تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


خلافة الشياطين

آراء
الخميس 24-1-2013
 الشيخ حسن حيدر الحكيم

حوالي الساعة الكاملة في مقابلة أمضتها قناة الجزيرة مباشر مع شخص أسبغ على نفسه لقب قائد اتحاد كتائب ربك أعلم بأسمائها (والله العليم ما العلاقة بين الأسماء التاريخية العظيمة وبين ما يرتكبه هذا الشخص

ومن شاكله وشابهه من إجرام وخيانة بحق الوطن والوطنيين) متحدثاً عن طموحه بالخلافة الإسلامية وعن حساب الكفار والمحاكم المنتظرة لكل كافر خالفهم طبعاً بدا من المفروغ منه أنه كافر كل من خالفهم الرأي أو الهدف كما أنه من المسلم به أن الكافر جزاؤه القتل كما يعتقد هذا المجرم وأمثاله ويزيدك في الأمر ارتياعاً وجزعاً هيئته المقززة وسحنته الشيطانية وقسمات وجهه الموحية بالشر والجريمة كل ذلك جاء مرافقاً لمراسل الجزيرة مباشر الذي يجري اللقاء وقد راح يمثل أمام الكاميرا دور المراسل الموضوعي رغم أنه كان يكمل شرح بعض الأفكار التي لم يحسن ذلك الخليفة المرتقب شرحها أو يقوم بتوضيحها فتحول من مراسل إلى ملقن يقود ضيفه في اللقاء طبعاً وهذا في ظاهر الأمر أمام الكاميرا ولكن الواضح أن هذا الضيف المشبوه ما هو إلا دمية (دمية مسرح العرائس) حقيقة خلف الكاميرا كغيره من الدمى الذين صارت تحفل بهم تلك القنوات المشبوهة.‏

إذاً هكذا وببساطة يتصدر المجرمين الشاشات المشبوهة التي تحاول اقناعنا أن هؤلاء المجرمين القتلة أنبياء وأن اللصوص الذين سرقوا المعامل والقمح ومضخات النفط وغيرها ونقلوها بثمن بخس لتركيا ثوار!!! فخديعة الإعلام الحر تجعل القاتل المجرم نبياً أو خليفة نبي واللص الخائن لوطنه ولأهل وطنه ثائراً يطالب بالعدالة فاتحد ما يسمى زوراً بالإعلام الحر مع ما يسمى بهتاناً وادعاء بالجيش الحر ليسجل لهما التاريخ أبشع جريمة بحق الإنسانية وبحق الوطن وبحق مواطني هذا الوطن وهنا أسأل الساكتين عن هذا الإسفاف من مفكرين ومثقفين أو من ساسة وقادة ومهتمين بسلامة الكون وساكنيه كما أسأل هؤلاء الذين يقودون العالم الحر كما يدعون تحت عنوان حماية الأمن القومي لبلادهم بل أسأل كل إنسان ذي عقل وفهم ومنطق: إلى أي درجة يسهم هذا الإعلام العميل في تفشي حالة الفوضى الأخلاقية الاجتماعية التي يعيشها المواطن العربي في تونس وليبيا ومصر واليمن والجزائر والعراق وسورية ولبنان والتي دفعت إلى مزيد من حالات سوء التصرف الإنساني والمزيد من العجز الإنساني بتكريس احترام شرعة حق الإنسان بالاعتقاد والتفكير والتعبير ولعله ليس جديداً أن نفهم دور الصهيونية العالمية والنظام الرأسمالي الذي يعمل تحت قيادتها في تأسيس هذه العلاقة السببية بين هذا الإعلام وبين أخلاقيات ما يسمى بالسلفيين والوهابيين التكفيريين ليقع العالم بأسره فريسة لمجموعة من المراوغين والانتهازيين واللصوص وهنا نستطيع أن نفهم الخطيئة بل الجريمة التي ترتكبها قنوات الجزيرة والعربية ومن لف لفهم بقيامهم بتعهير الإعلام عن طريق تسخيره لخدمة الكذب المزخرف بأغراضه الخفية والمثال على ذلك نشرهم للروايات حول تصرفات الوطنيين في العالم وليس في سورية فقط لمجرد تشويههم أو الحاق الأذى بالذاكرة الوطنية عند الوطنيين بغية تفريغ المجتمعات من المفهوم الحقيقي للثورات حتى يختلط على الجيل الذي أهملنا ثقافته بسخافات مثقفي الحداثة والوهم الثقافي وبتقصير الأحزاب الوطنية في تشكيل الوعي الوطني وبفوقية الثقافة المسرحية العربية وإسفاف الفن وبتكريس الدراما السورية وللأسف والممولة خليجياً ونفطياً لثقافة الخناجر والعناتر وسلطة الحارة فصار هذا الجيل الناتج لا يميز بين مسيرة البطل تشي غيفارا النضالية وبين تاريخ من العمالة والاجرام المأجور المرتزق للمجرم أبو مصعب الزرقاوي مثلاً وعليه بنى هذا الاعلام المأجور المجرم حملة من التزوير والتشويه لصمود كوبا فيديل كاسترو وثورة ماوتسي تونغ في الصين واستقلالية القرار السياسي الذي صاغته ثورة تشافيز والروح القومية الوطنية التي فرضها نضال الزعيم جمال عبد الناصر والنقلة الحاسمة التي رعاها القائد التاريخي حافظ الأسد في صنع خط المقاومة كخط استراتيجي للتحرير والثبات والمواجهة للمقاومة بقيادة سماحة السيد حسن نصر الله والدور المصيري لسورية اليوم شعباً وجيشاً وقائداً لتخرج علينا الجزيرة مباشر بهذا النوع من المجرمين لتروجهم كخلفاء وهؤلاء المجرمين المرتزقة يصلحون كخلفاء لمن؟؟ للأنبياء!! ؟؟ معاذ الله هؤلاء خلفاء الشياطين والأبالسة نعم خلفاء اليهود الذين أوعزوا بصلب السيد المسيح نعم، وهنا أسأل كل عربي شريف: هل تفهمون وتعلمون أيها العرب الأحرار إلى أي زمان وإلى أى مكان تريد الجزيرة وأخواتها العودة بالوعي العربي ؟؟ هل تعلمون وتفهمون أيها العرب الأحرار إلى أي ثقافة وعدالة تقودنا نعاج النفط؟! لاريب أيها العرب الأحرار في كل مكان نفهم ونعلم أن أهم وأنبل معركة يخوضها الجيش العربي السوري بقيادة السوريين الوطنيين هي معركة انقاذ الكلمة والثقافة العربية من مخالب الكذب والعبث والتفاهة والعدوانية معركة انقاذ تاريخ الأمة العربية بتراثها السماوي المسيحي والإسلامي من أنياب الظلامية والميكانيكية الفكرية الغبية وسكاكين وحراب واجرام خلفاء الشياطين فسلام من الله عليكم حماة الديار.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية