|
فضائيات حرصت ريم معروف الابتعاد عن النقد الانطباعي والمضموني وحتى الصحفي وبدت كأنهما تلقت تعليمات بأن لاتشاكل ضيفتها أو تناوشها فقط عليها أن تظهر المحاسن ما ظهر منها وما بطن!!
لاطفتها وغازلتها واعترفت لها علنا وطوال الحلقة بتأييدها لكل ما تتلفظ به،الغريب أنها أدلت لنا بمعلومة مفادها أن سوزان أول فنانة تقوم بأعمال (البر والاحسان). ظهرت ريم طفلة مرتبكة وخجولة وسوزان نجم الدين استرسلت وأفاضت في أجوبتها التي لم تكن بحاجة لأسئلة فقط،لبعض الإشارات والهمهمات من مقدمة البرنامج،حكت عن العروض الكثيرة والغزيرة التي ترفضها ليتسنى لها تمثيل دور متميز،فالانتقائية صفة تلازم الفنان الحقيقي. حكت عن زوج (رجل أعمال)أعفاها من دور الزوجة الطاهية،عن الأب (عضو مجلس الشعب)والام (الشاعرة)وعن أطفالها (الموهوبين)،وحكت سوزان عن الدعوة التي أقامتها على تيسير فهمي(الممثلة المصرية)التي سرقت فكرة مسلسل الهاربة، وعادت لتتنازل عن دعواها تلك،مكتفية برد الاعتبار معنويا. إصلاح الأمور مازال ممكنا،وبوجود فنانين يشاركون في أعمال البر،وناشطين في مجالات عدة ولأنهم مثل وقدوة فان ذلك يتطلب التركيز على أكثر من حياتهم الشخصية وأكثر من بيان انتخابي وهم يترفعون ولايناسبهم أن يكونوا سجلا تجاريا،فالمجال واسع أمام شخصيات عامة كالفنانين ليشاركوا عمليا بإلقاء الضوء على مناطق تحتاج إلى رعاية بمعنى ما إلى أكثر من عمل خيري،مثلا الأمية بين النساء في بعض مناطق سورية لاتزال مرتفعة ،وهذه تحتاج إلى تضافر الجهود والى أشخاص منهم فنانون انتهجوا سبيلا موازيا لفنهم وهو المشاركة في عملية التنمية. لنعد قليلا إلى بداية هذا المقال نحتاج أيضا إلى معدين ومقدمي برامج لايرتاعون وهم يقدمون فنانا على أنه شخصية فذة نقدم لها صكوك الولاء والطاعة والدعاء بدوام الحال!! لأكثر من ساعة (عمر البرنامج)ترى وتسمع ضيفا في حوار تلفزيوني...تسمع خطابا منمقا مدروسا مبثوثا عبر الشاشة لتحصل بالنتيجة، على نتيجة أكثر من كونها إعلانا تسويقيا فالفنان برأي الجمهور مضيء ولامع كعين الديك ولا يحتاج إلى تلميع أكثر. نرجو من مقدمينا التلفزيونيين أن يجتهدوا ويراعوا اعتبارات كثيرة منها،المستوى الثقافي ونسبة الأمية ودرجة الوعي لدى المشاهدين ويفطنوا أن تطوير الوسائل الترحيبية والتقنية يلزمه تطوير الرسالة الإعلامية! |
|