|
ثقافة ماذا أقول وأدمعي بسهادي باتت تجود بصحوتي ورفادي؟ فغدوت في كنف العشية والضحى لكأنني في مأتم وحداد ولمست من قلبي الوجيب فخلته كوراً يمور بحجرة الحداد فنسجت من بحر الحتوف قصائدي بدم النجيع وحرقة الأكباد وأنا الحزين ومهجتي ألبستها ثوب الحداد موشحاً بسواد يا عرب ماهذا الونى ودياركم بين الرحى ومقاصل الجلاد؟ ما بال أنصال السيوف تصدأت وغدت تلوذ بموئل الأغماد؟ وجيادكم عند المغير بكبوة في وطأة الأغلال والأصفاد أين الخيول الصافنات ونقعها وصهيلها في ظاهر الأنجاد؟ ومضارب العز التي شهدت لها قمم الجبال وباطن الأوهاد ماذا أقول لأمة عصفت بها ريح المنون بمربض الأوتاد؟ وعواصم التطبيع باعت خيلها بيع العبيد لطغمة الأسياد في يوم مسغبة لغزة والبلى والعاديات على شفير زناد والقمة السمحاء طيب عيشها كالودق يهمي عند يوم حصاد قد جردوها لحمها وعظامها واستنطقوها بعد طول عناد فإذا البيان ختامه كعنيزة عفطت بغير مرادها بالوادي فتناحر العرب الرعاع وقد عزوا عسر المخاض لكثرة الحساد واحسرتا يا عرب غابت شمسنا وكبت خيول العز بعد جهاد وتفتقت فيها الجراح عصية وتعفن الجرح القديم الصادي يا قوم ما هذا الهوان وعرضكم والقبلتان بقبضة الأوغاد؟ تالله لو كان الزمان مطاوعي وعصاة موسى عدتي وعتادي لجعلت أسراب الوحوش طليقة بين القطيع بعفة ووداد لكن أسفار الطريق شحيحة والدرب مزروع بشوك قتاد |
|