|
معاً على الطريق غير الالتفات إلى مواطن الخلل ومحاولة تجاوزها بأقل قدر من الخسائر، وهو بالفعل بدأ خطوات التراجع الأولى عندما أعلن خلال احتفالات فرنسا بعيد النصر على النازية، وبوجود دونالد ترامب الرئيس الأميركي، أعلن أن ست سنوات من قطع العلاقات وإغلاق السفارة الفرنسية في دمشق لم يأت بأي نتيجة ضد سورية، وبالتالي فإن الاستمرار في حالة العداء عملية غير مجدية، وها هي فرنسا اليوم تقدم على خطوة جديدة تمثلت في إغلاق المبنى الذي اتخذ بغياً وعدواناً سفارة خاصة بائتلاف الدوحة السعودي كهيكل كاذب للتعامل مع الإرهابيين ممن تم تجنيدهم لسرقة تمثيل المعارضة السورية المزعومة، ما يعني قطع العلاقات كلياً مع هذا الكيان الوهمي والفارغ بعد انكشاف كذبته بالكامل وسقوط شخصياته وانتهاء دوره المرسوم،فتأتي النتائج الحتمية للعمل العدواني الغربي مقابل حالة الثبات والصمود السورية داخلياً وسياسياً ودبلوماسياً محققة لوقائع وحقائق التاريخ حيث انتصار الحق على العدوان مهما طال أمد المواجهات بينهما. والموقف الفرنسي لا يبتعد عن مواقف الدول المعتدية جميعها،فهي تسعى للخروج من المأزق التي حشرت نفسها فيه بأي الوسائل بعد استنفاد كل أشكال العدوان ، لكنها تتباين في الأساليب والطرائق التي تتبعها فبعضها يسارع في الخروج من النفق مثل فرنسا وألمانيا لكسب الزمن بعد خسرانه لسنوات ست أضاعت فيه فرصاً كبيرة لكسب ثقة مواطنيها واتخاذ مواقف صادقة وجدية ضد الإرهاب،وبعضها يتباطأ في الإقدام على خطوات منطقية يعترف فيها بهزيمته في العدوان كجزء من المخطط العدواني الكبير بعد أن فشل في تحقيق أهدافه البعيدة على الرغم من الاستخدام الوحشي لآلة الدمار. وعدم تضييع فرص التحريض ودعم وتمويل الإرهابيين على مدى السنوات الماضية كلها،وكانت النتائج الصادمة للمعتدين باختلاف سورية عن غيرها من الدول التي استهدفتها المؤامرة الإرهابية إذ إن مهمة العدوان لم تكن نزهة سهلة كما حصل في تونس ومصر وليبيا فبدأت الحرب الإرهابية تأخذ منحى أبعد مما كان يراد لها سواء لفترة أمدها أو لناحية إدارة الإرهاب وعمله، وهو قد أفلت في بعض الأحيان من السيطرة الدقيقة على قيادته من جانب الدول الكبرى والدول الإقليمية التي تتنازع مصالحها الصغيرة وتجد في التنظيمات الإرهابية عوامل ضغط وتخريب لتحقيق تلك المصالح. وبعد قرابة سبعة أعوام من العدوان نجد أن الظروف اختلفت وأن التطورات أفضت إلى نتائج خارجة عن توقعات كل المعتدين أجبرتهم على تغيير مواقفهم وتسجيل انسحابهم من المواجهة بطريقة أو أخرى، وما الإجراءات الفرنسية إلا مقدمة لمواقف جديدة مغايرة ستلحقها خطوات أكثر إعلاناً واعترافاً بانهزام المخطط العدواني وانتصار الخيار الوطني السوري. |
|