تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


أسوأ عشرة أخطاء

ترجمة
الأحد 10-1-2010
ترجمة: أحمد أبو هدبة

دائما تكون نهاية الأحلام كابوسا في الشرق الأوسط ، ليس لأنها أحلامٌ بشعة ، ولكن السبب يعود إلى كونها تنتمي إلى هذا المكان ،

إن الحالمين دائما يصابون بالإحباط ، فهم واقعون تحت أوهامٍ يظنونها حقيقة . بدأت الأحلام بحلم قائد إسرائيلي أراد أن يسجل التاريخ موقعه، ففرض خطة سلام على العالم العربي، وظلّ الفلسطينيون متمسكين بموقفهم الذي تلخصه كلمة ( لا) ، وفي هذا الجو المفعم بالفشل أدار عرفات وشارون معركتهما حتى الموت ثم فقدناهما ، حتى كلينتون وإيهود باراك وشبيبة التلال (من زعران المستوطنات) وكتائب شهداء الأقصى ويوسي بيلن ومجلس يشع وحتى جيمي كارتر ، كلهم كانوا حالمين ثم استيقظوا على الحقيقة تحت شمس هذه الأرض التي أذابت طلاءهم.‏

لقد كان العقد الماضي عقدا مؤطرا بالأصولية الفلسطينية ممن ظنوا أن حريتهم تُكتسب بالعمليات الانتحارية ، كما أن الأصوليين الإسرائيليين أيضا ظنوا بأن الخلاص يكمن في القسوة والتوحش . وهكذا انتهى العقد كما بدأ فارغا من الأمل ومرهقا لحياتنا جميعا . وانتهى الفكر الاشتراكي التعاوني والتقليدي والتصحيحي ، وأصاب اليُتم أيضا أيديولوجيا الفلسطينيين منذ عشر سنوات ، فقد ظنوا أن الكفاح المسلح سيوقع إسرائيل في مأزق كشبكة العنكبوت ، كان بإمكانهم الحصول على دولة ، أما اليوم فهم بالكاد يتنفسون !‏

إن هذا العقد لا يُحتمل لكلا الشعبين ، فليست هناك إسرائيل كبرى، ولا السلام الآن ، ولاكل فلسطين للفلسطينيين ، وليس هناك حل لدولتين ، الجميع يقتسمون التعاسة . وإليكم أبشع عشرة أخطاء ارتكبتها إسرائيل خلال عشر سنوات‏

1- حصار غزة: فقد كان هدف الحصار تحجيم حماس وجعل أهل غزة يرفضونها ، فتحول الغضب إلى إسرائيل ، وزاد اعتماد أهل غزة على حماس ومؤسساتها الخيرية، وجعلت أنفاق التهريب والضرائب والمعونات الخارجية حماس حركة ثرية، وفي المقابل ضعف التأييد لحركة فتح ، وظهرت كحركة عميلة ومأجورة .‏

2- حصار غزة أيضا : كان الهدف منه حظر دخول السلاح إلى غزة ، ومن يرَ سعة أنفاق التهريب في رفح التي تمر فيها سيارات الشحن ، فإنه سيعرف بأن حماس تمكنت من الحصول على أسلحة خطيرة قادرة على الوصول إلى تل أبيب ومطار بن غوريون .‏

3- حصار غزة أيضا فقد أصبح الحصار في نظر العالم عقوبة جماعية بشعة، ما عرض المبادئ الأخلاقية الإسرائيلية للخطر ، و قلّص التعاطف معها، وزادت عملية الرصاص المصبوب من الجرح المفتوح في قضايا إعادة إعمار غزة وقضايا المشردين خاصة في فصل الشتاء، ما جعل المسؤولين الإسرائيليين يبدون كمتبلدي الأحاسيس .‏

4- حصار غزة أيضا ، فقد بدا الحصار وكأنه عملية لإطلاق سراح الجندي شاليط ولمنع إطلاق الصواريخ من غزة ، وبقي شاليط مأسوراً وزاد إطلاق الصواريخ .‏

5- أيضا حصار غزة الذي أضر بعلاقات إسرائيل وأميركا ، فقد طالبت هيلاري كلينتون من إسرائيل في شباط الماضي أن تفتح المعابر لمرور شاحنات المساعدات الإنسانية إلى غزة .‏

6- أيضا الحصار على غزة لقد فشل فشلا ذريعا لتحقيق أهدافه، وجعل الجميع يعتقدون بأن الهدف الأول والأخير من الحصار هو التعذيب والتأنيب.‏

7- أيضا الحصار على غزة الذي عرّض المسؤولين الإسرائيليين لخطر إدانتهم بانتهاك معاهدة جنيف الرابعة وقوانين عديدة أخرى نص عليها تقرير غولدستون .‏

8- أيضا الحصار على غزة الذي يقوده وزير (الدفاع) إيهود باراك ونائبه متان فلنائي وهما من حزب العمل, فقد أطلق الحصارُ رصاصة الرحمة على حزب العمل .‏

9- أيضا حصار غزة الذي يعرّض مصر للخطر ، مما يهدد السلام والأمن بين الدولتين .‏

10- أيضا حصار غزة الذي يُناقض المبادئ الأخلاقية لكل الإسرائيليين ممن هم في الصورة أو خارجها ، فالحصار يجري بالنيابة عنهم جميعهم .‏

 بقلم : برادلي بيرستون‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية