تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


انعكاس الصورة

حدث وتعليق
الأثنين 14-8-2017
منذر عيد

بخطوات عدة وصلت سورية الى ماهي عليه.. بدأها «نادي التآمر العالمي» بزج مرتزقته فيما أسماه مظاهرات سلمية، و«مطالب ديمقراطية»..

ثم انتقل الى اغلاق سفارات مشتركيه بحجج فقدان الشرعيه للحكومة وبهدف «شيطنة» الدولة.. وانتقل الى فتح حدود بعض أعضائه أمام الارهابيين تحت حجة «الفتح الاكبر»، و»نصرة الحق» ودعم «الثورة».. ثم ارتكاب المجازر من حرق الممتلكات العامة والخاصة، الى جز الرؤوس، واقتلاع الاكباد والقلوب، وتنفيذ تفجيرات طالت المدنيين في أحيائهم.. وصولا الى تمدد الارهاب حد بلغ ذروته عام 2015 ، فكان المد الاعظمي .. ثم .‏

ثم.. بدأت الامور الى منقلب.. بعد أيلول 2015 وحتى الان، ثمة تغيرات جذرية حفرت معالم في الازمة في سورية.. وفي تمعن ومتابعة قليلة هي الامور تعود الى نقطة الصفر.. وثمة دلائل كثيرة على أن النصر التاريخي لسورية وحلفاؤها على الارهاب والدول الداعمة له قاب قوسين أو أدنى.‏

في عملية ارتداد الصورة يتضح أنه يحق لنا التفاؤل بالقضاء على الارهاب .. في الصورة الاولى ،من تمدد للارهاب الى تبدد، والخريطة الميدانية تؤكد الزوايا القليلة التي بات الارهاب محشور بها.. وحجم الانجازات التي حققها الجيش العربي السوري وحلفائه، من حمص الى القلمون الغربي، الى حلب، فتدمر والسخنة وريف الرقة ودير الزور، الى الحدود العراقية والاردنية.‏

وفي الصورة الثانية.. اغلاق منافذ الحدود التي كانت مشرعة لدخول الارهابيين، من الحدود الاردنية الى العراقية ومن قبل اللبنانية.. الى التركية التي بدأت سلطات اردوغان بادراك ان تلك الابواب التي فتحتها ارتدت وبالا عليها، الى التخلي عما أسموهم معارضة، وملاحقتهم قضائيا، وسحب جميع الميزات منهم في دول الدعم الارهابي.. الى هجرة الارهاب المرتد من سورية الى البلدان المصدرة له.‏

وفي الصورة الثالثة.. تنبئك الاخبار بحجم الطلبات من الدول الغربية والعربية عن نياتها اعادة العلاقات الدبلوماسية بشكل أو اخر.. كما تؤكد ذلك حركات اعادة التأهيل في تلك المقرات.‏

خطوة واحدة وتعود الامور الى النقطة التي انطلقت منه الحرب الكونية الارهابية على سورية، وقريبا ستشهد ما تبقى من مناطق يسيطر عليها الارهابيون مظاهرات تطالب برحيلهم والعودة الى عهدة الدولة، وحماية الجيش العربي السوري.. حيث نهاية جزر موجاتهم الارهابية.‏

قد لا تكون الصورة بتلك البساطة.. وأنما هي مفرزات الواقع.. دون نسيان حجم المتغيرات، والدمار الذي سببه الارهاب في بنيان الدولة، ونفوس المواطنين.. ونعلم جيدا بأن أمورا كثيرة تنتظر سورية بعد القضاء على الارهاب.. وربما هي أحداث ترقى الى مستوى الحرب.. لكنها حرب ارادة.. وفرض شروط .. حرب نفوذ، ومسميات.. او حرب في «الطابو» الدولي.‏

moon.eid70@gmail.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية