تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


كي تنجح مهمة كوفي عنان

شؤون سياسية
الاثنين 26-3-2012
 بقلم: نواف أبو الهيجاء

بيان مجلس الامن الدولي الرئاسي يوم 21 من شهر اذار الجاري بشأن الوضع في سوريةأدان التفجيرات الارهابية في حلب ودمشق وكذلك البيان الصحفي الصادر عن المجلس ذاته الذي ادان التفجيرات الارهابية في كل من دمشق وحلب .

والتصريحات الروسية اللاحقة اكدت ان بيان المجلس – غير الملزم – خطوة الى امام ولكنه صدر بالاجماع فثمة تغير في المواقف المعلنة والمعروفة للولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والمجموعة الاوربية . الحقيقة السورية راحت تفرض نفسها على الرأي العام في العالم كما فرضت نفسها على القوى الغربية التي ناصرت المسلحين والمعارضة المسلحة وانكرت طويلا وجود ارهاب ومسلحين يمارسونه في سورية .‏

واذا كان البيان يدعو الى انجاح مهمة كوفي عنان فيجب قبل كل شيء التوقف عند ردود فعل الاطراف حيال المهمة . فمجلس اسطنبول والمسلحون الارهابيون حكموا على المهمة بالفشل قبل ان تبدأ حين رفضوا أهم مبادئ وعوامل النجاح وهي وقف عنفهم والذهاب الى طاولة الحوار .‏

أهم عناصر نجاح المهمة مرفوضة من لدن القوى الداعمة للمسلحين .. وهي وقف تمويلهم من جهة ووقف تسليحهم من جهة ثانية ووقف ارسال وتهريب القتلة والإرهابيين الى سورية من منافذ حدودية معروفة من لبنان والاردن وتركيا من جهة ثالثة .‏

أما سورية فهي رحبت بحرارة بعنان ووعدت بانجاح مهمته ولكن المهمة لكي تنجح يجب ان تكون مشروطة بوقف عنف الارهابيين والمسلحين ووقف تمويلهم ووقف الماكنة الاعلامية التي تفبرك وتحرض على سورية وتدعو الى الفتنة ورفض الحوار الوطني الشامل .‏

ان القوى التي تدعي انها معارضة وطنية مطالبة قبل كل شيء برفض الارهاب وادانة اعمال الارهاب الاجرامية في دمشق وحلب وسائر المدن السورية . واذا لم تبادر الى ذلك فمعنى ذلك انها موافقة وشريكة في اراقة الدم السوري وبمستوى واحد مع حمدين القطريين والسعودية والكيان الصهيوني الذي تنسق مخابراته (الموساد ) مع المخابرات الامريكية المركزية ال ( سي آي أي ) لارسال الموت الانتحاري الى قلب المدن السورية واعاقة التوصل الى الحل المقبول السياسي الذي يستند الى احترام سيادة سورية وإرادة شعبها .‏

مهما يكن من أمر فان طرق الارهاب ليس دليل قوة في الموقف او الحجة بل على العكس تماما : اللجوء إلى الارهاب على هذا النحو هو آخر السهام المسمومة في جعبة المتآمرين على الدولة السورية ، على سورية الوطن والموقف والسياسة المبدئية الرافضة للتنازل عن أي حق عربي والداعمة بدون قيد للمقاومة العربية في وجه الاحتلال الصهيوني ومن يؤازره .‏

ولكن الصمود السوري طوال عام واكثر هو من أرغم القوى الغربية الداعمة للارهاب والمسلحين والممولة لهم ، والممولين الداعمين من عرب الجنسية الصغار على الاعتراف اخيرا بأن تسليح المعارضة في الخارج عملية مرفوضة وفاشلة وقد تؤثر في السلام العالمي كله .‏

إن السعي إلى الحل – كما يقال عن مهمة كوفي عنان يتطلب وقف اعمال المسلحين فوراً والسعي الى الحوار الوطني الشامل – وبما يعيد لسورية أمنها ودورها القومي والاقليمي والعالمي .‏

بئس ما تسمى المعارضة وهي المسلحة والرافضة للحواربدفعها الى محاولة وضع العصي في عجلة مهمة عنان . واذا ما فشلت المهمة فهي ومن يدعمها من عرب وغير عرب يكونون مسؤولين مباشرة عن الفشل وتبعاته.‏

سورية خرجت من عنق الزجاجة ولم يبق الا الاعتراف بفوزها في المنازلة على كل من حاول أن يصادر ارادتها ودورها وسيادتها وارادة شعبها – والسبب أن الشعب ملتف حول قيادته وجيشه وأن الاعداء لم يجدوا مناصا من اتباع احد سبيلين : إما الخضوع لارادة الحق وإما اللجوء للسهم الاخير في الجعبة وهو سهم الارهاب وفي الحالتين فالنصر السوري على المؤامرة حقيقة ومسألة اعتراف بها عالميا مسألة وقت .‏

nawafabulhaija@yahoo.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية