تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


درهم وقاية...الوجبات السريعة في قفص الاتهام

طب
الأثنين 25-5-2009م
الدكتور محمد منير أبو شعر

قبل سنوات شهد الغرب ضجة إعلامية كبيرة مصدرها كتاب يحمل اسم (أمة فاسنت فودز) والفاست فودز هي الترجمة الانكليزية للوجبات السريعة

حيث شن مؤلف الكتاب (ريك سكوسير) هجمة شرسة على هذا النوع من الأغذية، فاضحاً أسرار صناعة هذه الوجبات التي تروج لها شركات عالمية كبرى.‏

ومن خلال بعض وسائل الإعلام المأجورة انتشرت حول العالم فكرة الوجبات السريعة الغنية بمكسبات اللون والرائحة والطعم، وتهافت عليها الكثير من الناس، وخاصة الأطفال والشباب، وأصبحت تلك الوجبات وجبتهم الأساسية ومحور طعامهم وتغذيتهم..‏

ولكن ليس كل ما يستقطب الناس صحياً ومفيداً، وليست جودة الطعم دليلاً على جودة الطعام، وصدق من قال: (ليس كل ما يلمع ذهباً).‏

إن الوجبات السريعة تعني أن تحضيرها يتم بأقل وقت ممكن، ما يسمح للموظف أو العامل أو الطالب بإنهاء الغداء بسرعة.‏

من هنا لجأ أصحاب المطاعم إلى طريقة القلي، أي طبخ الطعام بالزيت أو الزبدة على درجة عالية جداً لتسريع انضاج جميع المأكولات في وقت أقل بكثير من طريقة التحضير التقليدية.‏

وبذلك تكون قيمة هذه الوجبة الغذائية قليلاً من البروتين والنشويات، والكثير الكثير من الزيوت المكررة الضارة جداً للصحة، بالإضافة لما تحتويه من مكسبات الطعم والرائحة واللون.‏

إن النجاح الساحق للمأكولات السريعة لا يعني أبداً تفوقها في الجانب الصحي.. لأنه من الصعب الالتفاف حول حقائق تدني تلك الوجبات السريعة، ولعل من أبرز ثمارها ونتائج تناولها حسب تأكيد علماء التغذية ما تحدثه من اضطرابات المناعة والسمنة والسكري والكوليسترول وأمراض القلب والضغط والسرطان وضعف الذاكرة وفقر الدم والحساسية.. وقائمة طويلة أخرى من الأمراض.‏

والسؤال الآن كيف نوقف زحف تلك الوجبات العصرية السريعة التي يعتقد البعض أنها تتلاءم مع إيقاع الحياة السريعة التي نحياها..‏

والجواب هو أن ذلك مسؤولية الجميع.. وعلى مؤسساتنا الصحية والإعلامية أن تراقب ما يسوق لأطفالنا وشبابنا من أطعمة مشبوهة، وأن تقوم بحملة تشجعهم على ضرورة العودة إلى الطبيعة في كل ما يتناولونه من المأكولات والمشروبات، والبعد كل البعد عن كل ما هو صناعي أو مضاف إليه مواد مخلقة صناعياً..‏

ختاماً..‏

إن سلامة الغذاء كالدواء.. يجب أن تراقب لأن ذلك خيار استراتيجي لتحقيق صحة كامل أفراد المجتمع وخاصة بناة المستقبل.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية