تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


فوكوياما: لقد جلبوا الكراهية لأميركا!!

الإكسبرس
ترجمة
الأثنين 17/11/2008
ترجمة: دلال ابراهيم

في مقابلة خص بها مجلة إكسبرس تحدث المفكر والاقتصادي الأميركي المنشق عن تيار المحافظين الجدد فرانسيس فوكوياما عن الآفاق المستقبلية للولايات المتحدة والتغيرات التي يمكن أن تشهدها في ظل إدارة جديدة

ويعتقد أن الولايات المتحدة قد أتتها اللحظة لتدخل عالماًمتعدد الأقطاب أكثر مع بروز قوى مثل الهند والصين وحتى روسيا, ولكن حسب رأيه فإن المفاجأة جاءت من السرعة العالية التي غاص فيها الاقتصاد الأميركي في أزمة حادة وسوف تخلف هذه الأزمة نتائج على الصعيد الفكري لأن النموذج الأميركي لن يكون النموذج المثالي الجذاب, وبالطبع سوف يتساءل المنتقدون له: من هي أميركا لكي تعطينا دروساً حول الطريقة الأمثل لتنظيم اقتصادنا? وفي سؤال حول الحلول البديلة يقول :‏

إنه ولحسن حظ الولايات المتحدة ثمة أنظمة أخرى جيدة والنظام الاقتصادي الأكثر نجاحاً قدمته الصين, فالصين يتهمها الغرب بأنها ذات نظام استبدادي ولكنها تحديثية تزدهر دوماً رغم مشكلاتها والأزمة المالية العالمية الحالية, فالصين لم تشكل نموذجها تحت شكل أفكار ومبادئ كما فعلت الولايات المتحدة بينما روسيا فتقدم نموذجاً بالاعتزاز القومي لديها وثمة نماذج شعبية مثل نموذج رئيس فنزويلا أوغو شافيز , وفي رده عن سؤال حول ماذا حل بالديمقراطية يقول: لقد أصبحت ذات استخدام حساس للغاية منذ أن اتخذتها إدارة الرئيس بوش ذريعة للحرب على العراق. فكلمة ديمقراطية تعتبر في منطقة الشرق الأوسط على سبيل المثال كلمة تعادل النفاق والرياء وحصان طروادة للمصالح القومية والتوسعية للولايات المتحدة. ينبغي أن نثبت أن الديمقراطية ليست أداة للسياسة الخارجية الأميركية, وإنما هدف منشود بحد ذاته للعالم أجمع ولذلك على الولايات المتحدة الاعتراف بالذنب وإغلاق معتقل غوانتانامو والكف عن تعذيب المشتبه بهم والانسحاب من العراق وإنشاء مذهب جديد والتفريق بين الديمقراطية والعمل العسكري ويعترف فوكوياما بأخطاء المحافظين الجدد ويقول: إن البعض منهم لا يتوجه إليه بالكلام البته ونظراً للطريقة التي تبدلت وتطورت بها هذه المجموعة لم يعد يجمعه معها أي قاسم مشترك ويقول إن العديد منهم لم يأخذ العبر بعد من دروس العراق بل يريدون المباشرة بحرب أخرى ضد إيران والأغلبية منهم يبدون وكأنهم مدافعون بسطاء عن القوة الأميركية وقوتها العسكرية.‏

وفي سؤال هل يمكن لأميركا أن تلعب دوراً جديداً في تقديم المساعدات للعالم النامي,يقر فوكوياما أن أميركا وفي ظل إدارة بوش كانت سخية في تقديم المساعدات التي انقطعت لمدة 25 عاماً ولاسيما مساعدات القضاء على الإيدز في إفريقيا, ولكنها فشلت في عجزها الربط بين التطور والتنمية ومسألة الأمن, ولاسيما في أفغانستان حيث ينبغي أن تترافق الحرب على طالبان مع بذل جهود حقيقية لبناء اقتصاد البلاد وبناها التحتية.‏

ويقول: إن الولايات المتحدة أضاعت منها فرصة تطوير الموجة الجديدة من المؤسسات المالية التي كان بإمكانها إدارة المشكلات الخاصة بالولايات المهمشة أو بالأزمة المالية الدولية الحالية ومشكلة البيئة. وفشلت مجموعة دول الثماني في التكيف مع عالم صار لدول مثل الصين والبرازيل دورها المهم والولايات المتحدة والتي هي أساس الأمم المتحدة ومؤسسات بريتون وودز لم تمارس أي دور زعامة في هذا النوع من الإصلاح ولم تستثمر فيه رأسمالها السياسي, ويعتقد أن باراك أوباما سوف يتصرف في هذا المجال بشكل يبتعد فيه عن الاحادية القطبية ولكن هامش تحركه سيكون ضعيفاً نتيجة فقدان النموذج الأميركي لمصداقيته, ويقول إنه قد صوت لباراك أوباما لأنه من الصعب إيجاد إدارة أثبتت فشلها على الصعيد القومي والدولي مثل إدارة جورج بوش وفي فوز أوباما سوف نمتلك كونغرس يتمتع بأغلبية كافية لتجنب أي تعطيل تمارسه المعارضة ولكن تبقى المعضلة في أميركا في الانقسام الإيديولوجي الذي يعوق أي تقدم سياسي وفي فوز أوباما سوف تتغير الطريقة التي نقارب بها المشكلات لقد تميزت العهود السابقة بجر الكراهية للولايات المتحدة ولكن على الرئيس أوباما تجنب المبالغة في تصحيح أخطاء سلفه, وتشكل ظاهرة انتخاب أوباما تطوراً عاماً وجلياً في مجتمعنا وفيما لو قيض له النجاح في المستقبل فسوف يسهم هذا في تغيير العقلية وإن فشل وارتكب أخطاء فإننا سنشهد عودة للتوترات القديمة.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية