|
ثقافـــــــة المانغاكا: وهي مجموعة من المؤلفين تكتب وترسم قصصاً مصورة على الطريقة اليابانية. لاقت شعبية كبيرة فطغت على سواها من الأعمال الأدبية و الفنية معاً تحولت غالبية روائعها إلى أفلام كرتون، ويعتبر ناهوكي أوراساوا أبرز أوزانها الإبداعية حصل على جوائز كبيرة منذ العام 1982 ليس فقط في اليابان إنما أيضاً في الولايات المتحدة الأمريكية وفي كوريا و سنغافورة و تاي كأفضل قلم مانغاكا لدى دور نشر ذائعة الصيت.
ويتبوأ كتاب المانغاكا اليابانيون المرتبة الأولى على هذا الصعيد علماً أن كتاب المانغاكا يصنفون كمؤلفين مبدعين على غرار الأدباء في عالم الفن و العلوم الأخرى. أولى مؤلفات أوراساوا كانت «جيش الأناناس» ومع أنها قصص للأطفال لكنها سلطت الأضواء على التطورات التي طرأت على الأرخبيل غداة الحرب العالمية الثانية على الصعيدين العلمي و الثقافي وصولاً إلى غرق الناشئة في الغرب و في عالم الانترنت الافتراضي و كانت أحداث القرن العشرين إحدى الفريسكات الأدبية المصورة التي حظيت بشهرة عالمية قبل نزول «بلوتو» إلى الساحة و هي قصص من الخيال العلمي يحيي من خلالها أوروساوا ذكرى معلمه اوسامو تيزوكا اسطورة المانغاكا والذي يعتبر المرجع التراثي الأول و الأخير لهذا الفن الأدبي الذي تجاوز اهتمامات الأطفال ليستقطب الكبار بعد الصغار و لأن المواضيع التي يتطرق إليها اوراساوا عالمية النزعة فقد اتسعت دائرة ترجمة أعماله إلى اللغات الحية اليوم ففي عالم المانغاكا هذا تسقط الحدود بين الخير والشر كما جاء في أحدث مؤلفاته «بيللي» الذي صدر نهاية عام 2012 وفيه يغوص اوراساوا في مستنقع الجريمة المنظمة التي يمتد نفوذها من الولايات المتحدة إلى اليابان ليكتشف القارىء أن هذا العالم واحد قاسمه المشترك العنف و الارهاب أياً كانت اللغة التي يستخدمها، ورغم أن المانغاكا فن إبداعي أدبي ولد على يد الرسام الياباني هو كوساي بين الأعوام 1760- 1849 إلا أنه سرعان ما ازدهر بعيد الحرب العالمية الثانية ليسطو اليوم على الفنون الأدبية من مسرح و قصة قصيرة و رواية مروراً بالمسلسلات التلفزيونية الخاصة بالأطفال. لقد تناولت مجلدات «بيللي» الثلاثة الأحداث التي هزت العالم أيام الحرب الباردة مطلع الخمسنيات من القرن الماضي حتى الآن فبطل هذه اللوحات الروائية يدعى كيفن مولود في الولايات المتحدة لوالدين يابانيين، يصبح رساماً وكاتباً للمانغاكا وبعد أن يحقق نجاحات كبيرة يكتشف أن بطلة أعماله يعرفها الأدب الياباني فيقرر التوجه إلى الأرخبيل لكن ما إن يحط في مطار اوكيناوا حتى تحتجزه القوات الأمريكية المرابطة في القاعدة العسكرية المجاورة لتستفيد منه كمترجم عندها و سرعان مايجد نفسه في دوامة قضايا اغتيالات غامضة. تصف هذه الثلاثية أجواء الحياة جنوب شرق آسيا بعد الحربين العالميتين وسيطرة مشاعر الخوف من الشيوعية على الشارع الياباني إثر الدعاية التي راحت تروج لها القوات الأمريكية وفي المنطقة بعد أن وضعت واشنطن الأرخبيل تحت وصايتها كما تركز الثلاثية على هيمنة اللغة الانكليزية والثقافة الانغلو أمريكية على حياة سكان الأرخبيل و فيها قصص حقيقية كثيرة استوحاها اوراساوا من الواقع بعد اعتماده على مراجع تاريخية ليتحول عمله إلى وثيقة تقتحم دنيا الرسوم المتحركة إضافة لمهارته في تأليف السيناريوهات المقتبسة من تاريخ الساموراي وتكاد التحقيقات الصحفية و البوليسية والتحليلات النفسية تشكل خيطاً رفيعاً يصل بين روائع اوراساوا الأدبية. وتعتبر تلك الأعمال التي ينفذها حرفيو المانغاكا وثائق ذات مصداقية ومرجعية أصبحت مكتبة شاهدة على عصرها. |
|