تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


لبنان في عيد استقلاله الثـاني...يـوم أزهقــت المقاومـــــة الباطل الإسرائيلي

شؤون سياسية
الأثنين 25-5-2009م
منير الموسى

في 25 أيار عام 2000 دخل اللبنانيون إلى مدن الجنوب بعد احتلال إسرائيلي بغيض استمر 22 عاماً، واحتشد الآلاف من بنت جبيل احتفاء بالانتصار،

معتزين ببطولات الشهداء الذين عاشوا أعزاء وماتوا كرماء وانتصرت دماؤهم وهم في «روضة يحبرون».‏

اجتاحت الأقدام الهمجية جنوب لبنان عام 1978 وتمترست في جزء منه، ولم يستطع المجتمع الدولي تنفيذ القرار 425.‏

الذي أصدره مجلس الأمن وقضى بانسحابهم ولم تجدِ نفعاً استراتيجية التفاوض أوالتطلع إلى الشرعية الدولية، فلم ترجع الحقوق ولم تعد للبنان ولو ذرة تراب واحدة، وكان الانتظار يزيد العدو عتياً وتمادياً، فاستمرأ أرض الجنوب ومياهه واعتدى على سكانه وخيراته، واستضعف لبنان، فكان اجتياح عام 1982، الذي أراد أن يلحق لبنان بإسرائيل، ومع افتقاد رؤية عربية واضحة للدفاع عن الأراضي العربية وتحرير المحتل منها أشرقت شمس المقاومة لدى أهل لبنان، معتمدة على إرادتها وتصميمها، وفهمها لطبيعة العدو، فعرفت نقاط قوته وضعفه، وكان أمل عزيمتها أن تلقى الدعم العربي والإسلامي، وتقدمت سورية والجمهورية الإسلامية الإيرانية، ومعها القوى الحية في العالمين العربي والإسلامي التي ظلت تسكن ضمائرها الأرض والحقوق والسلام، والقدس، والأقصى وقبة الصخرة والوثيقة العمرية، وبعد اجتياح إسرائيل للبنان عام 1982، ارتفعت وتيرة المقاومة العربية، واضطرت المصفحات الإسرائيلية إلى الهرب من بيروت وهي تتوسل أهلها في مكبرات الصوت، وكانت عملية الويمبي البطولية قد جعلت الغازي يقبض الريح ويحصد الهشيم عام 1983، وأبطلت قوى المقاومة العربية اتفاق 17 أيار الذي وقع عليه المتخاذلون كصك استسلام، واتسمت المقاومة بالصمود ورفض الأمر الواقع، وكان أول انتصار لها عامي 1985،1984،والانتصار في ٢5 أيار 200٠ بإجلاء المحتل من الجنوب، وبين سماحة السيد حسن نصر الله ،الدلالات التي تجسد أهمية نهج المقاومة وقدرتها على تحرير الأرض في كل مكان من أرض العرب، في احتفال المقاومة بعيدها العام الماضي، موجهاً رسالة إلى الأمة العربية بدراسة استراتيجيتي الدفاع والتحرير بالنظر إلى إنجاز المقاومة، لأن نهج المقاومة وثقافتها وإرادتها هي المخرج الوحيد من نكبة فلسطين وتداعياتها.‏

فالمعاهدات لاتفيد لأن الاحتلال يستطيع أن ينقضها إن لم تكن محمية بالقوة، كما أن رعاة السلام لم يساندوا أصحاب الحق ولو في قرار واحد ضد إسرائيل، ولم تستطع الأمم المتحدة تطبيق قراراتها ذات الصلة باحتلال إسرائيل للأراضي العربية، وعرفت المقاومة أن أساليب المماطلة التي يتبعها الغرب، ما هي إلا وسائل لمد عمر إسرائيل.‏

وإن أي مكسب فلسطيني تحقق منذ الانطلاقة الأولى للمقاومة حتى الآن إنما بفضل المقاومة والكفاح المسلح، وحتى قطاع غزة المحاصر المقطوع عن العالم استطاع إلحاق الهزيمة بجيش إسرائيل وفرض عليها انسحاباً ذليلاً من قطاع غزة بلا قيد أو شرط أو مكاسب.‏

وظهرت أكثر استراتيجية الدفاع لدى قطاع غزة المقاوم بعد حرب تموز 2006، التي شنتها إسرائيل على لبنان، وهذه الاستراتيجية نجحت في لبنان وغزة رغم الاختلال في توازن وتكافؤ القوى والإمكانات التسليحية والاقتصادية والدعم الدولي لإسرائيل.‏

و«كم من فئة قليلة غلبت فئة كبيرة بإذن الله» وبرهنت للجميع أنها هزمت الجيش الذي لايقهر وقد تساءل القاضي فينوغراد، رئيس لجنة التحقيق في هزيمة إسرائيل 2006، كيف يمكن لعدة آلاف أن يقفوا أسابيع أمام الجيش الأقوى في الشرق الأوسط؟!.‏

وتمر هذه الأيام ذكرى 25 أيار، عيدالمقاومة، ونصر تموز الذي كان أبلغ فعلاً وحسماً على كيان المحتل يعيش في أفئتدنا وأدق خواطرنا، فهي التي جعلت الشرف الرفيع يسلم من الأذى بدماء الشهداء ورباطة جأش المقاومين وثبات قلوبهم وأقدامهم لما طغى الهول، فدماء الشهداء وشجاعتهم وشهامتهم التي انتصرت على إسرائيل خفضت احتمالات الحروب في المنطقة، وحرب تموز شنتها إسرائيل إثر قيام المقاومة بأسر جنديين لإسرائيل، حررت المقاومة بأسرهما أكثر من 190 أسيراً لبنانياً وعربياً وشهيداً، في عيد المقاومة أن كل عيد يمر ولاتكون الأراضي العربية محررة تكون فرحته مؤجله حتى تعود كل الأراضي المحتلة ويتحرر الأقصى.‏

فتحية اعتزاز بالمقاومة، التي حصحصت الحق وأزهقت الباطل في جنوب لبنان، ونشرت ثقافتها كحبات الطلع في كل مكان.‏

أيها المقاومون من عيونكم يبرق الكبرياء، وبأناملكم ترتسم العزة.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية