|
ثقافـــــــة
يديرها محمد خالد النايف، مدير دار الكتب الحالي، بينما يقرأ الأستاذان الدكتور عمر الدقاق والأستاذ محمود فاخوري ورقتي البحث اللتين أعداها لهذه المناسبة، وقد لاحظ الجميع أن عدد الحضور قليل جدا نسبة إلى توقعاتنا، ولكنهم كانوا النخبة المصفاة في المشهد الثقافي والأدبي في هذه البلد. وبدأت الأمسية باستعراض تاريخي موجز وسريع عن دار الكتب وأهم مراحلها وأشهر رجالاتها، وبعد ذلك ألقى الدكتور عمر الدقاق استعراضا تاريخيا لمجمل الأوضاع العامة في حلب وفي النهاية دخل إلى موضوع الثقافة ومنها إلى دار الكتب، وبعد انتهاء كلمته قدم الأستاذ محمود فاخوري ورقة بحثه، فكانت وافية مفيدة مكثفة استفاد منها الحضور فائدة جلى، وكان مجمل التقديم والبحثين المقدمين من الدكتور عمر الدقاق والأستاذ محمود فاخوري تتمحور حول البدايات والمسيرة والإنجازات وأهم رجالات حلب الذين برزوا من خلال دار الكتب، فقد تم التفكير بإنشاء فرع للمجمع العلمي العربي الذي أقيم في دمشق عقب الاستقلال عن السيادة العثمانية، وتمت الموافقة على ذلك وأعطي لهذا الفرع غرفتان في مديرية الأوقاف التي كان مقرها في خان الجمرك الكائن بين باب انطاكية وسوق العطارين في سوق المدينة، وزود هذا الفرع بألف وخمسمئة كتاب كبداية، وفي نفس الوقت تم التخطيط الهندسي لإنشاء دار الكتب المستقلة عن الأوقاف، على يد المهندس محمد الكيالي العالم وبداية لذلك تم نقل الإدارة إلى شارع الملك فاروق فيما بين العبارة وباب الفرج في البناية التي عرفت ببناية العداس أو بناية المالية سابقا، وفي نفس الوقت أوكل أمر مهمة إدارة دار الكتب إلى الأمير مصطفى الشهابي _ وبوشر بالبناء إلى أن اكتمل عام 1939 – أي في عام بداية الحرب العالمية الثانية، وقد تم افتتاح دار الكتب سنة 1939 ولذلك حولته سلطات الانتداب العسكري الفرنسي إلى مقر عسكري يباشر شؤون الدفاع المدني، واستمر هذا الوضع إلى أن انتهت الحرب العالمية الثانية فأعيد افتتاح الدار وعهد إلى الشاعر عمر أبو ريشة بإدارة الدار وذلك في 4/12 / 1945، وزودت بستة آلاف كتاب، واستمر هذا التزويد على العهود المختلفة إلى أن بلغ عدد الكتب مئة ألف كتاب، ثلثاها باللغة العربية،والباقي باللغات الانكليزية والفرنسية والتركية، إضافة إلى المجلات المحلية والقطرية والعربية والمكتبات الخاصة التي أهديت إليها وأشهرها مكتبة نابغة حلب و عبقريها الفذ خير الدين الأسدي - يرحمه الله – وكان أشهر مديري الدار هم الأستاذ الشاعر عمر أبو ريشة الذي تولى مسؤولية إدارتها من عام 1945 إلى عام 1949 – حيث غادرها ليلتحق بعمله في سفارة سورية في البرازيل، وقد أقيم له بهذه المناسبة حفل وداع كبير حضره محافظ حلب حين ذاك السيد محمود رفعت وثلة من كبار المسؤولين والأدباء. كما كان من أشهر المدراء الشيخ كامل الغزي وعمر أبو ريسة وسامي الكيالي وعلى الزيبق وجلال الملاح ومحمد خالد النايف، وبالإضافة إلى نشاط المكتبة والدراسة فقد كانت أيضا تقدم المحاضرات ومعارض الكتب والمسرحيات وتستضيف الفنانين والأدباء المحليين والسوريين والعرب والعالميين وأذكر أنني استمعت إلى محاضرة هامة عن التاريخ الثقافي والأدبي والتعليمي في بلاد المغرب العربي ألقاها أمين دار الكتب التونسية الأستاذ أمين الكعاك الذي كان ضمن الوفد الثقافي التونسي برئاسة وزير الثقافة التونسي الشاذلي القليبي الذي أصبح فيما بعد الأمين العام للجامعة العربية، وفي عهد مديرها الأستاذ علي الزيبق ابتدأت أمسيات حلقة كتاب التي لا يزال المديرالحالي الأستاذ محمد خالد النايف يقدمها أما أشهر إنجازات مديرها سامي كيالي فقد كانت طبع المحاضرات في كتاب سنوي، وفي المجال المسرحي فقد كانت مصة مسرح دار الكتب من أحسن المنصات المسرحية في حلب ولا تزال الفرق المسرحية المحلية تقدم عروضها المختلفة فوقها، ومن أشهر ما قدم عليها مسرحية عطيل لشكسبير التي أخرجها الفنان الشهير فاتح غضنفر ونالت إعجاب القنصل الانكليزي الذي تابعها من مشاهدته العرض وقراءته للنص من كتاب كان معه. وانتهت الندوة وبدأت المداخلات المختلفة من بعض الحضور وكانت مداخلة الأستاذ سمير حداد تتألف من سؤال حول ما إذا كان هناك صور في الصحافة المحلية لاحتفال حلب بألفية المعري التي أقيمت في ساحة ثانوية المأمون وقد أجاب الأستاذ محمود فاخوري بعدم علمه بوجود هذه الصور لضعف الصحافة وقتها، أما الشق الثاني من مداخلة الأستاذ سمير حداد فقد كانت تصحيحا لما ورد في ورقة الدكتور عمر الدقاق حيث قال إن المراكز الثقافية ابتدأ انتشارها في سورية وفي طول البلاد وعرضها، ابتداء من ضحى القرن العشرين، وهذا خطأ لأن المراكز الثقافية ابتدأت مع بداية إنشاء وزارة الثقافة والإرشاد القومي في بداية عهد الوحدة السورية المصرية، وكان وزير الثقافة حين ذاك الأستاذ ثابت العريس، كما ذكر الأستاذ الدقاق أن وزارة الثقافة قد أنشئت عام 1954. والصحيح أنها أنشئت في أواخر الخمسينات كما ذكرنا سابقاً. |
|