تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


هل يمكن للغة..و الكومبيوتر..و الخبرة.. أن تضيّع شهادتنا الأكاديمية؟!

شباب
2012/3/26
هزار عبود

مقولة تلاحقنا دائما خلال سنوات دراستنا ألا وهي (ادرس...المهم أن يكون معك شهادة جامعية...!!),وما إن نحصل عليها حتى نأخذ دورنا في طابور التسجيل في مكاتب التشغيل..

أو نتعلم رياضة الهرولة وراء المسابقات الحكومية بغض النظر عن نوع الوظيفة .. المهم أنها وظيفة حكومية في مكان ثابت و مع التقاعد و السلام!!‏‏‏‏

‏‏‏

وهنا يقف المتخرج منا وبيده وثيقة التخرج لحظة تأمل أمام سوق عملٍِ يضيع فيه (الحابل بالنابل..)لتسرد أمامه مشاهد أشبه بأفلام الرعب..أو الخيال العلمي لشباب لا يزالون على مقاعد الدراسة وبعضهم وربما الأغلبية منهم قد هجرها منذ زمن دون أن يملك أي شهادة تذكر ينتشرون بشكل سرطاني في كافة القطاعات العامة و الخاصة و المشتركة ولو تفوهت بكلمة لماذا؟؟ يصرخ الجميع في وجهك بعبارات باتت مألوفة جدا(أي مدعوم..عندو خبرة..لغتو قوية..عامل كذا دورة تدريبية أهم من اكبر شهادة جامعية..!!!).‏‏‏‏

وتنتهي لحظة التأمل بسؤال بات يشغلنا نحن الخريجين هل كل تلك الأمور تجعل شهاداتنا الجامعية تتنحى جانبا وتأخذ مكانها على الرف؟؟‏‏‏‏

‏‏‏

أهم شيء الخبرة...!!!‏‏‏‏

عبارة باتت تصم آذاننا ...و الأهم أنها أصبحت البند الأساسي و ربما الأول عند صاحب العمل لكي تحصل على الوظيفة!!‏‏‏‏

و الذي يبادرك بمحاضرة عولمية مخيفة حول التطورات التكنولوجية و العلمية التي تجتاح العالم و المستجدات و المعايير الكونية التي بدأت تحكم سوق العمل ..و كلمات ..و كلمات.. و كلمات يصل فيها إلى العبارة الحاسمة نحن في عصر المنافسة ولا بقاء إلا للأقوى لذلك الخبرة باتت ضرورة!!‏‏‏‏

لكن ..ماذا عن السنوات التي غاص فيها الشباب بالمعلومات و المواد الجامعية حول اختصاص ما,ليصبحوا ملمين بكافة الجوانب العلمية له و مرتكزين على الأسس الصحيحة.‏‏‏‏

فعندما تطرح ذلك.. يقولون انه مجرد كلام كتب و الواقع العملي مختلف, فما ذنب الخريجين إذا؟؟‏‏‏‏

لغة + كمبيوتر=وظيفة!!‏‏‏‏

هذه المعادلة التي بات يتبعها معظم الشباب خاصة من طلاب البكالوريا التي أصبحت معدلاتها كأسهم الذهب الآن.‏‏‏‏

فهو الواقع المعاش حسب تعبير نيرمين إبراهيم والتي أكملت:‏‏‏‏

حصلت على شهادة الثانوية العامة السنة الماضية وبمجموع جيد لم يؤهلني لأي فرع جامعي عام,كما أن تكاليف الدراسة الجامعية في الموازي أو المفتوح تفوق القدرات المادية لأهلي,لذلك رأيت أن الحل الأمثل و الذي يناسب ما يحدث الآن في سوق العمل هو خوض دورة لاكتساب مهارة الحاسوب بالإضافة إلى أن لغتي الانكليزية قوية وبدعم صغير من أحد أقربائي أصبحت موظفة في شركة للاتصالات.‏‏‏‏

‏‏‏

فهل هذا فعلا واقعنا؟؟‏‏‏‏

أسئلة أختم بها وأتركها برسم المعنيين سواء في وزارة العمل أو المعنيين بتخطيط وتنظيم سوق العمل إن وجدوا؟؟‏‏‏‏

مهارات...تدعم شهادتك الجامعية!!‏‏‏‏

فإن الباحث عن فرصة عمل في مؤسسة أو شركة ما لابد أن تتوفر لديه عدة مهارات إلى جانب الشهادة للحصول على الفرصة المناسبة وهو ما أكدته فرقد محلي مديرة مركز عيادات عمل التابع للأمانة السورية للتنمية حيث قالت لملحق شباب:‏‏‏‏

يجب على كل طالب عمل أن تتوفر لديه شهادة علمية في الاختصاص الذي يرغبه وليس بالضرورة أن تكون شهادة أكاديمية بل يمكن أن تكون شهادة مهنية أو عبارة عن دورة في مجال معين,فالمهم أن يمتلك خلفية علمية لأي مجال يرغب في خوضه,وهنا لابد أن يعلم أي شاب أنه ليس من الضروري الحصول على الشهادة بقدر أهمية العلم الذي حصل عليه من خلال الشهادة أي ليس من المرغوب أن يأتي طالب أدب انكليزي لا يتقن التحدث باللغة الانكليزية أو خريج محاسبة ضعيف في الرياضيات.‏‏‏‏

وهنا أكدت على أهمية المعرفة و المعلومات و الثقافة التي تعد أهم من الشهادة الجامعية بحد ذاتها,وأكملت:‏‏‏‏

بالإضافة إلى الشهادة لابد أن يكون هناك عدد من المهارات و التي تعد كنوزاً بيد الباحث عن عمل منها الخبرة وهي أمر أساسي لكي يحصل على فرصة العمل المناسبة,وفي حال توفرها إلى جانب الشهادة العلمية تكون الفرصة أقوى في الحصول على عمل,كما أن اللغة القوية قد تؤهل الشاب للعمل كونها مطلوبة في المؤسسات و الشركات التي تسعى لمواكبة التطور,فعلى الشباب أن لا يلقي اللوم على سوق العمل و انعدام الفرص بل عليهم أن يبحثوا عن نقاط الضعف و يسعوا إلى تقويتها.‏‏‏‏

وأشارت إلى أنه يوجد لدى كل شاب هدف قصير المدى وهو بأن يبدأ الخريج بالعمل حتى لو كان بسيطا المهم أن يحصل على الخبرة وصولا لهدفه الأساسي وهو تحقيق طموحه في مجال ما,خاصة في ظل الواقع الذي نعيشه وهو فرص عمل قليلة أمام تنافس كبير بين الآلاف من الخريجين و الباحثين عن عمل.‏‏‏‏

الخبرة ..لم تعد مشكلة!!‏‏‏‏

فهناك برامج كثيرة تسعى لتكون نقطة وصل بين طلاب الجامعة و بين سوق العمل وترى هنا السيدة فرقد أنه على كل خريج أن يبحث عن فرصة تدريب باختصاصه أو مجاله في الجهات التي تنسق مع سوق العمل منها الأمانة السورية لتنمية أو الإرشاد المهني في جامعة دمشق أو مركز التوجيه المهني في برزة...أو أن يتم ذلك عن طريق علاقات اجتماعية من أصدقاء و زملاء يعملون في جهات معينة.‏‏‏‏

وتضيف أنه على الشباب الجامعيين عدم إلقاء اللوم فقط على الجامعات التي لم تمنحهم التدريب المناسب بل لابد أن يسعوا بأنفسهم إلى التدريب على كيفية التسويق لأنفسهم في سوق العمل و يبدؤوا بترميم النقص لديهم.‏‏‏‏

وعن ما تقدمه الأمانة السورية للتنمية في هذا المجال تقول لنا:‏‏‏‏

لدينا في برنامج عيادات عمل ورشات أسبوعية حول كيفية كتابة السيرة الذاتية أو إجراء مقابلة عمل ولدينا مبادرات مختلفة حول إمكانية ربط هؤلاء الطلاب بسوق العمل مثل مبادرة خبرات.‏‏‏‏

كما أننا نسعى مع بداية الشهر القادم إلى التواصل مع طلاب السنة الأخيرة في مختلف الاختصاصات كونهم على استعداد لدخول سوق العمل من خلال محاضرات تتعلق بكيفية كتابة السيرة الذاتية وهي مهارة يفتقدها طلابنا بالإضافة إلى كيفية إجراء مقابلة عمل ناجحة و الأهم كيفية البحث عن عمل و الذي يعد في هذا العصر عملا بحد ذاته.‏‏‏‏

وأشارت إلى أن المركز يسعى إلى تأمين دورات مجانية في مجال الحاسوب و اللغات و أحيانا يتم الاعتماد في ذلك على مبدأ التكافل الاجتماعي أي يقوم احد المتطوعين مثلا وهو خريج معلوماتية إلى تقديم دورة IDCL للطلاب المحتاجين لذلك وبشكل مجاني,بالإضافة إلى وجود مكتبة كبيرة تحتوي مراجع مهمة لكل الشباب الباحثين عن عمل وقد تؤهلهم بشكل أكبر للحصول على الفرصة المناسبة.‏‏‏‏

في النهاية قد تكون الشهادة الأكاديمية هي الطبخة الأساسية و التي تحتاج إلى الخلطة السحرية من مهارات و خبرات حتى نستطيع تذوق نكهتها و الحصول على فرصتنا!‏‏‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية