تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


القواعد الفرنسية في إفريقيا أكثر من 8000 جندي 1400 منهم في مالي

قاعدة الحدث
الخميس 24-1-2013
إعداد:منهل إبراهيم

إن الوجود العسكري الفرنسي يعتبر أقدر العوامل العسكرية الخارجية وأكثرها تأثيرً بالنسبة للقارة الإفريقية فلا توجد دولة كبرى تقف على قدم المساواة مع فرنسا من حيث تعدد المعاهدات التي تعطيها الحق في التدخل العسكري في بعض دول القارة وهي مهتمة بتوافر القوة العسكرية التي تمكنها من تحقيق ذلك.

ومع أن هدف الاستراتيجية الفرنسية في إفريقيا لم يتغير إلا أن وجود قواعد عسكرية للقوات الفرنسية قد تقلص بدرجة كبيرة منذ حصول أغلب المستعمرات الفرنسية على استقلالها في سنة 1960 حتى اليوم وهذا التقلص لا يعود إلى استقلال المستعمرات فقط الذي اقتضى سحب جزء كبير من القوات الفرنسية، بل يعود إلى عوامل اقتصادية وتكنولوجية وسياسية متعددة.‏

وقد صدرت القوانين التي تنظم التجنيد في المستعمرات الأفريقية منذ سنة 1912 وتنفيذاً لها ارتفع عدد القوات الإفريقية من 20 ألف جندي سنة 1913 إلى 225 ألفاً جندي خلال الحرب العالمية الأولى مات منهم 25 ألفاً في ميادين العمليات الأوروبية دفاعا عن فرنسا ومنذ سنة 1928 أصبح ثلثا القوات الأفريقية السوداء يتمركز خارج موطنه الأصلي جنوب الصحراء.‏

وقد ضاعفت هذه الحقيقة من إدراك مخططي الاستراتيجية الفرنسية إلى أهمية مستعمراتهم الإفريقية وخصوصا في المغرب العربي وقد حاولوا ربط هذه المستعمرات بنظم الدفاع والقواعد العسكرية على أساس أنها توفر لأوروبا الغربية ميزة استراتيجية تعوضها عن نقص مساحتها.‏

ولعل جو الهدوء النسبي الذي حصلت فيه المستعمرات الإفريقية السوداء على استقلالها عن فرنسا قد هيأ لها أن تتصور دوراً عسكرياً تؤديه في إفريقيا يمكنها من أن تحتفظ من ناحية بمظهر القوة العالمية بتورطها في مشاغل غير أوروبية.‏

ويجعلها من ناحية ثانية في موضع تقدر منه على حماية مصالحها في مستعمراتها السابقة بالتدخل العسكري إذا اقتضى الأمر لحماية هذه المصالح بناء على أساس شرعي ملائم، وهذا الدور تستطيع أن تؤديه احتفاظها ببعض القواعد العسكرية في القارة الأفريقية. وقد تخرج في المدارس الفرنسية منذ سنة 1960 حتى منتصف 1964 حوالي 2600 ضابط ومدرب منهم 313 للجيش، 449 للشرطة، 373 للطيران، 158 للبحرية ويتراوح رقم المتخرجين في الوقت الحاضر بين 1000، 1500 سنوياً وقد ترتب على هذا أفرقة كثير من القيادات ومع ذلك فما زال الفرنسيون يمثلون أكثر من 1500 منصب في القوات المسلحة الإفريقية ،وقد تفاوتت المبالغ التي أنفقتها فرنسا بين بلد وأخر فقد أنفقت في كل من مالاجاشي وساحل العاج والسنغال والكاميرون على الاستعدادات العسكرية أكثر مما أنفقت في كل من موريتانيا وتشاد والنيجر، ويرجع التفاوت إلى تباين في الأهمية الاستراتيجية والسياسية لهذه البلاد، وفي قدرتها على تمويل إنشاء قوات مسلحة كبيرة، وفي مدى خطورة ما تواجهه من مشكلات الأمن.‏

ولا يمكن فصل تقديم المساعدات العسكرية للدول الإفريقية عن الوجه الأخر للوجود العسكري الفرنسي في أفريقيا.‏

وفيما يتعلق بالتطور الذي لحق الوجود العسكري الفرنسي في القارة فإن عدد قواتها في إفريقيا السوداء قد انخفض من 77 ألفاً من العسكريين، 7 آلاف من المدنيين العاملين في خدمتهم سنة 1960 إلى حوالي 36 ألفاً من العسكريين، 5 آلاف من المدنيين في سنة 1964 عندما كانت الحكومة الفرنسية تسعى إلى تطوير نظام دفاعي إفريقي جديد بناء على متطلبات القيادة الخاصة بالقوات الفرنسية وراء البحار ولقد تقرر عندئذ خفض القوات الفرنسية في إفريقيا إلى 20 ألفاً يتمركزون حول بعض القواعد الفرنسية الهامة مثل داكار وفورت لامي وديجو سواريز، فضلاً عن وحدات صغيرة تحرس الممرات المهمة والمنشآت الحيوية وأن يعاد تنظيم هذه القوات بحيث تكون قادرة على التدخل السريع عندما يطلب منها ذلك، في أي مكان في المنطقة التي تغطيها اتفاقيات الدفاع الفرنسية الأفريقية.‏

وهكذا فإنه يمكن معالجة أي مشكلات تهدد أمن الدول الإفريقية المرتبطة مع فرنسا باتفاقيات دفاع، على ثلاثة مستويات1- (مستوى القوة الإفريقية التي دربها الفرنسيون).‏

2- (مستوى القوات الفرنسية في أفريقيا)،3- (مستوى القوة الفرنسية المتمركزة جنوب فرنسا).‏

ولا توجد في الجزائر سوى وحدات صغيرة لحراسة بعض مراكز الاتصالات الفرنسية بالجنوب وهناك بعثات تدريب فرنسية في كل من الجزائر والمغرب وتونس.‏

ويقدر عدد القوات الفرنسية في قواعد في 7 دول إفريقية وجزيرتين مستعمرتين، بنحو8650 عسكرياً، في الوقت الذي تستمر فيه باريس بحشد قواتها لترسيخ وجودها العسكري والسياسي في القارة السمراء واضطرت فرنسا التي لديها ماض استعماري في أفريقيا، يقدر بنحو 200 عام، إلى الانسحاب من مستعمراتها مطلع ستينيات القرن الماضي.‏

ونفذت فرنسا 26 تدخلاً عسكرياً في 14 دولة إفريقية، في 51 عاماً الأخيرة، وتنفذ هجمات برية وجوية بحجة الاضطرابات الداخلية التي حصلت مؤخراً في دول المنطقة، كان آخرها التدخل ضد المجموعات المسلحة، في شمال مالي.‏

وتتوزع القوات الفرنسية في القارة الإفريقية على الشكل التالي:‏

في مالي 1400، وفي جمهورية أفريقيا الوسطي 600 ، وفي جيبوتي 2000 ، وفي الغابون 900 ،وفي تشاد 1000، وفي السنغال 350، وفي ساحل العاج 500، وفي جزيرتي مايوت وريونيون 1900 المستعمرتين الفرنسيتين في المحيط الهندي.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية