|
ثقافة درست اللغة العربية وأرغب في أن يدرس ابني اللغة العربية لأنها تعلمه الوضوح في الأفكار.. إن افتتاح قسم اللغة العربية في هذه المدرسة يعطي صورة واضحة لما لهذه اللغة من تأثير وأهمية.. هل ندرك نحن أهميتها ومدى قدرتها على التأثير..لغتنا الجميلة -العربية -اليوم كما يقال في خطر؟ أهميتها بين اللغات وتأثيرها وتأثرها قد يتيح لنا المجال لنحفظها.. في محاضرة د. نائل حنون والتي عنونها بالعلاقة بين اللغتين العربية والأكادية, على اعتبار أنهما في خارطة العائلة اللغوية/ شقيقتان/ ولعل هذا المدخل يساعد على فهم ماتمثله إحداهما بالنسبة للأخرى وصلتهما ببعضهما من جهة وصلة كل منهما باللغات الأخرى في العائلة اللغوية التي تنتميان إليها. العائلة اللغوية يتحدث د. حنون عن العلاقة بين اللغتين العربية والأكادية حيث لايمكن فهم العلاقة بينهما بمعزل عن الصورة اللغوية - التاريخية الكاملة التي تظهرهما مع اللغات الشقيقة الرئيسية وتفرعاتها من لهجات تطورت على مر الزمان. واسم هذه العائلة اللغوية اقتبس من التوراة تحت اسم (اللغات السامية) وهذا من غير الوارد أن يكون قد حدث فالتوراة ليست مرجعاً تاريخياً ولاالسامية مصطلحاً علمياً تصنف بموجبه اللغات. ويرى د. حنون أن مصطلح اللغات السامية مدعاة للاستغراب، كيف أبقى عليه الغرب زمناً طويلاً بعد المعلومات التي كشفت عن الأسس التي بني عليها هذا المصطلح؟. لأنه بعد التطور والدراسات التي شهدتها لغات المشرق العربي القديمة يجعل من هذا المصطلح هفوة من الماضي وهي كذلك حتى بمعايير القرنين الماضيين ، فمن يتقبل تكون السامية من لغات العبرانيين والعيلاميين والآشوريين والآراميين.. في حين أن الحامية تشمل لغات الكنعانيين والبابليين.. وهذا ماتنص عليه الإصحاحات 9-11 من سفرالتكوين التي أخذت من مضامينها تسمية /لغات سامية/ ولعل أشد المتعصبين لهذا المصطلح يدركون اليوم أن البابلية والآشورية لهجتان من لغة واحدة هي الأكادية. وأن الآرامية والكنعانية والأكادية لغات شقيقة من العائلة اللغوية نفسها. ويذكر د. حنون أن اللغة الآمورية لم تدون وإنما كانت لهجة مدونة عرفت في أوغاريت وعدم تدوينها بسبب تبني الآموريين التدوين باللغة الأكادية وهي لغة التدوين الرئيسية في أوغاريت.. وهذا أدى إلى غموض في تحديد لهجاتها.. والتوراة له دور في هذا الإرباك من خلال الرغبة في إبراز العبرانيين وجعلهم فرعاً رئيسياً من الساميين إضافة لتقليل التوراة من مكانة اللهجات الأمورية الأخرى ونسبتها إلى كنعان حيث أطلقت المعاجم الغربية على هذه اللغة تسمية مبهمة/ السامية الغربية/ ولكن قدمت جملة مقترحات بتسميات بديلة ومنهااللغات الجزرية أو الجزيرية. الأكادية - تأريخ وخصائص يقول د.حنون عن ذلك.. ابتدأ تدوين اللغة الأكادية حوالي 26 ق.م ومع بداية الألف الثاني ق.م تفرعت الأكادية إلى لهجتين رئيسيتين هما: البابلية والآشورية.. توقف استعمال الأكادية في القرن الأول الميلادي. أماخصائصها فأتت في ملامح مثل : التمييم الذي يقابل التنوين باللغة العربية وتدون اللغة الأكادية بطريقة مقطعية. حيث اعتمدت هذه اللغة سبعة عشر حرفاً صحيحاً صامتاً، الأسماء في الأكادية تحرك إعرابياً وتؤنث وتثنى وتجمع ، الصفات تتبع الموصوف من ناحية العدد والحركة الإعرابية والجنس والمورد في الجملة. الفعل يصرف من الجذر الثلاثي لأغلب الأفعال. لهجات الأكادية يعرض لنا أيضاً د. نائل مجموعة من اللهجات للغة الأكادية وأولها اللهجات البابلية التي تفرع عنها /البابلية القديمة- البابلية الوسطية- البابلية الحديثة- البابلية المتأخرة- البابلية القياسية- البابلية الترتيلية- الملحمية/ وتأتي الآشورية ليتفرع عنها:/الآشورية القديمة- الآشورية الوسيطة- الآشورية الحديثة/. ويأتي د. حنون على ذكر الأسماء في اللغة الأكادية على أساس أنها مذكرة وتشتق منهاالأسماء المؤنثة بإضافة تاء التأنيث.. أيضاً الضمائر المنفصلة والمتصلة والصفة والموصوف ولعل القاعدة المشتركة بين العربية والأكادية هي ما يخص قاعدة أبواب الفعل، أيضاً من أوجه العلاقة مايخص بناء الجملة والأهم في علاقتهما المفردات حيث تشتركان بثلاثمئة وخمسين فعلاً ومثال العلاقة بينهما يبرز أيضاً في قول مأثور دوّن بالخط المسماري باللغتين السومرية والأكادية.. ويظهر فيه قرب الأكادية من العربية واختلاف السومرية عنهما ومثال آخر قصة سرجون الأكادي حيث أعيدت كتابتها باللغة الأكادية معتمدين على ترجمة حديثة لتبيان قرب اللغتين العربية والأكادية. |
|