|
نيويورك تايمز
وحول موافقة البنتاغون على إعادة استخدام أسلحة الحرب الباردة مرة أخرى، مثل الألغام المضادة للأفراد والذخائر العنقودية قالت ويرهام:»إدارة الرئيس دونالد ترامب، التي تولت السلطة منذ عام 2017 تبنت إعادة استخدام الأسلحة التي تحظرها أكثر من 160 دولة، وهي تجهزها الآن لاستخدامها في المستقبل، وأصبحت القنابل العنقودية، والألغام الأرضية المضادة للأفراد، والمتفجرات القاتلة والموصوفة بتشويه وقتل المدنيين جزءًا لا يتجزأ من خطط البنتاغون المستقبلية للحروب الأميركية». إن هذه السياسات الجديدة التي أقرها وزير «الدفاع» تعود للعام 2017 عندما كان قائد البنتاغون آنذاك، وقال مسؤولون سابقون في وزارة «الدفاع»: إن الجدل الدائر حول إعادة إدخال الألغام الأرضية، وغيرها من الأسلحة بحجة منع وصول العدو لمنطقة ما، بلغ ذروته في عام 2017 بعد الكشف عن الألغام الأرضية في أفغانستان، وأنه في شهر تشرين الثاني من العام الماضي ألغى وزير «الدفاع» الأميركي السابق جيميس ماتيس المذكرة الصادرة في عام 2008، والتي علقت استخدام جميع الأسلحة العنقودية تقريبًا، وكانت تلك الأسلحة، مصممة للاستخدام في حال نشوب حرب عالمية ثالثة، بالرغم من أن هذه الأسلحة تقتل المدنيين وتستهدفهم في الحروب، وأن البنتاغون لم يكن قادرًا على توضيح مدى الحاجة إلى استخدام هذه الأنواع من الأسلحة، لكن خطوط الإنتاج الصناعية التي ظننا ذات يوم أنها انقرضت في شركات الدفاع بدأت تعود للعمل. ويعزى ذلك جزئياً إلى جهود الضغط التي بذلها كبار الضباط العسكريين المتقاعدين مثل روبرت هـ. سكالز، وهو جنرال متقاعد بالجيش الأميركي وعمل مستشارًا لماتيس في إصلاح قوات المشاة، وهو من طالب بإعادة استعمال تلك الأسلحة المحرمة دوليا بتوجيه من ترامب شخصيا. لكن حجته استندت في جزء منها على فهم خاطئ لفعالية الذخائر العنقودية في النزاعات الماضية، إذ أظهر التحليل الذي أُجري بعد ذلك وجود معدلات فشل عالية لهذه الأسلحة، ولم تظهر أدلة تذكر عن ردعها للقوات المعادية على النحو الذي كان منتظرا منها في البداية سوى أنها قتلت أكبر عدد من المدنيين. واعتبارًا من تشرين الأول 2019، دفع الجيش 11.5 مليون دولار لشركة نورثروب جرومان و23.3 مليون دولار لشركة تكسترون لتطوير ألغام جديدة مضادة للمركبات، وفقًا لما ذكره مسؤولون في مركر بيكتاني أرسنال، وهو مركز لأبحاث وتطوير أسلحة الجيش الأميركي في نيوجيرسي، وقُدرت القيمة الإجمالية للعقدين بنحو 60 مليون دولار، وأضاف أن جهود البنتاغون للتطلع إلى المستقبل وضعت الجيش الأميركي على مسار يعود تاريخه إلى الحرب الباردة عندما اعتمد على وضع متفجرات عبر مساحات واسعة من الأرض للحد من قدرة العدو على التحرك عبر ساحة المعركة، لكن عددًا من الدول رفضت استخدام بعض هذه الأسلحة، ومن بينها الألغام الأرضية والقنابل العنقودية. في عام 1997 وقعت أكثر من 120 دولة على اتفاقية أوتاوا لحظر الألغام الأرضية المضادة للأفراد التي تنفجر بشكل عشوائي، والجدير بالذكر أن الولايات المتحدة لم تكن من بين الدول الموقعة، ومن ثم فهي ليست من بين الـ164 دولة التي أصبحت طرفًا في المعاهدة. وتساءلت راشيل ستول خبيرة مراقبة الأسلحة في مركز ستيمسون، وهي منظمة أبحاث سياسية غير حزبية: كيف يمكن تبرير هذه السياسات؟مع العلم أن كثيرًا من الدول قرروا أن هذه الأسلحة ليس لها مكان في الحروب، ثم ما تأثير هذه الأسلحة على الناس في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك أفراد القوات المسلحة الأميركية؟ وعلقت ستول قائلة: إن تشويه المدنيين وقتلهم أمر مقلق للغاية ولا يتحمله العقل، مشيرة إلى أن إلغاء إدارة ترامب للسياسات السابقة التي حدت من تطوير واستخدام هذه الأسلحة قوبل باستنكارٍ بالفعل من بعض أقرب حلفاء الولايات المتحدة في أوروبا، مما زاد من تأجيج العلاقات المتوترة بينهم. وقال الاتحاد الأوروبي في بيان له: إن استخدام الألغام الأرضية المضادة للأفراد في أي مكان، وفي أي وقت، ومن قبل أي طرف لا يزال أمرا غير مقبول على الإطلاق، وهو ماردت به أوروبا على إعلان البيت الأبيض أنه سيتراجع عن السياسات القائمة منذ فترة طويلة والتي تقيد استخدام الألغام الأرضية المضادة للأفراد لأن الأجيال الجديدة من الألغام الأميركية من المفترض أن تدمر نفسها بعد فترة محددة مسبقا، لكنها فشلت في القيام بذلك عندما أختبرت في ظروف قتالية. وإن مسؤولي البنتاغون لم يوضحوا بعد كيف ستختلف الألغام الأرضية المضادة للأفراد الجديدة التي يرغبون في استخدامها من الناحية التكنولوجية عن تلك الألغام قديمة الطراز. وتنبه السيدة ستول لهذا قائلة: إنها قلقة جدا لأن هذا الوضع بطريقة ما يعطي ضوءا أخضر للجميع لاستخدام هذه الأسلحة، وأنه في الحقبة السابقة لاستخدام الأسلحة الموجهة بدقة، كانت الذخائر العنقودية غير الموجهة - تفتح على هدف ما وتوزع عددًا من الذخائر الصغيرة المتناهية الصغر على مساحة واسعة - كوسيلة لتعويض القنابل غير الدقيقة أو نيران المدفعية، ولكن الآن بعد أن أصبحت الأسلحة موجهة بالليزر لتحديد المواقع العالمية المستهدفة خاصة في الغارات الجوية التي تشنها الولايات المتحدة وحلف الناتو فقد أصبح الوضع أكثر خطورة. |
|