|
ثقافة
كل الأصوات تخفت حين يكون الحديث عن معارك يخوضها جيشنا، وتتعالى تهليلة الدعاء والنصر لجيش يحارب منذ اكثر من تسع سنوات ليحمي كل ذرة تراب من بلدنا، صفحاتنا الفيسبوكية لم تحتمل ان تكون بعيدة عن معركة تحرير ادلب، وصد العدوان التركي على أراضينا.. فتزامنا مع العملية العسكرية ومنذ بضعة أيام تتعالى أصوات تحتمي ببعضها البعض بعنفوان يتقصده الجميع.. كأنه صوت خلفي يأتي من عمق الغضب ليعلن أن لاشيء أهم من نبرة الوطن.. حين تقرأ وبشكل يومي متتابع ماتكتبه أقلام متناثرة هنا وهناك.. تبدو وكأنها شحنت بنفس الروح، بنفس القوة المقاومة لعدو، أسر عقول البعض.. ويريد منا ان نساير وحشيته وهمجية عرفناها على مدار تاريخ طويل.. وهاهو العثماني أردوغان يذكرنا بها مجدداً.. وننتقل مع الصفحات الى داخل تركيا.. لنرصد عبر مشاهد قادمة مايعيشه بعض السوريين من عنصرية جراء تداعيات الأحداث الاخيرة، وبعد الهستيريا التي عاشوها وهم يتلقفون موتى، جاؤوا غازين، و رحلوا بهمة جيشنا والدماء تسربلهم.. هنا نحن مع مشهد فيسبوكي يوصف الحدث على الشكل التالي:.. نظمت مجموعة من العنصريين الأتراك، في أنقرة، وقفة تأبين لقتلاهم، ورفعوا شعارات مثل «يسقط السوريون»، و«فلتحترق سورية», وتطورت الفعالية لتتحول إلى عملية استهداف بالضرب المبرح للسوريين. وقد تسببت بنقل شخصين إلى المشفى فعلاً، ولكن تبين أن هذين الشخصين ليسا سوريين بل تركيان».. وهنا كاتب البوست ينتقل ليربط ماحدث بأنقرة بما عشناه قبل بضعة أيام قائلاً: «معلش نيران صديقة، متل لما جماعتكم نزلولكم الطيارة ومبسوطين بحالهم»
وتتالت الاعتداءات على السوريين حيث أوردت صحيفة جمهورييت التركية الخبر التالي: حالات اعتداء بالجملة على منازل ومحلات «اللاجئين السوريين» في ولاية كهرمان مراش بتركيا، وبالطبع الخبر جاء على بعض الصفحات مع فيديو يظهر الكيفية التي يتعرض فيها السوريون للاهانة, بينما على الجانب الآخر يتفرج الاتراك على مايحدث بل ويوثقونه بكاميراتهم.. ومابين الشائعات و الحقائق التي يطالب الكثير من الفيسبوكيين ان يكون مصدر المعلومة خاصة فيما يتعلق بالشأن الميداني، وبما نعيشه مع جيشنا من معارك مصيرية.. الاعلام الصادق، فقد تعلمنا أن الاهمية ليست لسرعة الخبر الآت من ساحة المعركة، بل لصحته ومصداقيته، فكم كنا سذّجاً فيما مضى، حين صدّقنا أن منصات إعلامية تبث أخبارها من قلب ما كان يسمى كذباً «ساحة المعركة»، فقط لكي تضعنا في الصورة، وتنقل لنا «الخبر الصحيح» مع تحليلاته المرافقة. مشـــهد «2».. لاصحـــة لإصابتـــــه..!
نجا الإعلامي حسين مرتضى من غارة استهدفت فريق العمل داخل منطقة سراقب, خلال قيامه بالتغطية الإعلامية, وذلك بعد ان اطلقت مدفعية الاحتلال التركي, المشهد تابعناه أثناء البث المباشر على الاخبارية السورية، حيث سمعنا صوتاً يقول (عودوا، وصوت المذيعة بضرورة توخي الحذر) ومن ثم تابعت المذيعة حديثها عن إصرار جيشنا على استعادة الأرض من العدو التركي.. بعد هذا المقطع الموثق, كالعادة بدأت فبركة الأخبار حول صحة (مرتضى) وذكر أنه في حالة حرجة، الأمر الذي نفاه مرتضى في تسجيل صوتي يؤكد فيه انه بخير ولاصحة لاصابته، التسجيل الذي نشره الإعلامي على صفحته حصد (7) آلاف مشاهدة، و(43) مشاركة، و(176) تعليقاً.. هو نموذج بسيط عن كم الشائعات التي حاولوا بثها خلال معارك تحرير كل شبر في بلدنا والتي يحاولون عبرها.. التضليل والتخفيف من عزيمتنا.. ناسين الكم الهائل من المران والمصداقية اللذين اكتسبناهما خلال حروبهم الغدارة.. ! |
|