تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الجولان.. بوابة السلام مع سورية

عن موقع «Non Fiction»
ترجمة
الأثنين 25-5-2009م
ترجمة: دلال ابراهيم

يشابه وضع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو هذه القصة الصغيرة المسلية: مجموعة من الشبان الكشافة، المتحمسة كثيراً لفكرة القيام بعمل خير، تلك المجموعة ترغب في مساعدة امرأة عجوز في اجتيازها للشارع، في وقت تستطيع اجتيازه بمفردها.

ونتنياهو في تلك القصة ليس بالمرأة العجوز، وباراك أوباما الرئيس الأميركي ليس بالكشاف.‏

ومع ذلك فإن الرئيس الأميركي يعلم بدقة في أي جهة من الشارع يجب أن يتواجد رئيس وزراء اسرائيل.‏

ومازال من السابق لأوانه الحكم، فيما إن كان (بيبي) وهو الاسم المصغر لبنيامين نتنياهو، قد طرأ عليه تغير منذ ولايته الأولى قبل نحو عشرة أعوام. ولكن ولغاية الآن، لايفيض عنه سوى التصريحات المتناقضة.‏

أعلن أنه يريد التوصل إلى سلام مع سورية، ولكنه أكد من جهة أخرى، بعد فترة قليلة من تصريحه هذا أن اسرائيل لايمكنها الانسحاب من الجولان، رغم أن أي أحمق يعلم أنه ودون الانسحاب من الجولان، من المستحيل التوصل إلى سلام مع سورية. والأسوأ من ذلك، يبدو أن نتنياهو لم يسنح له الوقت الكافي ولو قليلاً للإلمام بسياسة إدارة الرئيس أوباما تجاه دمشق. فقد استجدت جملة تغييرات كبيرة على الولايات المتحدة، في ظل الإدارة الجديدة. وأنه الآن، لمن أسوأ الظروف أن يكون نتنياهو على خلاف معها، كما أن سياسة حزب الليكود التي لخصها رئيس الوزراء الأسبق اسحق رابين بتلك العبارات (العرب اليوم هم عرب البارحة، والبحر هو نفسه البحر دائماً) لم تعد صالحة لهذا الزمن، وينبغي التخلص منها.‏

والسؤال الجوهري هذه الأيام هو التالي: هل يمكن لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وهو الحريص على أن يبدو السياسي العارف جيداً بالولايات المتحدة، والذي تضم حكومة يمينيين متطرفين أمثال أفغيدور ليبرمان وبيني بيغن ورفن ريفيني، أن يضمن لنفسه هامش تحرك مع واشنطن ويلتزم في الوقت نفسه بالضمانات التي قطعها لشركائه في الحكومة فيما يتعلق بالمفاوضات مع العرب؟‏

وإلى أي درجة سوف يأخذ الرئيس باراك أوباما في حسبانه وضع رئيس الوزراء الاسرائيلي؟‏

في الواقع، حتى وإن لم يكن رئيس وزراء تل أبيب قد تغير، فإنه بعيد كل البعد لأن نصفه بالغبي، فهو يمتلك من الفطنة والذكاء تجعله يفهم ويدرك أن الرئيس أوباما يعرف مايريد، وأنه ورغم مضي أكثر من مئة يوم على استلامه الرئاسة، فإنه يتمتع بشعبية تبلغ نسبتها 68٪، وهذا رقم قياسي.‏

وإن كان نتنياهو قد وعد بوقف عملية توسيع المستوطنات، فإنه وعلى أرض الواقع لم ينفذ شيئاً، والأفعال يحسب لها أكثر من الأقوال.‏

وبما أنه لايمكن أن تدوم المباحثات طويلاً إلى مالانهاية، فإنه وحينما نصر فجأة على ضرورة اعتراف الفلسطينيين باسرائيل كدولة يهودية، فهذا ليس معناه سوى إيجاد حجة لتأخير المباشرة بالمفاوضات.‏

كما تقضي خطة الأمم المتحدة لعام 1948 بتقسيم فلسطين إلى دولتين احداهما فلسطينية والأخرى اسرائيلية، وتلك الدولة الأخيرة موجودة منذ واحد وستين عاماً، فمن المنطقي جداً الآن، أن يطلب الجانب الفلسطيني منا الاعتراف بدولتهم المقبلة، ومع ذلك فإن الحكومة الاسرائيلية ترفض الاعتراف رسمياً بضرورة اعتماد حل قيام الدولتين، والسؤال بماذا يمكن أن نتحدث فيما إن لم ننظر بمسألة اقتسام الأراضي؟‏

لقد انتهى عهد جورج بوش، وعلى الداعمين غير الشرعيين لاسرائيل وكذلك اللوبيات اليهودية في اليمين التكيف مع هذا التغيير الذي طرأ، حيث يتمتع أوباما بدعم قاعدة شعبية واسعة له وكذلك يسيطر حزبه على الأغلبية في الكونغرس.‏

والظروف الآن ليست ملائمة من أجل الضربات الملتوية لنتنياهو، الذي عليه أن يتغير حسب الظروف، حينها ربما، يمكنك يارئيس الوزراء تجاوز الشارع، في السرعة الرابعة !‏

21/5/2009‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية