|
مجتمع فكم من أسرة فقيرة تتوارى هنا وهناك بين زاويا هذا المجتمع وهي بأمس الحاجة إلى حد الكفاية في الغذاء والكساء والدواء على حين هناك أشخاص لا يقدرون قيمة الأشياء التي يمتلكونها ولا تشكل بالنسبة لهم سوى (الصفر).فلماذا نرمي الهدر في النعمة وراء ظهورنا, وبإمكاننا أن نكون جسور خير تمتد لنقلها من الأغنياء لإنقاذ مئات العائلات الفقيرة. وهي الفكرة التي يقوم عليها مشروع حفظ النعمة منذ خمس سنوات وحتى الآن حتى أصبح تجربة رائدة في العمل التطوعي والإنساني تمتد إلى المحافظات الأخرى. فما الآلية التي تعتمدها هذه التجربة, ومن الفئات التي يمولها المشروع وما أثر ذلك في تحسين الأوضاع الصحية والمعيشية لبعض شرائح المجتمع? عن ذلك تحدثنا إلى السيد محمد رياض خورشيد المسؤول عن المشروع فأشار في هذا اللقاء إلى أن الفكرة قامت بالأساس من أجل إحياء الموارد وتقديمها للعائلات التي تحتاجها بشكل تطوعي خيري, فبدأ المشروع على مراحل متعددة حيث كان اسمه غذاء وبعد عام أصبح اسمه غذاء ودواء ثم كساء, ثم أثاثاً وفي هذا العام لدينا كفالة اليتيم لكنها تختلف عن الكفالة المقدمة من الجمعيات الأخرى والقائمة على تقديم راتب شهري ثم نترك اليتيم وشأنه في هذه الحياة. إننا نهدف لإعداده بشكل فعال كفرد في المجتمع فنتكفل في تربيته والعناية بصحته وتعليمه وتأمين مورد رزق له, فلا يشعر الطفل بغياب الأب. والذي دفعنا لهذه الكفالة هو أننا لاحظنا أن الكثير من أعلام العالم تربوا أيتاماً وبفضل العناية بهم أصبحوا نوابغ لهم بصماتهم التاريخية. وبالفعل بدأنا المشروع وحالياً سجل لدينا 492 يتيماً ونحن نتابعهم في منازلهم من خلال تخصيص مشرف أو مشرفة ترعى أمورهم في كافة النواحي. * من الفئات المستفيدة من المشروع الحالي حتى الآن? ** ليست لدينا أرقام بحجم الخدمات المقدمة لأنها معونات عينية ومؤن لكن هناك 4500 أسرة مسجلة لدينا وتستفيد من الغذاء والكساء والدواء والأثاث وفق البطاقة التي تحملها فتحصل على موارد تموينية شهرية وأسبوعية وهناك عائلات مسجلة لدينا وعائلات ترسلها لنا الجمعيات الخيرية. وحالياً أرسلنا كتباً إلى هذه الجمعيات لإفادتنا بالحالات الأكثر حاجة لديهم وهذا التعاون يتم مع 80 جمعية خيرية. * يقال إن هناك تزايداً في نسبة الأسر الفقيرة, كيف تتعاملون مع ذلك? ** نحن نعاني من هذه العقبة فهناك زيادة في أعداد الناس التي تطلب الاستفادة والمساعدة وقد يكون السبب هو موضوع غلاء الأسعار الذي جعل فئة من المجتمع لم تكن بحاجة تنضم إلى الفئات الفقيرة, مثلاً الأسرة التي دخلها الشهر ي 8000 وكانت تتدبر أمورها, الآن هذا المبلغ لا يسد احتياجاتها, لذلك نحن ننادي من خلال مشاريعنا إلى تشغيل الأشخاص الفقراء وتعليمهم مهناً, فيمكن للكثير من الشباب أن يعمل ضمن الورش لتعليمه مهنة وليتمكن من الحصول على عمل يستغني به عن الجمعية, ونحن نأخذ الدعم من الأغنياء في صنع ورش أيضاً لتعليم الفتيات الخياطة, التطريز, قص الشعر,. كمبيوتر وتوجد لدينا الآن ورش بدأنا العمل بها ونحن نحول لها الأثاث المستعمل والملابس المستعملة لتصليحها وتجديدها ونحن بهذا نحقق استفادتين: الأولى تعلم الشباب لمهنة يعتاشون منها والثانية تجديد هذه السلع وإرسالها إلى العائلات الفقيرة. * بالأرقام ماذا تقول عن خدمات المشروع? ** كما قلت سابقاً مساعداتنا عينية موزعة في الأقسام فقد كان حجم الميزانية في العام الماضي بحدود 260 مليون ليرة سورية منها (111) مليون ل.س مواد تموينية, و 24 مليوناً من الدواء, و 100 مليون ألبسة ونحن حافظنا واستصلحنا بمعدل 70% من هذه المواد من خلال الورش والتجهيزات والأقسام التي لدينا. لذلك أنا أطلق على هذا المشروع أربع صفات هي (إنساني, اجتماعي, اقتصادي, خيري). * هل توضح لنا الفكرة القائم عليها قسم الدواء? ** باختصار الإنسان الذي دخله قليل مثلاً ثلاثة آلاف ليرة كيف له أن يشتري دواء قيمته عشرة آلاف ليرة, وهذا المريض الذي قدم لنا علبة الدواء بعد أن أصبح لا يحتاجها, لماذا لا نقوم بحفظها من الهدر وإيصالها إلى مريض لا يمكنه شراؤها? ومن المعروف أن في كل بيت صيدلية تحوي الكثير من الأدوية التي لم يتم استخدامها, وأيضاً لدى الأطباء الكثير من النماذج الطبية التي لا يسمح لهم وقتهم بفرزها أو اعطائها للمرضى. نحن نأخذ هذه الأدوية ونعيد ترتيبها ثم اعطاءها لمن يحتاجها من الناس الفقراء. * أخيراً كيف تصف عمل الخير في مجتمعنا وما دوره في تماسك المجتمع? ** يتفنن الناس في فعل الخير وهناك تنافس على هذه الأعمال وخاصة في شهر رمضان وفي أيام الأعياد وأثناء افتتاح المدارس. وأقول إن بلدنا يتميز بذلك وتتعدد فيه أوجه العمل الإنساني.. وفي كل إنسان نبتة خيرة وهذه من الأمور التي تحمي المجتمع من التفكك ومن تزايد نسبة الفقراء. وما لمسته هو الدعم الكبير من قبل الحكومة لهذه الأعمال فمثلاً مشروع حفظ النعمة كان مجرد فكرة لو لم يتلق التشجيع. |
|