تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


حتميـــة الســـلام..

الافتتاحية
الأثنين 25-5-2009م
بقلم رئيس التحرير: أســـــــــعد عبـــود

منذ مدريد حتى اليوم وقف الجهد الدولي لإقامة سلام الشرق الأوسط عاجزاً عن رسم حقائق عملية على الأرض..

ما جرى لا يتجاوز فض اشتباك في هذا الموقع أو ذاك، وبعملية كذب ممنهج ومحسوب استطاعت «إسرائيل» أن تضع كل تلك الجهود في مهب الريح غير آسفة على شيء..‏

ذلك أنها بالأصل لم تنوِ السلام..‏

الجهد الدولي.. والمباحثات.. والمفاوضات.. والمبادرات.. كلها كشفت النيات الإسرائيلية وذلك أبرز ما حققته، وهو ما عبر عنه مكثفاً السيد الرئيس بشار الأسد في خطابه أمام مؤتمر وزراء خارجية الدول الإسلامية يوم السبت الفائت: «عملية السلام فضحت إسرائيل».‏

الموقف الإسرائيلي اليوم يواجه الرأي العام العالمي، لكنها لعبة أخذ ورد.. لا موقف إسرائيل حاسم.. ولا موقف الرأي العام العالمي.. لأن كليهما يتجنب الحقيقة التي يعرفها.‏

«إسرائيل» تعرف جيداً ومتأكدة أنه لا مجال لأي سلام مع إبقاء الاحتلال... ومع ذلك تتحايل على المسألة.. فمرة تتحدث عن أمنها الذي يمنعها من الانسحاب من هذه البقعة أو تلك، والأمن يجب أن يكون للجميع، وهو نتاج السلام، وبالتالي يتناقض تماماً مع الاحتلال .. يعني .. ما دام الاحتلال قائماً لا يمكن أن يكون هناك أمن .. والعكس صحيح, إذا تأخر السلام تهدد الوضع الأمني في المنطقة.‏

ومرة أخرى تتحدث عن استعدادها للتفاوض «دون شروط مسبقة» بما يعني التحايل على مرجعية مبدأ الأرض مقابل السلام.‏

ومرة ثالثة تستنفر كل قواها لتغير اتجاه السياسة المرفوضة إلى اتجاه آخر «إيران مثلاً» بشكل تقبله العقول الساذجة فقط..‏

إنها سياسة الكذب..‏

ومع أن حبل الكذب قصير كما يقولون.. لكن.. الرأي العام العالمي.. العارف هو الآخر بحقيقة المواقف والاحتمالات..والذي لا يجهل أبداً الكذب الإسرائيلي، يكذب على نفسه جزئياً.. يتظاهر بالاهتمام بما تعلنه «إسرائيل» ولا يهتم بتعريته وفضحه.. وهذا أيضاً حبل للكذب بدأ يصطدم بحوامله..‏

منذ زمن لم يعد الرأي العام يصدق ماتعلنه «إسرائيل».. وهو يتجه أكثر إلى فضحه لأنه لا بد من السلام..‏

نحن نؤمن بحتمية السلام.. متفائلون به.. ولا سلام مع الاحتلال..‏

لذلك نتضامن مع الإرادة الدولية، والإقليمية الخيرة، كي نتحد معاً في معركة السلام.‏

a-abboud@scs-net.org

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية