|
القدس المحتلة حيث يتبارى رؤساء الاحزاب والكتل السياسية في التصعيد التصريحي ضد الفلسطينيين وتحولت الحرب على غزة الى دعاية انتخابية والدمار والشهداء والجرحى الذين سقطوا في هذه الحرب الى وقود انتخابي يحاول من خلاله كل فريق سياسي الاثبات انه الاقدر على تركيع وسحق الفلسطينيين وتحقيق الامن لاسرائيل. وعكست التغطيات الاخبارية في الصحف الاسرائيلية هذا الواقع والصراع المحتدم بين الاحزاب الاسرائيلية للفوز بكعكة الانتخابات حيث اشارت هآرتس الى ظاهرة التصويت الاستراتيجي، منتخبو الوسط اليسار ممن ترددوا بين كاديما والعمل وميرتس يميلون الان للسير نحو كاديما بينما منتخبو اليمين الذين طاشوا بين الليكود وشاس الى الاتحاد الوطني الى البيت اليهودي والى اسرائيل بيتنا يتسللون رويدا رويدا الى الليكود وان كلا الحزبين يتفقان بضرورة التعامل القوي مع ما سمياه التهديدات الفلسطينية في قطاع غزة وكذلك الضفة. وأشارت الصحيفة الى تماهي الطرفين في كيفية التعاطي مع الفلسطينيين واستخدام القوة ضدهم مع بعض الاختلاف من جانب نتنياهو الذي يطلق تصريحات نارية تقلل من اهمية برامج وخطط الاحزاب الاخرى في حماية ما يسمى الامن الاسرائيلي. وقالت الصحيفة ان التقدير السائد في الساحة السياسية هو أن ليبرمان المتشدد في تصريحاته التي تدعو لسحق الفلسطينيين وطرد عرب 1948 اضافة الى استخدام شتى انواع القوة ضد قطاع غزة وقصفها بالسلاح النووي ان اقتضى الامر سيفوز مع شريكه الطبيعي نتنياهو ولكن في محيط رئيس الليكود يقولون انه ينبغي توقع غير المتوقع. واضافت الصحيفة ان كثيرين ممن سمتهم الاذكياء والفطناء الراشدين في معسكر اليسار الصهيوني لم يحسموا أمرهم بعد حول الحزب الذي سيختارونه ليقرر مصيرهم في السنوات القادمة. وفي سياق مختلف قالت هآرتس ان على السلطة الفلسطينية برئاسة عباس ان تقلق اذا ما تحققت صفقة لتحرير الجندي جلعاد شاليط وبنظرهم ان ذلك سيؤدي الى انتخابات فلسطينية مبكرة وتفوز فيها حماس مرة اخرى ولكن هذه المرة في الانتخابات للرئاسة ايضا واسرائيل ستضطر الى التصدي لسلطة فلسطينية في الضفة وفي غزة تحكمها حماس. من جانبها توقعت صحيفة معاريف فوز قوائم ليبرمان ونتنياهو وان هذا الاخير لا يستبعد ان يكون ليبرمان شريكا كبيرا في الائتلاف الذي سيشكله الليكود بعد الانتخابات وان نتنياهو يفضل حكومة وحدة مع حزب اسرائيل بيتنا والعمل وانه اذا شكل مثل هذا الائتلاف فمن المحتمل جدا أن يضطر الى التعاطي مع مطلب ليبرمان منصب وزير الحرب. وأضافت الصحيفة ان من ينتخب غدا لرئاسة الوزراء سيتعين عليه أن يوقف على الفور أحاديث الانتخابات والسياسة وان يبدأ بالتفكير كرجل دولة همه ليس فقط معالجة الشؤون الجارية بل ايضا وضع الاسس لتصميم ما سمته مكانة وصورة اسرائيل في المستقبل حول ثلاث قضايا الاولى: التعامل مع البقاء الاقتصادي الاجتماعي حيث لا يمكن لاحد ان يتوقع نجاح العالم في صراع البقاء والانقاذ من السقوط ومتى سيحصل هذا. واسرائيل تستشري بها البطالة واقتصادها يتراجع. والثانية: التعامل مع رئيس جديد للولايات المتحدة وعدم تبلور ساحة القوى العظمى الجديدة وهل ستكون ادارة اوباما شرطيا عالميا من نوع جديد مع الكثير من المساعدين الدوليين. ام هناك الكثير من المفاجات. أما الثالثة: فهي التعامل مع ما سمته الصحيفة التحديات الايرانية والسلام بين اسرائيل والعرب فضلا عن مواجهة المقاومة والحاجة العليا لبقاء اسرائيل قوية بكل المفاهيم. وفي مقال اخر قالت الصحيفة ان الانتخابات غدا تنهي خيار حلم الدولتين الذي لم يعد قائما بعد عقود طويلة من الاحتلال والقمع والاستيطان والغباء والارهاب وأشارت الى عدم امكانية قيام دولتين اذ ان الدولة الفلسطينية المستقلة التي تريدها اسرائيل او يمكن ان تعرضها على الفلسطينيين ليست دولة بل هزلية. دولة بين اسرائيل القوية وما سمته مزحة فلسطين المبتورة والضعيفة برعاية اسرائيل لن يقوم ولن يكون سلام أبدا بل فقط حرب وارهاب الى ابد الابدين او حتى شطب احد الطرفين او ما يأتي منهما قبل الاخر وعليه رأت الصحيفة أن انتخابات الغد ليس فيها اي انتخاب. وفي هذا السياق ألمحت شخصيات أميركية الى أن ادارة الرئيس الأميركي باراك أوباما تنظر بشيء من القلق الى تنامي التأييد الشعبي لليمين الاسرائيلي واحتمالات فوزه في الانتخابات وتداعيات ذلك المتوقعة على عملية السلام. وأوضح نيد ووكر سفير الولايات المتحدة السابق لدى اسرائيل خلال تولي نتنياهو رئاسة الوزراء بين عامي 1996و1999 أن هذا الاخير قد يواجه بعض المصاعب في التعامل مع ادارة الرئيس أوباما الساعية لاحداث تحول على صعيد السياسة الخارجية للولايات المتحدة وخاصة في الشرق الاوسط. وقبيل ساعات على بدء الانتخابات تزايدت حدة التنافس بين الاحزاب الصهيونية وتشير الاستطلاعات الى أن الفارق بين حزبي الليكود وكاديما يتضاءل الى ما بين مقعدين الى ثلاثة مقاعد ويسعى الحزبان في الساعات الاخيرة الى الحصول على أصوات من كتلته أي الليكود من اليمين وكاديما من اليسار وسط، الى جانب الحصول على أكبر عدد من الأصوات العائمة التي تقدر بنحو 30 بالمئة من الاصوات. |
|