|
غلوبال ريسيرش فهل تصعّد لعنة نفط الشرق الأوسط حروب الألفية الجديدة؟ باعتبار أن النفط هو مصدر استراتيجي للقوة العالمية، ومن ثم فإن السيطرة عليه هي وسيلة للسيطرة على الأمم. تمتلك دول الشرق الأوسط أكثر من نصف الاحتياطيات النفطية في العالم، وهذا يوضح اندلاع حروب الموارد الإقليمية التي تهدف إلى السيطرة على هذه الدول. إن الحروب الأميركية الاستباقية التي تشنها الولايات المتحدة لا علاقة لها بحماية الأمن القومي الذي اعتادت أن تتخذه ذريعة زائفة لسحق وتدمير الأمم الواحدة تلو الأخرى في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى وشمال إفريقيا وأي مكان آخر في العالم. فمثلا شنت حرب على سورية، وهي حرب غير معلنة تشنها «إسرائيل» بحماية أميركية،وتكررت في الآونة الأخيرة «ضربات» إسرائيلية على مواقع متعددة في سورية بذريعة وجود تهديد إيراني، إلا أن الدول لم تعد تسكت وتقدر خطورة ما يحدث منذ سنوات في سورية، حيث انتقد المبعوث الروسي إلى سورية ألكسندر يفيموف «حكومة نتنياهو»، واصفا «الضربات» الإسرائيلية بأنها استفزازية وخطيرة للغاية بالنسبة للوضع في سورية، مضيفًا: تستهدف تلك «الضربات» المناطق السكنية في دمشق، حيث يصبح المدنيون ضحايا العدوان الإسرائيلي. هذا إضافة إلى أن هذه «الضربات» تشكل انتهاكا صارخا للسيادة السورية وتهديدا حقيقيا لحياة الأبرياء، الأمر الذي يتعارض مع الجهود المبذولة لتحقيق الاستقرار والتسوية السياسية. وبحسب ما ورد فقد حذرت موسكو «حكومة نتنياهو» من عرقلة الجهود المستمرة التي يبذلها الجيش السوري، إلى جانب القوات الروسية لتحرير محافظة إدلب والمناطق المحيطة بها من الإرهابيين المدعومين من الولايات المتحدة وتركيا. وقد أكد المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أن الجيش السوري له كامل الحق في محاربة الإرهابيين على أراضيه في إدلب، وقال: إن تركيا فشلت في تحييد الإرهابيين في إدلب، وخرق التزامات اتفاق سوتشي. ووفقًا لمدير مركز إدارة الدفاع الوطني الروسي ميخائيل ميزنتسيف، فقد تبين أن الأسلحة الثقيلة وغيرها من المعدات التي تم العثور عليها في المناطق التي حررها الجيش السوري والتي كان يستخدمها الإرهابيون تابعة للولايات المتحدة والناتو و»إسرائيل». كما انتقدت وزارة الدفاع الروسية نظام أردوغان لنشره قوات وأسلحة ثقيلة في إدلب - بحجة الدفاع عن الأمن التركي، وأنه لا يريد وجود تهديدات له عبر الحدود مع سورية. فنظام أردوغان هو عدو للسلام والاستقرار الإقليميين مثله مثل الولايات المتحدة والناتو و»إسرائيل»، وقد كانت تصريحات وزير الدفاع التركي خلوصي أكار مثيرة للسخرية عندما قال: «إن القوات التركية ستستخدم القوة ضد كل من لا يلتزم بوقف إطلاق النار في إدلب، بما في ذلك الجماعات المتطرفة التي تدعمها أنقرة !!!!». وبدوره صرح أردوغان أن قواته سوف تستخدم جميع أنواع الأسلحة اللازمة على الأرض وفي الجو، دون أي تردد ضد القوات السورية وحلفائها. من جانب آخر أفادت مصادر محلية عن زيادة الوجود العسكري التركي في ريف حلب الغربي بالقرب من مركز أتارب، حيث تبعد عن الجيش السوري نحو أربعة كيلومترات ما يشير إلى احتمال حدوث مواجهة بين الجانبين. ووفقًا لوزارة الدفاع الروسية فإن المزاعم التركية حول مقتل العشرات من القوات السورية «كاذبة» ولا يوجد دليل يدعم هذه المزاعم. إدلب هي إحدى مناطق خفض التصعيد في الشمال السوري لكن أردوغان اخترق خفض التصعيد باستهداف المدنيين عبر قذائف «النصرة»، وقد استعاد الجيش السوري السيطرة على ثلاث مناطق، والمعارك ما تزال مستمرة لتحرير إدلب والمناطق المحيطة بها بدعم من حلفائه روسيا وإيران، في مواجهة الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي و»إسرائيل» وتركيا، إلى جانب الآلاف من الإرهابيين المدججين بالسلاح الذين يدعمونهم. وقد أفادت AMN News عن استهداف جوي روسي مكثف على الإرهابيين المدعومين من الولايات المتحدة وتركيا بالقرب من الحدود السورية التركية، مضيفة: استهدف الجيش السوري مواقع الإرهابيين بنيران «المدفعية الثقيلة» في شمال غرب إدلب، كما تم إحباط هجوم مضاد من قبلهم على عدد من النقاط العسكرية. إن الإصرار الأميركي للهيمنة على الشرق الأوسط يزيد من فرصة نشوب حرب أكبر مما سبقها من الحروب، وهذا سوف يؤدي دون شك للمخاطرة بحرب عالمية مدمرة إذا خرجت الأمور عن السيطرة، فالمتطرفون الذين يديرون السياسة الخارجية للولايات المتحدة وحلفائهم ساهموا بشكل كبير في أن تكون هذه الأوقات الأكثر خطورة في تاريخ العالم. |
|