تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الإرهاب... والضمير العربي؟!

مجتــمـــــع
الاثنين 26-3-2012
وائل المولى

من الجميل أن يكون لدينا ضمير حي ينبض بإحساسنا ومشاعرنا، لنشعر بألم الآخر في تعاملاتنا معه. والأجمل أن ندع هذا الضمير يتكلم ويسمع ويرى دون أن نقطع لسانه أو نمزق أذنه أو نفقأ عينه حتى نقتله عمداً.. إن من قمة البشاعة أن يكون شخصاً بلا ضمير من الآخرين ومع نفسه أيضاً.

والعرب «عرب الرجعية» اليوم وبشكل مفاجئ قرروا أن يستيقظ هذا الضمير على سورية فقط وبالطبع وكالعادة ليس خشية على سورية الوطن أو سورية العروبة وإنما على مجموعات إرهابية تعتاش كل يوم على دماء الأبرياء «ميليشيا العدو السعودي - القطري - الصهيوني» وأي صحوة هذه وبالطبع الكلام كثير حول هذا الأمر ولكن للتذكير فقط هذه الدويلات اعتادت عيونهم وضمائرهم منذ عشرات السنين على الدماء الفلسطينية في الأخبار اليومية، وتعودنا عليهم أن ردود أفعالهم شبه معدومة حتى أصبحوا لا يثورون ولا يصرخون فقط يكتفون بالصمت..‏

فحال العرب «عربان الخليج» في مجتمعهم أصبح مخزياً لتاريخهم «العظيم» وأجزم لو أتوا رجالاً ونساء في ذاك التاريخ لتبرأ منهم! لقد تفشت فيهم العنصرية والإرهاب، وأموالهم كرست كل المصائب على الأمة وإعلامهم أدى إلى التفكك والانحلال وفقدان الهوية العربية، أصبحوا لا يثقون ببعضهم البعض وبلا «عروبة حقيقية..».‏

فماذا بعد فلسطين والعراق ولبنان والبحرين؟‏

يهتفون بأنفسهم وقد ارتضوا بوضعهم الإجرامي ولكن دواخلهم تصرخ بهذا الطغيان الذي يشع فيه الإجرام فهناك أهداف البعض عدوانية بالمشاركة مع الطغاة من أجل أن يعيش على المال وليس أن يعيش بكرامة وعزة بهذا التراب الذي احتضنه منذ أن كان في المهد إلى الآن..! لم تعد «إسرائيل» فقط كما نعتقد في السابق بل أصبحت حتى الدول العربية أعداء لأنفسهم ولنفس الوطن..‏

من المؤكد البعض منكم سمع أغنية «الضمير العربي» التي يغنيها أكثر من مطرب عربي شارك فيها، فشكراً لكاتب هذه الأبيات وشكراً لكل مطرب ساهم بصوته في نداء الضمير على أمل أن تصحو ضمائرهم وتسمع لندائهم وتشعر لعواطفهم الجياشة.‏

ولكن برأيكم هل تحمي هذه العاطفة الأطفال الذين يعذبون يومياً في فلسطين والبحرين وشرق نجد والحجاز وجنوبها وساحلها؟‏

وهل تحمي النساء اللواتي يلاقين أبشع الإهانات يومياً من خلال هضم الحقوق وجعلهن عبارة عن جزء من أثاث المنزل.‏

اعلموا جيداً يا عربان أن تلك الشعوب المعذبة ليست بحاجة إلى عاطفتكم الكاذبة وأعمالكم الخيرية التي تمولون بها القوى الظلامية ومليشيات القتل والدمار والتكفير بقدر ما هي بحاجة إلى أن تعلنوا صراحة انسحابكم من هذه الأمة وانضمامكم صراحة إلى «الأمة» التي تعملون لحسابها.‏

لأن الانتماء للعروبة يعني القدس أولاً والوحدة العربية والشهامة العربية والأخوة والرحمة والأهم من كل هذا وذاك العروبة تعني الضمير العربي الذي قتلتم جزءاً كبيراً منه وبعدوانكم على سورية تريدون أن تجهزوا عليه وتقتلوا ما تبقى منه.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية