تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


هـــل اشـــتدت الحاجـــة للقمــــة العربيـــة ؟!

الافتتاحية
السبت 10-1-2009
بقلم رئيس التحرير أســـــــــعد عبـــود

بغض النظر عن تحليل محتوى قرار مجلس الأمن الأخير رقم 1860 والقاضي بوقف إطلاق النار في غزة ومجموعة إجراءات أخرى, نرى أنه من البؤس اعتقاد العرب أن مجلس الأمن أنزل العبء عن كواهلهم.. و لم يبق لهم سوى اللهو السياسي الإعلامي من ورائه.

أستغرب فعلاً أن يبدي العرب جهداً حقيقياً ليضعوا أنفسهم خارج التاريخ؟! أستغرب فعلاً منهج حركتهم الذي يقوم على التناوم وإعدام الذاكرة؟!.‏

قرارات مجلس الأمن..!!‏

متى استطاعت قرارات مجلس الأمن أن تحل مشكلة واحدة للعرب.. لأي بلد عربي..؟! هي بالتأكيد تحدت العرب والاتجاهات التحررية العربية مرات عديدة, وعجزت دائما أن تتبنى قضية عربية واحدة.. وحتى القرارات التي بدت منطقية بشكل ما، ولم تكن عادلة مئة بالمئة, واجهت عقدة في أن تجد طريقها إلى التنفيذ.. وأشهرها القراران 242 و338.‏

القرار الجديد البارد, الصادر من منطقة التجمد بعيداً عن الفصل السابع, بسكوت أمريكي لا يخفي ولا يعلن الرضا.. أظنه عاجزاً عن تقديم حل, إن استطاع أن يضيف معطى إلى الواقع يخفف من القتل اليومي في أحسن حالات سوء الظن.‏

وبكل الأحوال وكيفما كانت نتائجه, لن يعفي العرب من اللقاء العربي.. لن يعفيهم من الموقف العربي.. ولن يخفف حرجهم في هذا وذاك.. بل ربما يزيد الحرج..‏

ذهبنا إلى مجلس الأمن.. صدر القرار..!!‏

حسن.. ثم ماذا..؟!.‏

أين الحل..؟!‏

من سينفذ القرار..؟!‏

أين الموقف العربي منه ومن آلية وأسلوب تنفيذه؟!.‏

هل أعفانا من ضرورة اللقاء العربي؟!.‏

القمة العربية تستطيع أولاً أن تقول كلمة عربية واحدة حول ما يجري.. وموقفها منه.. بدءاً من القتل والدمار والممارسات الفاشية الصهيونية في غزة وخارجها، وفيما تعلنه من مواقف سياسية، وانتهاء بقرار مجلس الأمن الأخير.. حتى يبدو أن الحاجة للقمة غدت اليوم أشد..؟!.‏

فما نريده هو:‏

وقف إطلاق النار.. والانسحاب.. وفك الحصار، أين ذلك كله..؟!‏

المقاومة الفلسطينية قالت:‏

القرار لا يلبي الطموحات الفلسطينية، ولم تستشر به.. وفيه التباسات، ومحاولة لانقاذ إسرائيل من ورطتها..‏

وإسرائيل قالت:‏

إنها لا تقبل أن يقرر «النفوذ الخارجي» أمنها، على حد تعبير أولمرت الذي اعتبر القرار غير قابل للتطبيق، ورفضته ليفني، ووصفه مصدر حكومي آخر أنه حبر على ورق!!.‏

بعد هذا أين نقف نحن؟!.‏

أين تقف الأنظمة والحكومات العربية؟!.‏

وما الذي حققه الوفد العربي في نيويورك؟!.‏

هل هذا كل ما استطاعوا تحصيله من صداقتهم مع أميركا، التي لم تخجل وزيرة خارجيتها «رايس» من استثناء الأمين العام للجامعة السيد عمرو موسى والوزير القطري السيد أحمد بن عبد الله آل محمود وزير الدولة للشؤون الخارجية من استقبالها لأعضاء الوفد.. هو سلوك فيه شرف كبير للأمين العام وللوزير القطري، وفيه صفعة للآخرين، قبلوها دون اعتراض..‏

المهم الآن.. ما العمل؟!.‏

آلة القتل مستمرة.. الدم ينزف.. الخراب في كل قطاع غزة..‏

فما العمل؟!.‏

هل من مناص من اللقاء العربي؟!.. أخشى أن الحاجة للقمة قد اشتدت...؟!‏

a-abboud@scs-net.org‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية