تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


ملكات الجمال

أبجــــد هـــوز
الأثنين 9-2-2009م
معتصم دالاتي

في ستينيات القرن الماضي كانت صبية جميلة لطيفة زغنطوطة مثل الأيس كريم أو الكريم كرميل, وأحلى, اسمها فريال جلال, وكانت تعمل مذيعة في التلفزيون العربي السوري.

ابتسامتها بتفرتك القلب, واطلالتها من الشاشة بترد الروح, ولأنها كذلك فقد لعب البعض بعقلها ودفعها لخوض مسابقة ملكة جمال سورية, وكان يومها لا يوجد محسوبيات ولا واسطات ولا ضغوطات, وكان الرجل المناسب أو المرأة المناسبة في المكان المناسب, وهكذا فقد نجحت هذه المخلوقة في المسابقة وحصلت على لقب ملكة جمال سورية ثم سافرت ممثلة لبلدها سورية إلى البلد الأوروبي الذي أقيم فيه تصفيات نهائي كأس ملكة جمال العالم, ومن هناك بعثت برسالة إلى أحد المجلات السورية تتحدث فيها عن رحلتها وعن بعض زميلاتها من ملكات الجمال وعن اللجنة والفحوصات وأخذ المقاسات ومعايير الجمال والاستعداد ليوم انتخاب ملكة جمال العالم, وتذكر أنها وبعض زميلاتها العربيات والأجنبيات وقفن لأخذ صورة تذكارية غير رسمية, وقبل أن يطق المصور الزر, إندست بينهن ملكة جمال إسرائيل, ودون أي مشاورة أو اتفاق أو تردد انسحبت جميع المتسابقات العربيات, حتى لا تجمعهن صورة تذكارية مع هذه الإسرائيلية النشاز.‏

في دافوس حيث اجتمع ملوك المال كان الرجل التركي الأصل والجنسية رجب طيب أردوغان يمثل بلده تركيا باعتباره رئيسا لوزرائها ولم يحتمل فجور وأكاذيب الإسرائيلي شيمون بيريز, فرد عليه مفندا أكاذيبه وافتراءاته, ثم انسحب من المؤتمر من دون تلكؤ أو تردد, أما أمين عام جامعة الدول العربية الذي كان حاضرا المؤتمر واستمع إلى تضليلات بيريز ولاتزال دماء أبناء غزة ساخنة وأجسادهم طرية, فقد احتار ماذا يفعل, واكتفى بأن صافح أبا الطيب التركي ثم امتثل لإشارة منظم جلسات الأمم المتحدة المدعو بان كي مون بأن يجلس على كرسيه ويتابع المهزلة من دون إزعاج أو إنزعاج.‏

لا شك أن ملكات الجمال العربيات أكثر حمية وعروبة من ملوك العرب الذين يتسابقون لالتقاط الصور التذكارية مع سفاحي بني إسرائيل.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية