|
مجتمع
أحمد عداس شيخ الكار لمهنة الشرقيات اختصاص حفر ونقش وقص على جميع أنواع المواد،من خشب ،وبلاستيك،زجاج ،أقمشة كرتون،استطاع أن يطور من خلال هذه الأدوات العديد من اللوحات والتحف الفنية والنقش عليها بما يناسب الذوق العام وما يحتاجه المجتمع في بعض التفاصيل . حيث استطاع الفنان عداس أن يطوع ريشته في اتجاهات تعليمية تخاطب عقول الناشئة، وأن يبدع في تصميم آلة تشريح تساعد عن طريق الفن بفهم للنظام التربوي المدرسي دعما للأطفال بشكل عام والموهوبين بشكل خاص،إذ يصبح الطفل بإمكانه أن يستعمل حاسة اللمس مع حاسة البصر ،كي يتمكن من تشكيل النموذج أمامه،كأن يتعلم طريقة تشريح العين، الدماغ ،الجهاز الحركي والبولي،وهذه الأمور لطالما أصبحت منظورة وملموسة يسهل انطباعها في الذاكرة .
وحول الهدف من تصميم هذه الألعاب يشير عداس في لقاء معه أن الغاية هو تأمين سلعة مناسبة من ناحية السعر ،ويمكن للطالب اقتناؤها والاستفادة منها،عبر فكها وتركيبها والاحتفاظ بها طيلة العام الد راسي ما يعزز قدراته الذهنية وغيرها. وذكر أن الكلام الموجه للأطفال بصيغة الرسم والتشكيل من عمر خمس إلى ست سنوات هدفه تحقيق التفاعل وتعلم الحساب المبسط المؤلف من عددين سواء كان جمعاً ،أم طرحاً،أم ضرباً،وبنفس الأسلوب بإمكانه أن يتعلم من حاسة اللمس والبصر وتشغيل العقل .هذه الألعاب التركيبية التجميعية والتي تراعي أدق التفاصيل حققت حضوراً لافتاً وإقبالاً كبيراً عليها في دورة معرض الباسل للإبداع والاختراع العام الفائت، فإذا كانت اللعبة على سبيل المثال فراشة فقد يراعى في التركيز أدق التفاصيل التي يمكن للطالب أن يكون بحاجتها من ناحية قرون الاستشعار،الجوانح،منطقة البطن،عدد الأرجل ،وهذه ليست اختراعات خلبية برأي عداس وإنما ألعاب تفاعلية مدروسة ،تساعد الطفل والطالب على الفهم والإدراك . وعن خصوصية وسائل وأدوات التصميمات التي يبدعها شيخ الكار عداس ،بين أن هناك أمرين يعتز بهما ،هما طاولة الزهر التي عمل عليها من حيث التعشيق بالخشب ومع الخشب،من خلال دمج الألوان ،بالإضافة إلى تصنيع السيف الدمشقي الذي استعمل فيه الخشب مع البلاستيك والزجاج ،وبرأيه هذا جهد كبير استغرق وقتا ،لإنجاز هذه التقنية من خلال عمل هندسي فني شارك فيه شباب بعمر الورد ،لأن الهدف هو استقطاب الأدمغة السورية التي لها هواية بهذا المجال،حيث يتم تدريبها وتعليمها أصول هذه الحرفة للحفاظ على الحرف السورية التراثية وانطلاقا نحو العالمية . وعن سؤالنا حول بدايات عمله وكيف كانت الانطلاقة نحو هذا اللون من الحرف يقول عداس:كانت متعة صغيرة من خلال قصة المنشار الذي كان يستعمله في المدرسة ،وهو عبارة عن منشار له نصل رفيعة ،وأثناء العمل كانت تحصل أخطاء كثيرة ورغم ذلك لم ييأس بل تابع هواية التحدي في المرحلة الجامعية اختصاص تجارة واقتصاد ..وخلال هذه الفترة كان لديه كامل الرغبة والمزاج للعمل وإخراج قطعة فنية رائعة .ومع تطور الحياة بشكل عام فقد تطورت أدوات معظم الحرف كمقصات الليزر وغيرها والتي ساعدت على الإبداع في برامج الفوتو شوب .مضيفا أن الموضوع بدأ هواية صغيرة لطفل صغير ،فيما اليوم بدأ التركيز على أهمية دراسة ميول الجيل الحالي وما هي اهتماماته للمساعدة في الإبداع الذي هو سيد الإنتاج . ولم ينف عداس تشجيع والديه له حين كانا يراقبان موهبته ويؤمنان له التجهيزات والمستلزمات المطلوبة لصقل الهواية والاجتهاد معا .مضيفا أن كادر الرسم الذي يعتمد عليه اليوم يضم ١٢ رساما من الذكور والإناث وجميعهم من المحترفين الذين يقدمون أفكارا خلاقة للعمل . منوهاً بأهمية تطويع المصلحة والإيمان بالعمل ضمن الظروف المتاحة . وعن دور حاضنة دمر التراثية في دعم أعمال شيوخ الكار ونتاجهم الفني والتراثي .أشار عداس إلى أن كل مبدع في هذا الوطن سوف يجد الساحة أمامه ،أما المقلد الذي يعيش على التقليد سيبقى على الهامش،والتنافس في الحاضنة هو عملية إغناء وتكامل ويعكس حالة من الأصالة السورية . وعن المشاركات الخارجية بين أن هناك العديد من المشاركات في لبنان والعراق والإمارات العربية المتحدة وغيرها من الدول العربية والصديقة . حيث استحوذت الألعاب التفاعلية ،وألعاب الأطفال المختلفة ،واللوحات ذات الطابع التعشيقي على الخشب ،وزينة أعياد الميلاد التي نافس فيه بعض أسواق الصين وغيرها من التحف والصمديات،وصواني الضيافة وعلب العطور ذات الانبلاج الأنيق . أخيرا يمكن القول بأن الحرف التراثية السورية وألقاب شيوخ الكار لم تأت من فراغ، بل عكست قدرة الإنسان السوري على التأقلم مع بيئات مختلفة وتطوير منتجات كل بيئة وفق عناصر فنية إبداعية تلامس حنان العزف على ما جادت عليه الطبيعة من الأخشاب المطواعة والتي شكلت العنصر الأبرز في اختمار جودة الفن بألوانه المختلفة. |
|