تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


أطفالنا..يرسمون بالأسود والأحمر ...تأثراً بمشاهد العنف المتلفز!!

مجتمع
الأثنين 17/11/2008
نيرمين خليفة

مشاهد الأطفال الغارقين في بركة دماء في غزة في الفضائيات, والصفحات الأولى من الصحف, تسمح لكثير من الأطفال أن يتعرفوا على مصير مجايليهم بالعمر في فلسطين

الذين أضحوا (عصافير حرة في السماء) وأصبحوا يدركون أن مشاهد الحروب الواقعية التي تبث على الشاشات الصغيرة ليست أفلام (اكشن) خيالية مشابهة للرسوم المتحركة التي أدمنوا عليها مثل الرصاص المزيف, وأصحاب الجثث ممثلون, والدبابات مجسمات من الكرتون بل واقع يظهر حقيقة مختلفة لقاتل اسمه اسرائيل.‏

ترى السيدة ( ولاء الدبس) أن مشاهد الحروب تولد حالات عنف عند الأطفال وعلى الأهل مهمة هامة هي ربط المشاهد الحقيقية بحكايات خيالية سعياً إلى أخذ أطفالهم إلى عالمهم الخيالي, وابعادهم عن واقع الحروب وويلاتها.‏

وكتدبير أشد احترازاً إبعاد الأطفال عن مشاهد النشرات الاخبارية في المنزل ومشاهدة الصحف, وتشير السيدة مريم بيضون معلمة إلى أن بعض الأطفال يكثرون من استعمال الألوان السوداء والحمراء التي تشير إلى حالات الحداد والعنف والدبابات والجنود والصواريخ أولويات في رسوماتهم.‏

وتلفت السيدة أمينة صوان (موجهة) إلى أن معظم الأطفال يرددون كلمة (بدي اقتلك ) وعلى المدرسة أن تعمل على معالجة هذه الحالات من خلال تطعيم المنهاج التعليمي ببعض الفترات التربوية التي تحاول تخفيف أعباء الآثار النفسية على الطفل.‏

ويقول الدكتور أيمن الزين: إن صدمة مشاهدة القتل والدماء والحروب تترك آثاراً نفسية بشكل آني من خلال التوتر النفسي الذي يظهره الطفل عبر مظاهره السلوكية المتعددة كالخوف (الفوبيا) ويرافقه نوع من التلعثم والاضطراب اللغوي وعدم التركيز وصولاً إلى النسيان والشرود والتبول اللاارادي.‏

أما الآثار غير الآنية فتظهر من خلال عوارض نفسية بعد سنوات ويتطلب الأمر من الأهل استشارة اختصاصي نفسي تربوي وخصوصاً عند ظهور الصعوبات التعليمية في المدرسة.‏

أخيراً.. من الصعوبة أن يطلب الأهل من أطفالهم الانسحاب من الغرفة حيث يوضع التلفزيون لتجنب مشاهد الصور البشعة حيث لاتغيب مشاهد العنف والقتل والتدمير عن الشاشات الصغيرة وعبر الفضائيات, خصوصاً مع الوقائع اليومية في كل من فلسطين والعراق.‏

ومايساعد الأطفال على تخطي صدمات الحروب وتقبل مشاهد العنف على شاشات التلفزة البرامج التي تسلط الضوء على التفريغ النفسي للأطفال من خلال إدخال مشاريع اللعب والمسرح العلاجي في البرامج كافة, كما لا يمكننا أن ننسى أهمية البرامج الثقافية وتواصلها في المنزل من خلال الأهل, فيستطيع الطفل في هذه الحالة تقبل المشاهد, وعند حدوث القناعات الخاطئة يساعده الأهل على فهم الصورة الحقيقية.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية