|
|
ثقافـــــــة
قدّم لها د. سعد الدين كليب، ومما قدمه نقتطف قوله: ما الذي يريده صديق الشاعر من الزبد، و هل في الزبد ما يراد أصلاً.. حتى يتعب الشاعر روحه، باختلاف تلك العناقيد، ومن ثم تخميرها في جرار من الشعر، وكأنه تذوق كل خمور الدنيا، ولم يبق أمامه الاّ خمر الزبد..؟! ثم هل في الزبد ما يعاش و يجرب، يا صديقي، كي يستأهل منك الترحيب به كائناً سوياً و مختلفاً عما عهدناه من كائنات جمالية مدهشة أو حتى منفرة، و ما هذه العتبة النصية التي سوف تودي بنا إلى تهلكة الزبد أو اللاشيء..؟! بالرغم من أن هذا التركيب اللغوي (عناقيد الزبد) لا وجود له فعلياً في أحد العنوانات الداخلية الأساسية أو الفرعية، أو حتى في الأسطر الشعرية كافة، فإنه يكاد ينظم المجموعة الشعرية برمتها فما ثمة في القصائد إلاّ الزبد لفظاً أو معنى أو إيحاء أو تصويراً، هل قلت: ما ثمة في القصائد ! كنت أقصد أيضاً ما ثمة في الوجود إلاّ الزبد فما القصائد، بهذا المعنى، إلاّ عناقيد الزبد، و ما أشكال الوجود أيضاً إلاّ عناقيد العدم، فأي وجود هذا الذي يتمخض عن العدم، أو أي وجود نعيشه حقيقة، وما هو الاّ عدم بعدم أو زبد بزبد. و من عناقيد الزبد، نختار مجموعة نصوص. -شاعر.. لم تعد كلماتي برق الاله/ لم يعد يشرق الضوء فيها/ خمر أسلافي الأولين و أضدادي الآخرين. قطرات صنوج دماء تجول/ و كل له وجهه و مداه الذي يغلق القوقعة/ خارجٌ لم تعد جنتي لم تعد شرفتي و جناحي الندي خارج مدنف بالسراب البعيد البعيد خارج و طريد الكلام وسفّاحه في غدٍ رماد الرماد الذي أستقل/و أمضي به نحو ما لا أريد/ الرماد الذي يتعشق نافذتي و يطل عليّ/ رماد الصباح/ الوجوه/ المقاهي/ رماد هواء البريد البعيد. الرماد وطنيته الآدمية. أنحت فيها و أخرج أدخل.. أمضي بآخره نحو مالا أرى/ حين أنفضني منه/أكتب حريتي فيه هذا الرماد الذي أتمجد/ أعشق منه حرائقه و التياعي بها!! يا رمادي الذي أتضوأ فيه/ أيها الكوكبي الذي كنت مثلي وداعاً!! - نذكر من عناوين المجموعة: جدار/ امرأة/ خلوات/ طريق/ سفور/ من نشيد الظل/ نداء/ العبور/ صوت/ رماد/ رؤيا/ إقامة/ شاعر/ المنفى الأعمى/ الفرات- عودة الغريق.. و تقع المجموعة في /152/ صفحة من القطع المتوسط/منشورات اتحاد الكتاب العرب / دمشق. |
|
