود القائد المدرك والمستوعب للصراعات الإقليمية والدولية. ومع دخول العالم الألفية الثالثة أصبح وجود مثل هذا القائد وخاصة في وطننا العربي ضرورة حياتية واستراتيجية من أجل صبح نهوضنا في وجه طغيان المستبدين والمستعمرين ومنطلقاً لانحسار قوى الظلام, وتحرير الإنسان العربي من التخلف والفقر. أطل علينا السيد الرئيس بشار الأسد ليصبح رمزاً لجيل عربي اختار طريق العزة والكرامة, فقد رصد بعين الثائر حركة الواقع بكل مايحمله من مهمات نضالية صعبة ومتعبة وعرف أن الذين سبقوه إلى طريق التحرير من أبطال الاستقلال إلى القائد الخالد حافظ الأسد سيبقون المنارة التي يهتدي بضيائها الوهاج وأن طريقهم هي اللغة الوحيدة التي من خلالها نجيد فهم نبض الأرض ونترجم دقات القلوب آيات وفاء للوطن. ولقد تجلت القيادة الاستراتيجية للرئيس بشار الأسد من خلال العديد من الأمور نذكر بعضها على سبيل المثال: 1- القدرة العالية على تسخير المتغيرات في خدمة الثوابت الوطنية والقومية فبعد أن أضاع الكثيرون ثوابت الأمة وهم يطاردون متغيرات العالم, جعل السيد الرئيس المتغير مملوكاً للثابت رغم كل المحاولات الإمبريالية, والصهيونية لحصار سورية والتآمر عليها وتدبير المؤامرات لعزلها, ما أجبر الأعداء مثل الأصدقاء ليعترفوا بأنه من غير الرئيس بشار الأسد لاحل لأزمة, ولاحلول لسلام, ولانهاية لحرب. 2- الإحاطة بالمشكلة في أبعادها المتعددة, فهماً وتحليلاً واستيعاباً مقرونة بقدرة استثنائية على إعادة تركيب ما يمكن أن يكون قد تبعثر من الصور وتشتت, تركيباً يكون من شأنه أن يجعل المشكلة قابلة للحل وفق أسس لابد من التمسك بها, والتشبث بثوابتها, فهو يتميز برؤية قومية تقوم على إسقاط ما يجزأ لصالح ما يوحد, وعلى إهمال ما يشكك لصالح ما يؤكد وعلى إزالة ما يعوق لصالح ما يشق الطريق وعلى التخلي عما هو آني وعارض ومؤقت لصالح ما هو دائم ومستمر وثابت. 3- امتلاكه رؤية تاريخية ترتد إلى الماضي البعيد, باحثةً منقبةً ومستكشفة لتعود بعد ذلك إلى الحاضر, دارسة ومحللة ومستوعبة وذلك من خلال الربط بين ما هو تاريخي بما هو سياسي, كل ذلك سيتعانق مع قدرات فكرية تستند إلى أرضية ثقافية عميقة وأصيلة وشاملة وفاعلة ومتحركة تستطيع الكشف عن التضليل السياسي والتزوير العقائدي. 4- تمتعه بإدراك بالغ الحساسية لطبيعة اللغة وأسرارها وألغازها ورموزها, ودلالاتها, وهو إدراك يتوصل دائماً إلى استنتاج الصحيح وهو أن ما يقع بين البشر من خلافات إنما هو في جانب منه على الأقل بسبب عدم تحديد معاني الألفاظ والكلمات لأن غياب هذا التحديد كثيراً ما يؤدي إلى استعمال هذه الألفاظ استعمالاً من شأنه إيقاع اللبس والابهام. 5- امتلاكه وضوح الرؤية, فهو يعرف مايريد, يعرف ماهو ممكن وماهو غير ممكن, يحدد كيف يحول غير الممكن إلى ممكن يحدد الهدف في ضوء الامكانات المتاحة ويعمل على تحقيقه وفي الوقت نفسه يعمل على تحقيق إمكانات غير متاحة لتحقيق هدف جديد غير متاح. يميز بين الكلي والجزئي دائماً مرتبطاً بالكلي ويملك القدرة الفائقة على التعرف على الأهداف الموضوعية ومحاربة الأشياء الوقتية. 5- امتلاكه الواقعية المبدئية التي مكنت سورية من امتلاك الكثير من عناصر القوة وجنبتها الكثير من المزالق وأسقطت ذرائع الأعداء ووفرت عوامل الاستقرار وحققت الوحدة الوطنية حيث آمن بأن الواقعية السياسية ليست القبول بالأمر الواقع لكنها قراءة نضالية لتغيير الواقع وليس للقفز فوقه, فهي التي ترسم آفاق المستقبل دون أن تبتعد عن الواقع وتطمح إلى التغيير في اطار النضال من أجل تحقيق الممكن إلى أقصى درجة تستطيع تحقيقها, هذه السياسية هي سياسة استثنائية في الساحة العربية. إنها السياسة التي تمتلك القدرة على اكتشاف القوانين التي تحكم المجتمع وتطويعها لخدمة الوطن. إنها البراعة في الربط الموضوعي بين الهدف الاستراتيجي وطريق الوصول إليه بحيث لا يحصل التناقض والتعارض وهنا تبرز عظمة الرئيس بشار الأسد في التوفيق بين طرفي المعادلة الصعبة الاستراتيجية الواقعية المبدئية. إن ميزة قيادة الرئيس بشار الأسد أنها لم تأت من فراغ بل جاءت تستند إلى إرث نضالي وطني وقومي كبير, تستند إلى قيادة استثنائية للقائد الخالد حافظ الأسد وما تركه من إرث نضالي وفكري وأسس راسخة لبناء سورية الحديثة وحزب عقائدي هو الضمانة الشعبية المتحركة والفاعلة لتعزيز التلاحم بين الشرائح الاجتماعية المختلفة وتصويب الرؤية وتصحيح مسار الرأي العام وتصليب الالتفاف حول مبادئه ورسالته القومية, فالرئيس بشار الأسد جاء ليكمل مسيرة التصحيح الوطنية والقومية وليعلي البنيان وقد نجح في ذلك, ببراعة المثقف القومي المناضل المدرك بعمق لحقائق التاريخ ووحدة الأمة وأهدافها. والداس المتابع للأحداث والمؤثرات السياسية ولمخططات الأعداء إلى جانب القدرة على التجديد والتطوير واستشراف الآفاق البعيدة والاحتفاظ بقنوات الاتصال والتواصل مع المجتمع وامتلاكه لروح التفاؤل حيث كلمة تشاؤم لا تعرف قاموسه اليومي, هذه بعض ميزات القيادة الاستراتيجية للرئيس بشار الأسد التي جعلت منه قائداً مميزاً واستثنائياً في فترة قياسية والتي أضحت اليوم بالنسبة للأمة العربية ضرورة حياتية وقومية ووطنية, وخيار شعبنا العربي السوري وشرفاء الأمة العربية. إننا اليوم مطالبون بالحفاظ على قيم ومبادئ ومثل الحركة التصحيحية التي أرسى دعائمها القائد الخالد حافظ الأسد ويرفع رايتها باقتدار وشموخ السيد الرئيس بشار الأسد ليبقى هذا الوطن شامخاً ولتبقى هذه الأمة عزيزة ومهابة الجانب |
|