تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


لبنان واليد الأميركية

البقعة الساخنة
الأحد 7/10/2007
أحمد ضوا

ليست المرة الاولى التي يحذر فيها بوش من التدخل الخارجي في الشؤون اللبنانية ولكن لهذه المرة وقعها واثرها بكونها تتزامن مع انتخابات الرئاسة اللبنانية.

كلام بوش كان من المفترض ان يتوجه الى مجلس النواب الاميركي الذي اعطى لنفسه الحق بالتدخل المباشر في الشؤون اللبنانية خلافا للاعراف والقوانين الدولية .‏

وايضا لوزارة الخارجية الاميركية التي قطعت الشك باليقين ووجهت بضرورة انتخاب رئيس لبناني من قوى 14 شباط ضاربة بعرض الحائط ما يدور بين القوى اللبنانية من مشاورات للوصول الى اتفاق يوصل الاستحقاق الرئاسي الى البر الذي يحقق تطلعات الشعب اللبناني وليس اهداف (الشرق الاوسط الجديد الاميركي ) .‏

من يتابع الانشغال الاميركي هذه الفترة بلبنان يعتقد للوهلة الاولى انه المشكلة الوحيدة في العالم على الرغم من ان مشكلاته لا تقاس بمثيلاتها في المنطقة اذا رفعت اميركا يدها عنه .‏

فالبيت الابيض والرئيس بوش شخصيا وخلافا للتقاليد الديبلوماسية يستقبل نائبا برلمانيا مغمورا ليقول كلاما بعيداً عن المنطق والواقع يعمق الانقسام السياسي في لبنان في وقت حرج ودقيق .‏

وكذلك مجلس النواب الاميركي ينشغل بالوضع اللبناني مقدما الدعم لفئة في لبنان وبالمقابل يدين اطرافا اخرى تمثل شريحة واسعة من الشعب اللبناني بغية تعزيز الشكوك بين القوى السياسية اللبنانية ودفع الامور باتجاه التصعيد والانفجار .‏

وللمرة الاولى في التاريح الاميركي يصدر قرارعن مجلس النواب يختصر بلدا بشخص رئيس حكومة فاقد للشرعية بموجب الدستور اللبناني ورسالة مجلس النواب شديدة التعبير عن هدفها في زعزعة الاستقرار اللبناني.. فدائما تتعامل الدول فيما بينها بأسمائها والاستثناء الوحيد حكومة السنيوره والمسألة ليست بحاجة الى شرح او توضيح الاسباب والاهداف .‏

تدخل ادارة بوش السافرفي الشؤون اللبنانية دليل على املها ببقاء لبنان مدخلا (لشرقها الاوسطي الجديد ) واللغة المستخدمة في الخطاب الاميركي تجاه اللبنانيين تشير بوضوح الى خطورة ما يراد أميركياً للبنان في المرحلة المقبلة.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية