|
البقعة الساخنة فلم يعد أمام المنظمة أي تبريرٍ لتطوي صفحة هذه الدورة ببيان ختامي، وتنام إلى الدورة المقبلة ، وإنما أصبحت بعد الكلمة المهمة والمباشرة والصريحة للرئيس الأسد مطالبة بالعمل الجدي والمتواصل لتحويل الأفكار والمضامين الشاملة التي تضمنتها الكلمة إلى برنامج عمل وفعل لإحداث نقلة نوعية في العمل الإسلامي تفتح الطريق أمام قرار إسلامي على المستوى الدولي وفي المنظمات الدولية. لقد وضع السيد الرئيس اليد على الجرح في موضوع غياب الفعالية لمنظمة العمل الإسلامي وتاليا الدول الاسلامية وقدم رؤية واضحة ومبسطة لسبل النهوض والانطلاق في تحويل الأقوال إلى أفعال على أرض الواقع تنعكس إيجاباً وتقدماً على دول المنظمة وقوتها السياسية والاقتصادية. ومن الطبيعي أن يركز الرئيس الأسد على مسؤولية الدول الإسلامية في تفعيل المنظمة وأيضاً مسؤوليتهم الأولى والأخيرة في تغيير واقعها الحالي باتجاه الفاعلية وإثبات المكانة والأهمية لاسيما وأن دول هذه المنظمة تتوزع على ثلاث قارات وتحظى مواقفها بدعم الكثير من الدول الصديقة في العالم. ولكن المشكلة التي كانت تواجهها على الدوام غياب الارادة في متابعة القرارات، وتأخر الدول الاسلامية عن مواكبة التطور بجميع أشكاله وجوانبه المختلفة. وجاء تسليط الرئيس الأسد الضوء على بعض الأسباب التي تقف وراء ضعف ومحدودية قوة قرار الدول الإسلامية في التأثير على الساحة الدولية وتركيزه على استحالة امتلاك هذه الدول مقومات القوة مع تسليم قرارها للغير وعدم قدرتها على الدفاع عن رأيها وقرارها أو أوطانها... اضافة لللتأخر والتقاعس في امتلاك ناصية العلم والمعرفة والاهتمام بالبحث العلمي لينبه من خطورة استمرار هذا الواقع على مستقبل الدول الاسلامية في العقود المقبلة وليضع دول المنظمة أمام مسؤولياتها لاستعادة كل هذه المقومات بشتى الطرق المتاحة. إن كلمة الرئيس الأسد أمام مؤتمر وزراء الخارجية الاسلامي انعشت الآمال بانطلاقة جديدة للمنظمة الإسلامية في ظل الرئاسة السورية ولكن يد واحدة لاتصفق وهذه الانطلاقة في ضوء البرنامج الذي طرحه الرئيس الأسد في كلمته تستدعي تضافر جهود كافة الدول الاسلامية التي لاخيار أمامها لإثبات الوجود إلا الأخذ بمضامين هذه الكلمة. |
|