|
مجتمع والسؤال الذي يبقى أمام هذه الحرب اللامتكافئة والشق العربي -العربي: من أين تستمد المقاومة في غزة ثباتها ..؟ وكيف تنهض فصائلها في كل مكان كمارد عملاق في وجه آلة الحرب الأسطورية لكيان راح يتقزم يوما بعد يوم ؟. نقرأ جواب هذا السؤال الذي بدأ يحير العالم، في أن أهل غزة أصحاب قضية تسلحوا بشجاعتهم قبل أن يحملوا سلاحهم ..بمثل ماتزودوا بإيمانهم بقضيتهم التي لم تخضع يوما لمساومة أو مهادنة... فبين القاتل والمقتول لا تسوية .. وأمام هذا المد من المقاومة، لابد أن يتذكر المرء، قول عمر المختار المشهور : « إن الضربات التي لا تقصم ظهرك ،تقويه » نعم إن الجهود الدبلوماسية، وجلسات مجلس الأمن، والدعوة لقمة عربية طارئة قد تتمخض عن جديد ولكن الحقيقة الواضحة للعيان في هذه المحرقة ،أن هذا الشعب لن يقهر.. وسيبقى منتصب القامة يمشي... ربما ليس من باب الأدلجة، أو الفلسفة القول إن هذا الشعب يحمل مقومات بقائه معه رغم سنوات الإبادة والإفناء فهو من جهة يعيش ليقاوم... ومن جهة أخرى يقاوم ليعيش ... وأمام الصراع من أجل البقاء تسقط كل المراهنات وتتبدد جميع الصفقات ...فالمقاومة في يومها الخامس عشر تفاجىء العالم بقدرتها على إرباك الهجوم البري ولجم عنان الأهداف الاسرائيلية ..لأن عنوان المقاومة -الثبات - وما لم تكن منذ البداية ثابتة ولا تتزعزع في مواقفها، فهي لن تفلح في التمسك بأرضها وهويتها في وجه محتل غاصب لم يستطع طيلة ستين عاما زحزحتها قيد أنملة عما ماعاهدت الله عليه... بالنصر أو الشهادة وبينهما لا خيار ثالث سوى الأرض التي سيرثها أصحابها الحقيقيون ... وبعد لاهم إن جاء ذلك على ركام من أشلاء أو أنهار من دماء.. فالحرية ثمنها نفيس،وأنفس ما في الحرية عشق هذا الشعب للشهادة الذي تقرأه في عيون كل فلسطيني هب لإسعاف أخيه المصاب يحمله مع أقرانه ويركض به إلى سيارة الاسعاف وهو يخاطبه قائلاً: قل لا إله إلا الله بمعنى أن أنطق بالشهادة وشتان ما بين معتد وشهيد.. نعم مصيره جهنم وذاك مثواه الجنة ...نعم إن حرب غزة فتحت أبواب جهنم على المعتدي الذي بدأ يشعر أنه واقع في مأزق وأهدافه إلى تراجع.. فلم يوفر لتغطية فشله حتى ضرب المساجد والمدارس...والمشافي... وحافلات الإسعاف في قذائف خبط عشواء... ليبرهن للعالم أنه أضعف من ذبابة... بل أو هن من خيوط العنكبوت... فطوبى لمن أخذ حصته من قسمة الموت والدمار وبقي يقاوم ولم يساوم وطوبى لمن أشهر في وجه الباغي -سلاح- |
|