|
شباب وأنهم معنيون أكثر من غيرهم بالنتيجة التي ستؤول إليها الأحداث الحالية، ولهذا وضعوا أنفسهم خلف دفة قيادة الأزمة ولم يقبلوا أن يكونوا مجرّد متأثرين بها، الأمر الذي كلفهم الشيء الكثير فاستشهدوا على مقاعد الدراسة ولكنهم لم يتخلوا عن الكتاب الذي يحصّنهم في مستقبلهم ولم يقبلوا عن سورية بديلاً رغم كل محاولات ترهيبهم أو ترغيبهم ولم يقبلوا أيضاً أن يكونوا على الهامش فبادروا وحشدوا كلّ طاقاتهم في هذه المعركة الوجودية.
عندما حاول المتآمرون تشويه تاريخ سورية وسجلها النضالي المشرّف حضر الجيش السوري الالكتروني من الشباب المؤمن ببلده وبقضيته فكشف الحقائق وعرّى الزيف وأسكت من تشدّق بالدولار قاموساً للغته ولحديثه فحصنّوا أنفسهم وساهموا بتحصين غيرهم.. وعندما حاول المارقون تغيير الثوابت الوطنية السورية والإساءة إلى شعاراتها المقدسة كالعلم والنشيد الوطني خرجت المبادرات الوطنية الشبابية فزُرع العلم العربي السوري في كلّ قلب وفي كل ساحة وملأ الشباب الساحات مردّدين النشيد الأغلى « حماة الديار عليكم سلام». وعندما حاول المخربون التسلل إلى مراكز صناعة المستقبل في الجامعات دافع الشباب عن منابرهم بوقفة واحدة قطعت الطريق على أرباب النفط والدولار وبقيت سورية منارة تهتدي بها الدنيا ونوراً يغتسل فيه النور.. تعمّدتُ أن أزجّ مجموعة من الشباب في حديث عن الأزمة السورية وتصاعد العمليات الإرهابية ضد المدنيين من خلال التفجيرات الإرهابية وضرب البنى التحتية وانعكاسات ذلك على مستقبلهم بعيداً عن العناوين العريضة والشعارات الكبيرة التي يرددونها في الساحات، وتعمّدتُ أن أشككهم بهذه الشعارات أو أن أضعف تفاؤلهم بها ولكني اضطررت للاعتراف لهم بسقوط طرحي أمام إيمانهم الكبير بوطنهم فكانوا أكثر ثقة وأكثر إيماناً بالنتائج والتي ستكون إيجابية من وجهة نظرهم وأن الغد سيكون لهم.. لا خوف على سورية كالبحر يهدرون بوجهكَ عندما تحاول التقليل من عزيمتهم أو تحوّل اهتمامهم عمّا يجري في وطنهم فهم استمدوا من هذا الوطن النبض الذي يعلن استمرار حياتهم.. الشاب (لقمان) قال: ألم تر تلك الصورة المعبّرة للسيد الرئيس بشار الأسد والتي يشير فيها بإصبعه وقد كُتب تحتها: إياكم وسورية؟ كلّنا نقول للعابثين: إياكم وسورية، فوالله لو لم يبق سوى واحد منّا لبقي مدافعاً عن سورية وعن وحدتها وعن سيادتها، وقد ازددنا تحدياً وصلابة لأن من يحاول تصدير ديمقراطيته إلينا ما هو إلا مارق لا يعرف كيف يلفظ هذا المصطلح، وأضاف: سورية أمنا وعرضنا ولا شيء يغلو عليها، الروح نقدمها، التعب يهون، الصبر هوايتنا فهل يموت الحاقدون غيظاً؟ الشاب (خضر) قال: يعتقد زعماء الخليج العربي أنهم إذا حاصروا الشعب السوري وفرضوا عليه عقوباتهم فإن هذا الشعب سيركع وسيستجدي منهم ما يعينه على الحياة لكنهم خسئوا، وأظهروا غباءهم وأنهم لا يعرفون شيئاً عن الشعب السوري الأبي الذي يرفض الذلّ ولو كانت حياته بالكفّة الأخرى، قولوا للحمدين وللموتورين من آل سعود إننا في سورية نموت ونعرى ولا نتخلى عن كرامتنا ومن لم يصدّق هذه الحقيقة حتى الآن فليستمر في غيّه إلى ما شاء الله فسيدرك أنه كلما زادت القسوة علينا كلما ازددنا صلابة وتماسكاً ووحدة وإيماناً بمصيرنا المشترك. هذه هي الساحات! من جهته تساءل الشاب ( إبراهيم) قائلاً: ألا يتحدثون عن الشعب، أليس من يدعّون انحيازهم له هو الشعب السوري الثائر المناضل من وجهة نظرهم، كم يمثل هؤلاء؟ ولكن ماذا عن البقية – أي نحن – ألسنا شعباً؟ وأضاف: وصل بهم الطيش إلى رؤية الملايين آلافاً فقط وإلى اعتبارهم شبّيحة وموظفين فيا للعار على إعلام ينقل مثل هذه المواقف.. الشابة (رندا) قالت: سنبقى في ساحات الوطن الذي نذرنا حياتنا له لا المطر يفرقّنا ولا البرد يمنعنا، سنثبت للعالم أن سورية حرّة والحرة تجوع وتمرض ولا تبيع ثديها وهكذا هي سورية وهكذا هم أبناء سورية فليقولوا ما يقولون وليصفوا تجمعاتنا كما يحلو لهم، فالمهم عندنا هو ثقتنا بأنفسنا وثقة الوطن بنا والحمد لله كلنا صفّ واحد وخندق كبير اسمه سورية. الرحمة لشهداء سورية الشهداء مشاعل نور يهتدي بها شباب الوطن، هكذا قال الشاب (علاء) وأضاف: كلما استقبلت السماء شهيداً من أبناء سورية كلما زاد رصيدنا كبلد في بنك الخلود، هم يكدّسون الذهب والفضة والتي ستحرقهم في قبورهم ونحن في سورية نشيّد عزّة الإنسان وكرامته ولذلك فمن الطبيعي أن يحسدونا وأن يحقدوا علينا، هم يعرفون عظمة الإنسان السوري ولهذا وجهوا سهام غدرهم باتجاهه ولكن هذه السهام سترتد في نحورهم وفي القريب العاجل إن شاء الله.. الشابة (فاتن) قالت: الرحمة لكل شهداء سورية، ومهما فعلنا لا نقترب من حجم عطائهم وكرمهم وكل ما يمكننا فعله هو الوفاء لذكرهم وتكريم أسرهم والاقتداء بثقافتهم الوطنية المتميزة، فهم نبع عطاء وكنز وطنية ووطن يمتلك هذا الإنسان المؤمن المستعدّ للتضحية في سبيله لن يُهزم أبداً.. وتبقى الحقيقة ساطعة شباب سورية على دراية تامة بكلّ ما يجري حولهم، يقلبّون الأمور على وجهها الصحيح ويدخلون إلى تحليلها من المدخل المناسب، لم يتنكّروا لعروبتهم يوماً ولكنهم يرفضون بعض الأعراب الذين حضروا في الزمن الخطأ، حتى أن أحدهم طلب منّي أن أنقل للشاشات الوطنية ألا تتعب نفسها بكشف تضليلهم الإعلامي وفضح فبركاتهم وكذبهم لأن الجميع في سورية صار يقوم بالفعل نفسه ويعرّي كل شيء دون عناء يذكر نظراً لغبائهم من جهة ولافتضاح كذبهم من جهة ثانية.. قد يكون المضي عميقاً في الدور الذي يقدمه شباب سورية في هذه الأزمة صعباً ويفرض عليهم أعباء إضافية، وقال بعضهم إن معركتنا القادمة هي مع مستغلي الأزمة وتجّارها،ولكنهم أكثر عزماً وأكثر تصميماً على المتابعة، ومقتنعين أنه لا عودة للوراء، وإن وجودهم وحياتهم إن لم يكونا من أجل قيمة كبرى فما نفعهما ليستطردوا بالجواب: لا شيء يقترب في قيمته من سورية ولا شيء أهمّ من كرامتها وسيادتها ونحن حرّاس هذه السيادة. |
|