|
مرايا اجتماعية زوجتي هي السبب فمبالغتها للعناية بجمالها وملابسها جعلتني أضيق ذرعاً بتصرفاتها وبحثها المستمر عن الجديد في عالم التجميل حتى تحولت إلى تمثال من شمع. ناهيك عن أقنعة الخضار والنشاء التي كانت تغطي وجهها معظم الوقت وكل ذلك يهون أمام غرورها وتصرفاتها التي اساءت إلى علاقتنا بالكثير من اصدقائنا واقربائنا. هذه شكوى لاحد الرجال الذين ضاقوا ذرعا بمبالغة الزوجة العناية بمظهرها على حساب اشياء اخرى .... بدوري أقول المرأة بغريزتها تحب أن تكون محط أنظار الآخرين ولا توجد برأيي امرأة قبيحة وإنما هناك من لا تعرف كيف تكون جذابة, والجاذبية تعني اشراق الوجه وجمال الابتسامة إلى جانب الذكاء الانثوي والجمال الروحي الذي يبحث عنه كل رجل, ولذلك فعلى كل من تبحث عن الجمال الذي يأسر قلب الرجل ألا تخرج عن الحدود في تجميل مظهرها الخارجي. ولا يمكن لأحد أن ينكر أهمية الجمال في النجاح الاجتماعي للمرأة بصفة خاصة ولكن للأسف ما ينتشر بين الكثير من النساء والفتيات اليوم هو تصنع للجمال والانوثة والمبالغة بهما إلى حد إثارة تساؤلات غير مرضية حول سلوكياتهن وتصرفاتهن. الواقع يشير بصراحة إلى أن الكثيرات يجهلن سر الجمال الحقيقي وقد انحصر اهتمامهن بجمال الشكل وأهملن جمال الروح والشخصية, صديقتي المرأة إلى جانب اهتمامك بجمال مظهرك الخارجي يجب أن تهتمي أيضاً بجمال روحك ونفسك وأي عيب في النفس لا يمكن اصلاحه على الوجه بينما أي عيب في الوجه إذا أصلح بإمكانه أن يصلح النفس. فكما أن الوجه مرآة النفس, فإن النفس أيضاً مرآة للوجه, وإشراق الوجه يمكن له أن ينعكس بدوره على نفسية الشخص وثقته وحيويته ويشير إلى أن بإمكان كل إنسان مهما كانت عيوبه أن يبدو جميلاً, فالعيوب من السهل ترويضها وقهرها فمن واجبك أن تبذلي قصارى جهدك للظهور بشكل لائق وجميل أمام الآخرين بطريقة تدخل تجديدات معقولة دون مبالغة وإدخال الملل إلى حياة الشريك. لكن في الوقت نفسه يجب أن تولي اهتماماً خاصاً بجمال روحك وشخصيتك الداخلية وذلك بالحرص على تنمية قدراتك ومهاراتك وثقافتك حتى يكون الجمال نابعاً بالدرجة الأولى من داخلنا بلا تصنع ليشع منه الدفء والحب والانوثة الجميلة. ونستشهد على ذلك بعبارة قالتها نادين سالومبيه رئيسة الاتحاد العالمي للتجميل في لقاء لعالم النساء أكدت فيها أن الجمال الخارجي لا معنى له إذا لم يتكامل مع الجمال الداخلي وكل علوم التجميل لا يمكن أن تظهر الجمال الحقيقي للمرأة أو الرجل فيما لو انتفى العامل النفسي الصحي وكل شيء زاد عن حده نقص. |
|