|
دمشق على ذلك فإن هذه الاتجاهات المالية ترتبط بالعديد من العوامل المباشرة والظروف النفسية التي تمر على الاقتصاد ككل. من هنا تأثرت بورصة دمشق بما سبق، لكن بالاتجاه المقابل يرى العديد من الخبراء ان الازمات تشكل فرصا بالنسبة الى اقتناء الاسهم خاصة اذا كانت تتبع الى شركات ذات ربحية جيدة الامر الذي يمكن الرهان عليه مستقبلا في ارتفاع اسعار هذه الاسهم التي تشكل تلك الشركات. يقول الدكتور سليمان موصللي أستاذ الاقتصاد بجامعة دمشق أن الفترة الماضية كانت حافلة بالمنافسة في أسواق الصرف بين سعر الدولار والذهب وسوق الأسهم، وبالتالي فقد أصبح الاتجاه نحو الاستثمار الذي يعطي نتائج ربحيه أكبر وأسرع وهنا ظهر الدولار والذهب كمنافس أكبر وفرصة سريعة للربح وأضاف موصللي: حالياً استقر سعر الصرف وأصبح هناك مجال لتحول الاستثمار وانتقال الأموال نحو سوق الأسهم، ولكن ظهرت مشكلة تجسدت بظهور البيانات الختامية لحسابات الشركات والأسواق المالية عن السنة الماضية وأظهرت هذه البيانات تراجعاً وخسائر في بعض الشركات. بالنسبة للمصارف يقول د.موصللي كانت النتائج جيدة أما بالنسبة للشركات فالغالبية كان خاسراً وبعضها كانت رابحة فقد كانت أرباحها وهمية باعتقاد المستثمرين نتيجة إعادة تقييم هذه الشركات بالقطع الأجنبي. وبالتالي فقد أصبح المستثمر غير مطمئن لأن أرقام الأسهم في الشركات تتراوح بين الخسائر والأرباح غير الحقيقية. وأشار د. موصللي إلى أنه حتى الآن لاتزال تحركات أسعار الأسهم محدودة جداً بالبورصة وخاصة بعد أن وردت الأخبار عن سرقات في بعض البنوك مثل بنك سورية والمهجر الذي سرق منه مبلغ 50 مليون ليرة في فرع محردة. وسرقة 80 مليون ليرة في البنك الدولي في الحسكة وطبعاً هذه خسائر تؤثر بالبورصة بشكل عام. وأضاف: البورصة تتأثر حقيقة بالعامل النفسي بشكل كبير ومرتبطة بالظروف الاقتصادية والسياسية. وبالتالي فإن ماتتعرض له سورية حالياً يؤثر بوضع البورصة. ولن يتم اقتناع المستثمر وإقدامه على الاستثمار إلا بتغيير هذه الظروف واطمئنانه النفسي. ويرى الدكتور ياسر المشعل أستاذ الاقتصاد بجامعة دمشق أن البورصة في سورية لا تعكس واقع الاقتصاد وهي بعيدة عن الأزمة الاقتصادية التي نمر بها..مرجعا السبب في ذلك الى أن البورصة لدينا صغيرة حجم التداول والرقابة شديدة على هذا التداول إضافة إلى ضآلة عدد الشركات المدرجة في البورصة والتي تقتصر غالبا على البنوك و شركات التأمين..و هذه الشركات لاتمثل الاقتصاد السوري بواقعه الحالي و أوضح د.المشعل أن البورصة في سورية يتم التعامل فيها بموجب الأسهم مشيرا إلى أن تباطؤ الاستثمار ليس السبب الحقيقي لانخفاض أسعار هذه الأسهم كما أن الشركات و البنوك المدرجة في البورصة هي بالحقيقة فروع داخلية لمصارف و شركات خارجية لديها شركات أم . وفي سياق متصل.. قال د.المشعل:لو كنا نتعامل بالسندات فإنه من الممكن أن تتأثر البورصة نتيجة ارتفاع الفائدة وذلك وفق مبدأ (المخاطرة على السندات) أما التداول بالأسهم فلا يتأثر عادة بأسعار الفائدة أو الوضع بشكل عام |
|