|
مجتمع كل ذلك في ظل نقص كبير بالمعلومات عن الحدود الطبيعية لخوف الطالب من الامتحان ومتى يتحول هذا الخوف الى مرض نفسي او الى مشكلة تربوية .... لتفاصيل أكثر حول هاجس الخوف من الامتحان وأسبابه وتعريفه والنصائح الواجب تقديمها للأهل حتى لايخرج الخوف عن حدوده الطبيعية التقينا الدكتور ملهم زهير الحراكي اختصاصي الطب النفسي والعلاج النفسي للأطفال والمراهقين والمشرفة التربوية هدية السهلي إضافة إلى بعض الطلبة والأهالي . التلاميذ : نخاف الامتحان بسبب صعوبة المنهاج الطالبة رويدا جربوع من الصف العاشر كشفت أن سبب خوفها من الامتحان يعود الى خوفها من المعلم الذي يضغط كثيراً على التلاميذ، أما الطالبة رشا العساف من الصف التاسع فأوضحت أن سبب خوفها يكمن في صعوبة المنهاج وكثافة المواد وكثرتها من جهتها قالت الطالبة المتفوقة إيناس والتي حصلت على درجات عالية في شهادة التعليم الأساسي العام الماضي إن سبب قلقها من الامتحانات يعود الى خوفها الدائم من عدم حصولها على علامات عالية بسبب دعوة الأهل الدائمة لها بالدراسة والنجاح والتفوق . وعن رأي الأهل بحالة الخوف التي تعتري أبناءهم قبل وخلال فترة الامتحانات قالت السيدة انتصار رحمان (مهندسة): ان حالة القلق والخوف التي تصيب التلامذة والطلاب جراء الامتحانات تعود الى عدم امتلاك الطالب الثقة الكافية بنفسه، أما السيدة لينا ميا (تصوير تلفزيوني) فأوضحت ان السبب يعود الى عدم اهتمام الأهل بأبنائهم دراسياً بشكل دائم كما يعود الى عدم حفظ الطالب لدروسه بشكل دوري ومستمر من جهة والى صعوبة المناهج على بعض الأهالي الذين غالباً لايعرفون القراءة والكتابة، أما السيد سلمان محمد فأرجع السبب الى خوف الأهل من خيبة الأمل في المستقبل المنظور إليه في طفلهم لتحقيق مالم يحققونه هم أنفسهم. السهلي: القلق الامتحاني ...مشكلة تربوية المشرفة التربوية هدية السهلي بدأت حديثها بتعريف القلق الامتحاني بأنه مشكلة تربوية تواجه الطلبة أثناء الامتحان وهي مقلقة للأهل والمربين ولها نتائج سلبية ومعيقة لأداء الامتحان ذلك أن التوتر الزائد يؤثر في فعاليات التفكير والمحاكمة والتركيز وتنظيم المعلومات . وأضافت السهلي: إن القلق الامتحاني هو حالة من التوتر الشديد يؤدي إلى اضطراب نفسي فيزيولوجي يحدث أثناء موقف صعب وهو وسيلة دفاع في عملية تهدف الى تكيف مع الموقف . أما عن ا لسبب الرئيس لقلق الطالب من الامتحان اوضحت السهلي ان ذلك يعود الى التحضير غير الكافي وضعف الثقة بالنفس وهو قد يرتبط بتجارب امتحانية سابقة كانت غير موفقة ناتجة عن ضعف التحصيل الدراسي . وعن كيفية استعداد الطالب للامتحان خلال السنة الدراسية أكدت السهلي : أن ذلك يتم من خلال تخصيص وقت معين للدراسة كل يوم شرط ان يحافظ الطالب على هذا التوقيت وان يتدرج الطالب في زيادة عدد ساعات الدراسة اليومية بمقدار نصف ساعة يومياً كما يجب على الطالب ان يختبر نفسه بوضع اسئلة متوقعة للامتحان ويقوم بالاجابة عنها وكأنه في الامتحان ويتوجب على الطالب أيضاً أن يبدأ بدراسة المواد الصعبة ثم السهلة وان يضع برنامجاً لمراجعة مواد الامتحان وان لايؤجل عمل اليوم الى الغد . وأ ضافت السهلي: أنه يتوجب على الطالب ألا يطيل السهر وان ينام باكراً لإراحة جملته العصبية حتى يكون هادئاً ومرتاحاً قبل ساعة الامتحان . الخوف طبيعي أحياناً وعن السبب الرئيس لخوف الطالب من الامتحان من الناحية النفسية أوضح الدكتور ملهم الحراكي: أن الشعور بدرجة من الخوف أمر طبيعي ومطلوب في المواقف التي تستلزم حماية كينونة الإنسان أو جزء منها فالشعور بالخوف يمثل علامة إنذار بالخطر ،مضيفاً أن الخوف لدرجة الحذر هو أمر طبيعي وضروري وخاصة الذي يدفع لإتقان الدراسة وتجويدها نحو الأفضل بغية المنافسة والرقي وضمن هذا المنظور يكون الخوف مقبولاً ومحموداً . وأكد الحراكي : أن الخوف من الامتحان الذي يصل لدرجة إعاقة الطالب وإحداث شلل في تفكيره هو خوف مرضي رهابي يخفي خلفه أفكاراً غير منطقية وخاطئة تؤدي لحالة رهاب الامتحان كالقول : إن الامتحان لذاتي وليس لمعلوماتي وسأثبت من خلاله محبتي لأهلي وإخلاصي لأبوي والفشل فيه أو حتى عدم تحصيل العلامات الكاملة سيؤثر على محبة أهلي لي (فكرة الحب المشروط للابناء ) . أوكالقول: إن النجاح في هذا الامتحان يمثل النجاح في الحياة والفشل فيه يعني فشلي في الحياة كلها فكرة تعميم الفشل ) إلى آخره من الأفكار السلبية الخاطئة المبالغ بها التي تسبب حالة ذعر شديد عند الطالب مع مجرد قرب موعد الامتحان . الخوف قد يتحول الى مرض ومتى يعرف الأهل أن ابنهم بحاجة الى طبيب نفسي قال الحراكي : إنه إذا وصل مستوى الخوف من الامتحان لدرجة المرض الرهابي والإعاقة وكان تأثيره كبيراً على حياة الطالب وأهله وكان يخفي خلفه أحد الأمراض التالية التي يمكن تلخيصها على الشكل التالي: - الاكتئاب كاضطراب طبي: من الشائع أن يقال إن الاكتئاب كمرض عند فلان من الناس كان سببه الرسوب في الامتحان أي إنه رسب فاكتأب لكن في غالب الأحيان وحسب خبرتنا في العيادة النفسية نجد أن بوادر الاكتئاب المرضي سبقت فترة همة وعجز واضطراب في التركيز للمريض لتصبح المعادلة الصحيحة هي: اكتأب فرسب . - أعراض القلق المرضي: وماتحدثه هذه الحالة من ضعف في التركيز ونسيان وتشوش. - رهاب الامتحان : وهو حالة خوف شديدة من الامتحان وتوقع الرسوب فيه على أرضية شخصية قلقة وسواسية ممايضعف التحصيل العلمي والتحضير ويترافق مع ضعف التركيز عند الدراسة وسوء المذاكرة. - الوسواس القهري والشخصية الوسواسية : وهو انشغال البال بشكل متكرر بأفكار متسلطة تتردد على ذهن الطالب لايستطيع ألا يفكر بها يعتبرها سخيفة لاقيمة لها لكنها تسبب كرباً شديداً ويعجز عن طردها ممايؤثر سلباً على تحصيله الدراسي. - اضطراب نقص الانتباه: حيث يكون لدى الطفل نقص في القدرة على التركيز على شيء واحد لزمن مناسب وسرعة في الملل. - صعوبات وبطء التعلم : وهي عجز وظيفي في الدماغ يؤدي لنقص القدرات على اكتساب المعارف الجديدة كحالات الذكاء المتدني أوالصعوبة في القراءة ديسلكسيا أوالصعوبة في الحساب أوالصعوبة في الكتابة . إن الحالات الأربع الأولى هي حالات مرضية شائعة خلال فترة الامتحانات وعلى الأهل عرض ابنهم على الاختصاصي النفسي عند الشك في صحته النفسية ليقدم له العلاج اللازم، أما الحالتان الأخيرتان فهما حالتان تظهران اعتباراً من سن دخول المدرسة وتخضع لبرنامج تأهيل وتعليم خاص. وأشار الحراكي : الى ان هناك أسباباً تربوية تتعلق بطريقة الأبوين في التربية كالضغط الزائد على الطالب من أجل تحصيل أعلى العلامات (مبدأ الكمالية وعدم تقبل النقص) أوالبيئة الأسرية غير المستقرة ...الخ ولهذه الأسباب برامج علاجية في العيادة الاستشارية النفسية. وعن أهم النصائح الواجب تقديمها للأهل مع اقتراب موسم الامتحانات أكد الحراكي : على وجوب اعطاء الابن مجالاً من الحرية للتخطيط لهذا الامتحان وان يكونوا معه كالأصدقاء وليس كالمديرين .... وانه يجب إعلام الابن ان حبه ليس مشروطاً بنجاحه ذلك أنه مهما حقق من نتائج يبقى الابن الذي يتمنى الأهل له كل الخير. |
|