|
قاعدة الحدث حيث باتت الاراضي في تلك الدول - بعد أسبوع من بدء العمليات العسكرية - وخاصة المدن المتاخمة للأقاليم التي تشهد معارك عنيفة قبلة للنازحين من مالي. فقد أشارت تقديرات منظمات تابعة للأمم المتحدة وأخرى إنسانية إلى أن المعارك الجارية في وسط وشمال مالي عقب التدخل العسكري الفرنسي أسفرت عن نزوح حوالي 320 ألف شخص إلى مناطق أخرى داخل البلاد ولجوء نحو 150 ألفًا آخرين إلى دول مجاورة، حيث قال الناطق باسم الامم المتحدة مارتن نيسركي في مؤتمر صحفي في يوم 19-1-2013 لقد نزح ما يقرب من 320 الف شخص داخل مالي حتى تاريخه، في حين قالت المتحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في جنيف ميليسا فليمنج: لدينا خطط جديدة لاستقبال ما يصل إلى 300 ألف شخص داخل مالي و407 آلاف آخرين في البلدان المجاورة . مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة أوضح أن مفوضية الأمم المتحدة للاجئين أحصت في اول اسبوع 150 ألف لاجئ منهم 50 ألفًا في النيجر و38 ألفًا في بوركينا فاسو، و54 ألفًا في موريتانيا قادمين من مدينة ليرى والبلدات المجاورة لها، وتوقعت مصادر في نواكشوط، ان يصل نحو ربع مليون نازح إلى موريتانيا خلال الاسابيع القادمة، فقد وصل 1500 نازح الى الجزائر، كما شهدت الحدود الجنوبية للجزائر المتاخمة لجمهورية مالي يوم 19-1-2013 توافدا كبيرا للعديد من الأسر المالية، حيث سجل إقليم تنزروفت نزوح أكثر من 500 عائلة، منهم 120 فرداً من الشيوخ والأطفال والمرضى والنساء الحوامل . وعرفت مدينة البرج البعيدة بنحو 18 كلم عن منطقة الخليل المالية، اكتساح المئات من الأسر المالية من الاطفال والنساء والشيوخ على الخصوص، وبعضهم مصابون بإعاقات وآخرون حالاتهم يرثى لها. مفوضية الأمم المتحدة للاجئين قالت إن أكثر من 700 ألف شخص سيشردوا بسبب الانتهاكات المروعة التي ارتكبت في مالي كما تتوقع فرار أكثر من 400 ألف إلى دول الجوار خلال الأشهر المقبلة. وبحسب تقديرات لجنة حركة الشعوب وهي منظمة أهلية معنية برصد وتجميع المعلومات حول الأشخاص النازحين في مالي، فإن عدد الأشخاص الذين نزحوا بسبب الحرب منذ اندلاعها يوم 9 كانون الثاني حتى 14 كانون الثاني بلغ 918, 228 ألفًا، وفي مدينة كونا التي شهدت أولى محطات الحرب الجارية ونزح حوالي 5 آلاف شخص إلى القرى المجاورة . حالة النزوح التي تشهدها مالي جراء الحرب الفرنسية عليها ليست الاولى، حيث شهدت البلاد لجوء 160.000 شخص خارج البلاد إلى بوركينا فاسو وموريتانيا والنيجر ونزوح 147.000 شخصاً داخليًّاً، وذلك عقب الانقلاب العسكري الذي جرى في البلاد في 22اذار 2012 ، وما تبعه من سيطرة المسلحين الطوارق الذين دخلوا في صراعٍ مع القوات الحكومية المالية منذ منتصف شهر كانون الثاني 2012 على الأجزاء الشمالية من البلاد. وفي شباط من ذات العام تسبب القتال الذي دار بين الجيش المالي ومسلحي الطوارق في شمال شرق البلاد بين كيدالوابييبارا ، اضافة الى المعارك التي دارت بين الحركة الوطنية لتحرير ازواد وحركات تمرد اخرى، والجيش المالي في شمال شرق مالي، قرب الحدود الجزائرية والنيجيرية الى نزوح الآلاف من المواطنين، حيث قال الصليب الاحمر حينها إن 30 الف شخص على الاقل نزحوا من مالي ، فيما اكدت المفوضية العليا للاجئين للأمم المتحدة ان النيجر استضافت نحو عشرة آلاف لاجئ، كما استضافت موريتانيا تسعة آلاف، فيما استقبلت بوركينا ثلاثة آلاف، ولتستمر عملية النزوح منذ ذلك التاريخ حيث يؤكد إدواردو ديل بوي المتحدث باسم الأمم المتحدة ذلك بقوله: بلغ عدد النازحين منذ آذار 2012 وحتى الآن 230 ألفاً جراء القتال وانعدام الأمن في مالي . |
|