تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


من نبض الحدث.. المر والأكثر مرارة .. بين التصفيق و «التكويع»

الصفحة الاولى
الإثنين 18-8-2014
كتب خالد الأشهب

إذا كان العقل الداعشي غير مسبوق في التاريخ بانفلاته على غرائز الدم والنفط والاغتصاب، فالعقل الصانع لهذا العقل هو الإعجاز الأكبر ولا ريب، إذ كيف لعقل ما أن يصنع أو يبرمج عقلاً آخر بكل هذه الهمجية البدائية الدموية.. لو لم يكن يضاهيه بها هوليودياً على الأقل، وأية عجينة استخدمها في تشكيل هذا العقل على هذا النحو من الحيوانية البربرية المنحطة.. لو لم تتوفر له مكونات أساسية من عقيدة ومال في شبه جزيرة العرب على الأقل؟

كأن بعضنا صفق أول أمس وبحرارة لأميركا ورحمها الأم بريطانيا وغربهما، وهم يغسلون أيديهم سلفاً من دماء عشرات آلاف الأبرياء من السوريين والعراقيين أصحاب الرؤوس المقطوعة بسيوف داعش والنصرة وسكاكينهما حين دفعوا إلى مجلس الأمن بالقرار 2170؟‏

بل، كأن بعضنا، وبحماسة عمياء، ضرب كفاً بكف وأقسم أن الدولتين العظميين بدأتا «التكويع» باتجاه فهم حقيقة ما يجري.. كما لو أنهما لم يفهما تلك الحقيقة حتى الآن؟.. وحدهم الجهلة الأغبياء لا يزالون يتساءلون عن تمويل داعش وتسليحه وعقائده الغرائزية، وما إذا كانت السماء تمطر له المن والسلوى.. وصفقات سلاح بمليارات الدولارات تدفع الدول الخليجية أثمانها.. ولا تتسلمها!‏

حتى ائتلاف الدوحة الاستنبولي وهاديه البحرة الذي استولت عليه الغيرة والحسد وضيق العين وهو يرى الأميركي يضرب داعش في العراق.. لم يتردد لحظة في دعوة أمه الحنون أميركا إلى مساواة سورية والعراق.. بالضرب الأميركي الذي يدير داعش ويوجهه بالعودة إلى عش الدبابير السوري كما قال إدوارد سنودن... لكنه، لا يؤلمه أبداً!‏

ها هنا تصوب صحيفة «يو أس توداي» المشهد كاملاً بنصيحة للرئيس أوباما في ما إذا كان جاداً في قتاله مع داعش بـ... اللجوء إلى سورية!!!‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية