تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


نصيحة كوشنير

أخبار
الأثنين 17/11/2008
محمد خير الجمالي

في قراءته حول الواقع السياسي الدولي وما يمكن أن يتمخض عنه من متغيرات أبرزها على الإطلاق انتقال مركز القوة العالمي من الغرب إلى الشرق في المستقبل القريب جداً

يقف برناركوشنير وزير الخارجية الفرنسي على حقيقة جد مهمة وهي أفول نجم الغرب وتراجع قدرته على البقاء في مركز القوة العالمي وضمان استمرار التحكم به.‏

وفي تحديد الأسباب التي دعت الوزير الفرنسي إلى هذه القراءة المستقبلية, نجد أن أهم هذه الأسباب يعود إلى الأخطاء الكبرى التي ارتكبتها السياسة الأميركية خلال عقود من الزمن بحق الشرق وبلغت ذروتها في عهد الرئيس الأميركي جورج بوش الابن عبر نهج التفرد والاستعلاء الذي اختطته إدارة المحافظين الجدد ونجم عنه خروجها للحرب على أفغانستان والعراق وعدم إصغائها لنصائح الشريك الأوروبي واستفزازها لروسيا والصين وتمترسها وراء نزعة التحول بأميركا إلى امبراطورية عالمية تؤسس على عناصره القوة والتفوق والاستعلاء ولغة الإملاء والأمر والنهي وتحويل العالم كله إلى مجال للمصالح الحيوية لأميركا مع الاستخفاف بمصالح الشرق .‏

كوشنير وقد رأى ما رآه من أزمات تحاصر أميركا معقل الفكر الغربي ونظامه الرأسمالي, وترخي بظلالها على الغرب وقد حابى العديد من أنظمته السياسة الأميركية أو صمت عنها, لم يجد بداً مع مجيء أوباما الديمقراطي إلى منصب الرئاسة في أميركا من أن يكشف عما هو مقدم عليه العالم من تحول كبير ليقدم النصيحة بضرورة تغيير السياسة الأميركية الراهنة لجهة أن تكون أوروبا شريكاً متكافئاً لا تابعاً مع الولايات المتحدة, وأن يطرح أوباما لهجة جديدة وأسلوباً جديداً في العلاقات الثنائية.‏

ترى هل يقرأ العرب نصيحة كوشنير ويعدون أنفسهم, وهم أبناء هذا الشرق ويملكون الكثير من القدرات الهائلة, لأن يكون لهم دور بارز ومؤثر في الشرق مركز القوة العالمي الجديد..?‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية