تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


لازالــــت تبشـّـــرنا بأزمنــــة مــــن حــــب

فضائيات
الأحد 10-1-2010
هفاف ميهوب

لاتجيد الكلام إلا من خلال أحاسيسها ترسلها عبر ذبذبات صوتها وبما ينشر الدفء في الزمان والمكان الذي نعيش فيه.

في حنجرتها يختمر الحب،فيرسل أشعته الودية تذّوب ما في ليالي الصقيع من غربة،مثلما تخمد ضوضاء العالم بعناق ما أشد مافيه من حرارة الأمان.‏

إنها السيدة فيروز التي استحقت فعلا أن تكون سيدة الغناء العربي،فيروز التي بدت خجولة في المقابلة التي أجراها معها توفيق الحلاق على قناة روتانا زمان والى الدرجة التي جعلتنا نراها كطفلة،معمدة ببراءة ارتعشت من عفويتها مفردات أطلقتها كيفما شاء لها الصدق والوضوح..‏

يبدو أن ما التمسه الحلاق من عفويتها هذه دفعه إلى توجيه أسئلة مختصرة وعلى مقاس التواضع والحياء الذي جعل ردودها خالية من التكلف.‏

نعني الحياء والتواضع اللذين تجملت بهما عندما سئلت عن رأيها بمقولة محمود درويش بأن قيمة فيروز بألا نسمعها فقط،وإنما بأن نكتشف في كل مرة الجديد في صوتها.‏

لم تعلق على المقولة لتكتفي وبما حملت من أخلاق بأن تجيب معه حق فالروتين ممل..ومن الضروري أن نبحث دوما عن التجديد.‏

من هنا وبعد أن تيقن توفيق الحلاق بأنها تخجل فعلا وترتبك أمام مديحه لها،بدأ بتوجيه أسئلة بغاية البساطة وبما أشعرنا بأننا أمام حوار شديد العفوية،لندخل إلى عوالم الرحابنة فنكتشف أن زياد الرحباني صورة طبق الخجل عن والدته فهو مبدع يحب الناس ولا يحب الكلام.يعشق العزلة ولكن كفنان بامتياز الهدوء الخلاق والمبدع.‏

كيف أنت بنظر نفسك؟..هل تصدقين الآخرين هل توافقني بأنك سيدة الغناء ..جميعها أسئلة وجهت للسيدة فيروز ليكون جوابها مقتضباً ومحفوراً ضمن أناها الصادقة مع الجميع ،فقد قالت ..لاأعرف..أصدق الجميع أخاف من حب الناس،لأنه يشعرني بضرورة العطاء والمسؤولية...‏

أما عن السؤال الذي كان جوابها عليه ينطق بحكمة روحها فهو عن الزمان والمكان اللذين ترتاح فيهما حيث لم نتوقع أن تنطق بما قد يحير الإجابة ،ذلك أنها قالت أشعر بأنني موجودة وغير موجودة،وفي كل مكان أكون ولا أكون ولا اعرف من أنا وأين أنا؟‏

فهل هناك أشد حكمة من هذه الإجابة فلسفية النغمة إنها الإجابة التي تطلبت أن ننطلق معها بحثا عن مكانها، لننتقل فعلا ومن خلال عرض طويل للكثير مما قدمته من أغان..وضمن مهرجانات المساحة فيها إلا لصوتها ذاك الصوت الذي جعل المقابلة معها جديرة بأن تنتهي بجملة (ع الأصالة دور)‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية