تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


.. خيــــــار يعيــد الحقـــوق

شؤون سياسية
الأثنين 25-5-2009م
نبيل فوزات نوفل

يحتفل المقاومون العرب في 25 أيار من كل عام بانتصار المقاومة اللبنانية عام 2000 على العدو الصهيوني حيث تمكنت المقاومة من دحر الجيش الإرهابي مذعوراً مذموماً من جنوب لبنان

وهشمت جبروته وقوته وغطرسته على صخرة صمود المقاومين الأبطال فكان هذا النصر هو الثاني في التاريخ العربي المعاصر بعد انتصار حرب تشرين التحريرية عام 1973 ما جعل الكثيرين في العالم يتساءلون عن سر قوة المقاومة والعوامل التي مكنتها من الانتصار تلو الانتصار أمام أقوى قوة عسكرية في المنطقة المدعومة من أعتى قوة إمبريالية عالمية.‏

إن نهج المقاومة لم يكن شيئاً طارئاً على منطقتنا العربية ولا على أمتنا بل هو في صلب عقيدتها وحضارتها وتاريخ أجدادنا ماضياً وآبائنا حاضراً خير شاهد على ذلك.‏

فلقد مر على هذه الأمة عشرات الغزوات وتعرضت لجميع أشكال الاستعمار لكن إرادة أبناء هذه الأمة الأحرار كانوا دائماً يتصدون للاحتلال ويقاومونه بشتى الأشكال وينتصرون، فكل المشاريع الاستعمارية التي مورست على وطننا العربي قوبلت بأشكال مختلفة من المقاومة، فالمشانق التركية عجزت عن إسكات الأصوات المطالبة بالحرية والمدافع الفرنسية والانكليزية لم تستطع المكوث طويلاً لأن الانتفاضة المسلحة لأبناء شعبنا أقضت مضاجعهم، وفي عصرنا الحالي وبعد أن تطاول المستعمرون وأخذوا يعبثون بمقدرات هذه الأمة ويحتلون الأرض ويقتلون الشعب وبعد أن فشلت كل الطرق لاستعادة حقوق شعبنا العربي كان لا بد من المقاومة، فتأسست مدرسة المقاومة في مطلع ثمانينات القرن الماضي بدعم ورعاية من القائد الخالد حافظ الأسد وبدأت هذه المقاومة تقوى وتنمو شيئاً فشيئاً حتى غدت منهجاً شعبياً للأحرار من أبناء هذه الأمة وحققت انتصارات عظيمة أبرزها:‏

1- الانتصار على الذات: وتجلى ذلك من خلال توفر القيادة الحكيمة والشجاعة المسلحة بالعقيدة الصادقة والبصيرة النافذة والرؤية الواضحة لمجريات الصراع في المنطقة وخاصة ما يتعلق بالصراع العربي الصهيوني فهي لم تقع في شباك الصهيونية والامبريالية التي وقع بها الآخرون ولم تخلط بين الاستراتيجية والتكتيك بل كان التكتيك دائماً في خدمة الاستراتيجية المتجسدة في أن الصراع مع العدو هو صراع وجود وليس صراع حدود وأن قضية فلسطين هي قضية العرب جميعاً، وأن الحل العادل والشامل لهذا الصراع يكون بعودة الحق لأصحابه كاملاً غير منقوص فالأرض أرضنا والقدس قدسنا وهذا العدو هو وافد إلينا من وراء البحار وعليه أن يعود من حيث أتى.‏

2- تحقيق انتصار أيار 2000 على العدو الصهيوني ودحره من جنوب لبنان الذي احتله نتيجة العدوان بعد أن فشلت كل اللقاءات السياسية والمؤتمرات والقرارات الدولية لإخراجه فكان قرار المقاومة بالتصدي والتضحية والفداء هو الطريق الأنجح للتحرير.‏

3- انتصار تموز 2006م الذي جاء رداً على العدوان الصهيوني على لبنان الذي استهدف القضاء على المقاومة وجعل لبنان محمية صهيونية وقاعدة ضد سورية العروبة قلعة الممانعة وقلعة المقاومة الحصينة فكانت بطولات المقاومة وإرادتها الصلبة وتماسكها مع قيادتها البطلة والتأييد الشعبي العربي إلى جانب تأييد أحرار العالم ففشل العدوان وأثبتت المقاومة أنها قادرة على الصمود وعلى هزيمة العدو مرة أخرى وأن زمن الهزائم قد ولى إلى غير رجعة.‏

4- انتصار غزة في حرب تموز 2008: فبعد أن فشل العدو الصهيوني بالقضاء على المقاومة في لبنان أخذ يخطط لإعادة الاعتبار لهيبة جيشه المهزوم أمام إرادة المقاومة فظن أنه يستطيع أخذ الثأر من غزة هاشم لكن خاب فأله، وصمدت غزة وقاتل أهلها بكل بطولة وفداء وفشلت أهداف العدوان وانتصرت المقاومة مرة أخرى.‏

إن المقاومة هي خيار هذه الأمة وحدها تعيد الحقوق إلى أهلها وعلى أحرار هذه الأمة المقاومين والعاملين في سبيل المقاومة العمل بشكل دائم على الحفاظ على الطابع الوطني والقومي للمقاومة وتأمين الدعم الشعبي العربي شعوباً وحكومات لها، والتمسك بثوابت الأمة في التحرير الكامل للأرض وعودة الحقوق كاملة والحرص على التنسيق والتكامل بين كل المقاومات في الوطن العربي في فلسطين ولبنان والعراق والجولان وكل القوى المقاومة والممانعة في الوطن العربي شعبياً ورسمياً وتحصين الانتصار العسكري بالانتصار السياسي عن طريق الحرص على تحقيق الوحدة الوطنية وتكوين رأي عام عربي مقاوم يستند إلى الإيمان أن الصراع مع العدو الصهيوني هو صراع وجود وأن النصر قادم مهما طال ليل الاحتلال.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية