تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


عيونهم على النفط واليورانيوم والثروات المعدنية

قاعدة الحدث
الخميس 24-1-2013
إعداد: ايمن بدور

يبدو أن الأزمة فى مالى قد حملت أبعاداً جديدة تخطت هذه التطورات وزادت من قتامة المشهد المطروح بشأنها، فالأزمة لا تتعلق فقط بمحاولات جماعة إثنية المشاركة فى العملية السياسية وان يكون لها دور واضح فى الحياة العامة

فى ظل تداول دوري للسلطة يتبعه توزيع منصف لعوائد التنمية وللثروات الاقتصادية التى تزخر بها آراضى ومياه القارة الأفريقية، بل تخطت هذه الأزمة هذه الأبعاد لتقدم حالة من الحالات الناجمة عن التقسيم المصطنع للدول الأفريقية التي وضعها الاستعمار فى مؤتمر برلين 1884-‏

من أهم موارد الثروة الطبيعية في جمهورية مالي: الذهب والفوسفات، والكاولين (صلصال نقي أبيض، عادة، يستخدم في صناعة الخزف الصيني)، والملح، والحجر الجيري، واليورانيوم، والجبس، والغرانيت، والطاقة المائية.‏

كما اكتُشفت حديثاً في الأراضي المالية، خامات البوكسيت، والحديد، والمنغنيز، والقصدير، والنحاس؛ ولكنها لم تستغل بعد... أغلب هذه الموارد تقوم باستغلالها شركات فرنسية إذ تحول مباشرة إلى فرنسا باثمان زهيدة مقابل اتفاقيات سخيفة كاتفاقية مقاومة التصحر و حماية طبقة الأوزون ... إلخ‏

لكن مع قدوم الاسلاميين إلى السلطة أصبحت المصالح الفرنسية في خطر كبير و هو ما استوجب تدخلاً عسكرياً عاجلاً من أجل وضع قيادة جديدة تضمن المصالح الفرنسية في مالي ... و كل الإدعاءات الفرنسية بكون العملية تهدف إلى تحرير رهينة فرنسية لا تتعدى كونها محض هراء سياسي.‏

ويرى صحفيون محليون ماليون أن وراء النوايا الخفية لقادة الحركة الوطنية لأزواد تختفي أياد غربية غامضة، تحركها رغبة ملحة في وضع اليد على كميات النفط التي يعد بها شمال مالي، وهي المهمة التي سيتم تحقيقها من خلال سلسلة من الانقسامات لأنه توزيع وامتلاك هذه المصادر النفطية ستكون بمثابة الزناد الذي سيطلق شرارة الحرب شمال مالي.‏

واعتبر الصحفي انغوسان أنه من الضروري بالنسبة للسلطات المالية أن تتخذ قرارا سريعا وحاسما، لأن الغرب في أطماعه الخفية لم يسبق أن يكونوا صريحين مع القارة الإفريقية وبشكل خاص مع الدول التي توصف بأنها فقيرة.‏

القنبلة النفطية التي تعصف الآن في القارة الإفريقية تفرض على السلطات المالية أن تكون حاسمة في تعاملها مع الانفصاليين الجدد، حسب ما يشير إليه مختصون في الشأن المالي، لأن الجيش المالي ليس من مصلحته أن يفتح عليه جبهة قتال أخرى تضاف إلى جبهة مفتوحة منذ سنوات مع القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي شمال مالي.‏

التورط الفرنسي في المستنقع المالي ستكون له تداعيات خطيرة ؛ ليس على فرنسا وحدها ؛بل ودول الجوار ايضا ..فآلاف اللاجئين سيتدفقون على الجزائر مثلا وما سيتبع ذلك من اعباء اغاثية وانسانية .. الكل سيدفع الثمن ..والمستنقع المالى سيتحول الى قنبلة ستنفجر في وجه الجميع ..ما لم يستمع الكل الى «صوت العقل» طالبت شخصيات فرنسية بضرورة الكشف عن النوايا الحقيقة لهذا التدخل وخلفياته، التي حسب هؤلاء «تقف وراءها أطماع فرنسية وأجنبية في المنطقة، وهي تسعى لاستنزاف ثروات وخيرات هذا البلد، بالإضافة إلى السيطرة على بعض المواقع الإستراتيجية بهذا البلد».‏

لازالت أصوات تتصاعد بفرنسا لتلقي باللوم على الحكومة بسبب إرسال قوات عسكرية فرنسية إلى مالي، حيث ندد منتخبون ومنظمات غير حكومية فرنسية بهذا التدخل واصفين إياه «بالخطير جداً».‏

وشكك نويل مامير نائب عن حزب أوروبا - البيئة - الخضر في «الأهداف الحقيقية وطرق التدخل العسكري» الفرنسي بمالي، مضيفا أن «هولاند اتخذ هذا القرار في منتهى الخطورة لوحده بقصر الإيليزي دون استشارة البرلمان مثلما التزم اليسار بفعله». وقال مامير إن «المسألة التي تطرح اليوم تتعلق بالسياسة الإفريقية لليسار الحاكم متسائلا ما إذا كانت فرنسا ستواصل دور الدركي في إفريقيا مثلما نقوم به منذ 150 سنة أو هل ستعمل على توفير الظروف الملائمة للأفارقة ليقرروا مصيرهم».‏

وشدد النائب عن حزب البيئة في هذا الصدد قائلا «لا يجب إخفاء الحقيقة لدينا مصالح إستراتيجية في هذه المنطقة الكبيرة بمالي، في إشارة إلى البترول واليورانيوم وموارد ضخمة من المياه الباطنية و أراضي خصبة» ثم تابع ”كل هذا يثير أطماع الشركات الفرنسية والقطرية والأمريكية، بالإضافة إلى أرضي مطار ”تساليت” (بالقرب من كيدال) لمراقبة كل منطقة الساحل والمتوسط والبحر الأحمر”.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية