|
حدث وتعليق هذه القاعدة حاولت الولايات المتحدة بكل صفاقة التملص منها خلال قمة العشرين في واشنطن, بل و سعت الى تحميل الاخرين, حتى من هم خارج الاسرة الرأسمالية, مسؤولية الازمة المالية الراهنة, او على الاقل اشراكهم قسرا في دفع فواتيرها رغم أنهم ليسوا أكثر من ضحايا لها وخاصة عند الحديث عما يسمى الدول ذات الاقتصادات الناشئة التي خسرت آلاف المليارات حتى الان نتيجة أزمة تسبب بها الجشع والمضاربات في وول ستريت وسواها من معاقل الرأسمالية الغربية التي تحولت بالفعل كما عبر الرئيس البرازيلي لولا الى نوادي قمار لا تضبطها قوانين او اخلاق. ان رفض الولايات المتحدة في عهدة ادارة بوش تحمل نتائج قيادتها المتهورة للاقتصاد العالمي, وهو ما ينطبق على قيادتها السياسية للعالم بطبيعة الحال, انما يعكس انانية مفرطة حيث تسعى واشنطن من جديد الى الاحتفاظ بمزاياها التفضيلية على الدول الاخرى لتبقى المتحكم الرئيسي بدفة الاقتصاد العالمي عبر عملتها التي يسعر بها النفط وتتم عبرها المبادلات التجارية الدولية, وهو وضع عبرت عديد من الدول الفاعلة عن رفضها التسليم به كقدر محتوم, خاصة بعد أن ثبت عدم أهلية القيادة الاميركية للعالم سواء اقتصاديا ام سياسيا, أوعلى الاقل ضرورة توسيع اطار هذه القيادة لتشمل دولاً وتكتلات اخرى في جنوب الكرة الارضية وشرقها . ان تخلي واشنطن عن تحمل مسؤولياتها الاخلاقية والقانونية تجاه الازمة التي تفجرت في اراضيها وامتدت شرورها الى كل بقاع الارض, تستوجب بالفعل بروز قيادة عالمية جديدة تكون الولايات المتحدة مجرد جزء منها , ولا تكون الربان الذي يقود السفينة. |
|