تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


.. وإلى مزيد من الانتصارات!

شؤون سياسية
الأثنين 25-5-2009م
د. صياح عزام

من المعروف أنه في 14 آذار 1978 اجتاحت إسرائيل الأراضي اللبنانية تحت ما يسمى بعملية (الليطاني)، وسبق هذا الاجتياح هجمات إسرائيلية كبرى على لبنان بلغت منذ منتصف عام 1968 إلى منتصف عام 1974 نحو 44 هجوماً،

أدت إلى مصرع نحو ألف لبناني وفلسطيني، حيث استخدم في ذلك الاجتياح ما يزيد على 40 ألف جندي، مع أحدث أسلحة البر والبحر والجو، وتمت لأول مرة تجربة طائرات إف /15/ ودبابة (الميركافا) ونجم عن الاجتياح أيضاً استشهاد /1213/ شهيداً عربياً ولبنانياً وتدمير وتضرر أكثر من /8700/ وحدة سكنية، و/50/ مؤسسة تربوية, وخلال ثمانية أيام فقط تحولت طرق المواصلات وشبكات المياه والكهرباء والتجمعات السكانية في الأمكنة التي استهدفها العدوان إلى أماكن مدمرة .‏

لقد كان السبب الذي تذرع به الإسرائيليون آنذاك عملية «كمال عدوان» التي نفذتها مجموعة فدائية فلسطينية استولت على باص إسرائيلي يعج بالركاب شمال /تل أبيب/ أدت إلى مقتل /22/ وجرح /82/ إسرائيلياً، واستشهاد تسعة فدائيين وأسر اثنين.‏

ولكن الهدف الحقيقي للعملية كما اتضح منها ومما تلاها (سلامة الجليل) وضرب البنى التحتية اللبنانية خلال العامين 1993-1996 وغيرها هو التوسع وتعديل الحدود وفرض سلام على لبنان بشروط إسرائيلية.‏

وعلى أثرذلك صدر القرار/425/ كمحاولة لامتصاص النقمة الدولية على وحشية الاجتياح ولتبرئة ساحة الولايات المتحدة من المسؤولية ثم حماية إسرائيل من إدانة شديدة.‏

ورغم صدور هذا القرار ظلت إسرائيل تحتل مايقارب /850/ كم2 من الأراضي اللبنانية أي مايعادل 9٪ من إجمالي مساحة لبنان، وأقل بقليل من نصف مساحة الجنوب.‏

وفي عام /1982/ حصل الغزو الإسرائيلي للبنان أو ما أطلقت عليه إسرائيل عملية «سلام الجليل» الذي يعني إرجاع منظمة التحرير الفلسطينية في الجنوب اللبناني /40/كم إلى الوراء عن حدود إسرائيل، وتذرع قادة الكيان الإسرائيلي أن هذا الغزو جاء رداً على الاعتداء على السفير الإسرائيلي في أحد فنادق لندن وإطلاق النار عليه من قبل فلسطينيين ونتذكر كيف تصدت سورية ببسالة وبشرف لذلك الغزو ومنعته من تحقيق أهدافه مقدمة من أجل ذلك الكثير الكثير من الشهداء والتضحيات.‏

وبعد هذا الغزو بدأت دعوات إلى تشكيل هيئة لإنقاذ وطني من قبل الرئيس اللبناني آنذاك /إلياس سركيس/ إلا أن القوى الوطنية اللبنانية قاطعت تلك الدعوة ومنذ ذلك التاريخ بدأ حزب الله يتكون في لبنان، وبدأت المقاومة الوطنية في الجنوب / أي منذ الاجتياح الأول 1978 وحتى نهاية الاجتياح الثاني 1982/، وكانت مقاومة عربية قومية ووطنية ولم تكن لطائفة دون أخرى, وفي /23/ تشرين الأول من عام 1983 حصل أكبر انفجار غير نووي على الاطلاق-كما وصف-عندما اقتحمت شاحنة مفخخة ثكنات مشاة البحرية الأمريكية في مطار بيروت ما أدى إلى مقتل /245/ جندياً من جنودها، واضطرت أمريكا إلى سحب قواتها من لبنان في شهر شباط 1984.‏

ويمكن القول إنه منذ منتصف العام 1996 كانت قوات الاحتلال الإسرائيلي تعيش حالة معنوية سيئة في جنوب لبنان، حيث وصلت نفسية الجندي الإسرائيلي وروحه القتالية إلى الحضيض ، ومن المظاهر التي تعكس ذلك فضائح الرشوة التي تفشت في الجيش الإسرائيلي لقاء التهرب من الخدمة في الجنوب، وتصريحات الجنود الإسرائيليين العلنية لوسائل الإعلام بالخوف من المقاومة في جنوب لبنان وحالات الهروب من الجيش بالمئات فردياً وجماعياً، لدرجة أن المسألة أثيرت على أعلى المستويات، عندما هرب جنود فصيلة مظليين كاملة من نقطة تمركزها على الحدود، ما اضطر قادة الجيش إلى توجيه نداء لها عن طريق الراديو للعودة إلى نقطتهم.‏

بالطبع إن سبب الهروب هو الخوف من المقاومة في جنوب لبنان وخاصة بعد العمليات الاستشهادية.‏

وفي نهاية المطاف أدت ضربات المقاومة المتلاحقة والموجعة لإسرائيل إلى حملها على التفكير جدياً بالانسحاب الأحادي الجانب من لبنان، وفرت مدحورة من الجنوب اللبناني وهرب من هرب من عملائها معها، وبذلك حررت المقاومة تراب الجنوب بالدماء والتضحيات في 25 أيار/2000/ وكما هو معروف حققت نصرها الإلهي الثاني على إسرائيل في حرب تموز /2006/ وهي اليوم أقوى من أي يوم مضى وأقدر على مواجهة أي عدوان كما أكد سيدها سماحة السيد حسن نصر الله، ومع حلول ذكرى يوم التحرير الخامس والعشرين من شهر آيار نقول هنيئاً للمقاومة الوطنية اللبنانية وإلى مزيد من الانتصارات.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية